استقبل رئيس الجمهورية السيد، عبد المجيد تبون، أمس بمقر الرئاسة، وزير الشؤون الخارجية التونسي والهجرة والتونسيين في الخارج، محمد علي النفطي، بحضور مدير ديوان رئاسة الجمهورية بوعلام بوعلام، ووزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف.
وفي تصريح له عقب المقابلة أكد الوزير التونسي للخارجية بأنه استفاد أيما استفادة من توجيهات الرئيس، عبد المجيد تبون، في كل ما يتعلق بالحفاظ على العلاقات التاريخية بين الجزائر وتونس، وما يتطلع إليه البلدان الشقيقان، بناء على الماضي النضالي المشترك الذي جمع تونس والجزائر وبناء على رؤية تنسجم مع رؤية رئيس الجمهورية التونسية نحو تعزيز أركان الأمن والاستقرار في المنطقة والتطلع إلى غد أفضل للشعوب، وأضاف أنه استمع بكل انتباه بما وجهه إليه الرئيس تبون بخصوص «المد التضامني بين البلدين» الذي طالما ميز علاقات تونس والجزائر.وأضاف وزير الخارجية التونسي أنه نقل إلى رئيس الجمهورية تحيات نظيره التونسي قيس سعيد، كما كان اللقاء أيضا مناسبة أطلع فيها الرئيس تبون على فحوى اللقاء الذي جمعه بوزير الشؤون الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج أحمد عطاف، وما تطرقا له من مواضيع تهم تطوير علاقات الأخوة على قاعدة المنافع المشتركة والمتبادلة وعلى قاعدة الحفاظ على الأمن القومي للبلدين.وقبل ذلك كان وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، محمد علي النفطي قد استقبل بمقر وزارة الشؤون الخارجية من طرف وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج ، أحمد عطاف.
عطاف : علاقات الجزائر و تونس نموذجية و يوجد تطابق في وجهات النظر
وفي تصريح صحفي مشترك، وصف أحمد عطاف، العلاقات الجزائرية- التونسية بالنموذجية على مستويات متعددة، وأكد تطابق وجهات نظر البلدين تجاه تطورات العديد من القضايا الإقليمية والدولية الراهنة، وأنهما بحثا التعاون الثنائي، والتحضير للقمة الثلاثية بين الجزائر، تونس وليبيا التي ستنعقد قريبا بالعاصمة طرابلس.وفي هذا الصدد أكد أحمد عطاف أن الزيارة شكلت فرصة متجددة للوقوف على الحركية ذات الوتيرة المتنامية و غير المسبوقة التي تشهدها العلاقات الجزائرية- التونسية، في ظل ما تحظى به من عناية فائقة من قبل قائدي البلدين الشقيقين، الرئيس عبد المجيد تبون، وأخيه الرئيس قيس سعيد.
وقال بالمناسبة «هذه العلاقات قد بلغت بحق مستوى النموذجية في ما حققته وفي ما تصبو لتحقيقه» وأضاف بأنها «علاقات نموذجية بالنظر لما تقوم عليه من قيم الأخوة والتضامن وتبادل الدعم، تلك القيم المتجذرة في تاريخنا المشترك والتي عملت على تقويتها وتوطيدها أجيال متعاقبة من الجزائريين والتونسيين الحريصين كل الحرص على صيانة الإرث والوفاء بالعهد».
وهي نموذجية، يضيف وزيرنا للشؤون الخارجية أيضا، بالنظر لطابعها «الشمولي» الذي لا يستثني أي قطاع أو مجال من شأنه أن يقدم قيمة مضافة للشراكة- الجزائرية التونسية، وأن يسهم في الاستجابة لاهتمامات وتطلعات وطموحات الشعبين الجزائري والتونسي، وهي كذلك علاقات نموذجية بالنظر للانسجام التام والتوافق الكامل في مواقف البلدين إزاء مختلف التطورات المحيطة بالبلدين على الصعيدين الإقليمي والدولي.عطاف الذي اعتبر أن اللقاءات بالأشقاء التونسيين تتجاوز بكثير الطابع المهني البحث لتكتسي طابعا عائليا على حد وصفه، استعرض أهم الملفات التي تناولها مع نظيره التونسي خلال محادثتهما، والتي كانت أولها حصيلة التعاون الثنائي لاسيما تنفيذ نتائج الدورة الأخيرة للجنة المشتركة الكبرى للتعاون المنعقدة في الرابع أكتوبر من العام الماضي، و أكد ضرورة الشروع في التحضير للدورة القادمة لهذه اللجنة، وكذا تفعيل آليات التعاون الثنائي على غرار اللجان الفنية والقطاعية المختلفة.
وفي هذا الجانب أوضح عطاف بأن التركيز قد انصب على القطاعات الحيوية التي أضحت تكتسي أهمية بالغة في سلم أولويات التعاون الثنائي بين الجزائر وتونس، مثل تنمية المناطق الحدودية وتكثيف التبادل التجاري وتقوية الشراكة الاقتصادية، وإقامة مشاريع تنموية في ميادين الطاقة والأمن الغذائي والنقل والأمن المائي وغيرها من القطاعات ذات الطابع الهيكلي والاندماجي.كما تناولت المحادثات الثنائية بين عطاف والنفطي أيضا التحضير للقمة الثلاثية القادمة بين كل من الجزائر، تونس و ليبيا المنتظر انعقادها بالعاصمة الليبية طرابلس في المستقبل القريب، مؤكدين على الالتزام بتجسيد نتائج قمة تونس وقراراتها وتوصياتها الهادفة إلى إقامة مشاريع تعاون ثلاثية تتماهى مع ما تشترك فيه الدول الثلاث من اهتمامات وانشغالات وأولويات.أما بخصوص الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وباقي دول الجوار الفلسطيني خاصة في لبنان فقد أكد أحمد عطاف بأن هذه القضايا لا يمكن أن تغيب عن أي لقاء جزائري- تونسي في ظل ثبات البلدين على نصرة القضية الفلسطينية وإعلاء حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة و السيدة، كحل عادل ودائم ونهائي للصراع العربي- الإسرائيلي، وكشرط لا غنى عن توفيره لاستعادة الأمن والاستقرار في المنطقة برمتها».وأضاف المتحدث بهذا الخصوص أنه بذات القدر من القناعة فإن الجزائر وتونس تواصلان بصوت واحد وموحد الدفاع عن حق الأشقاء الليبيين في إنهاء الأزمة التي ألمت بهم بعيدا عن أي تدخلات خارجية والتوجه نحو انتخابات حرة ونزيهة تطوي صفحة الخلاف والانقسام بصفة نهائية وتضع ليبيا من جديد على درب الأمن و الأمان والرفاه.و تحدث عطاف أيضا عن أن المباحثات مع نظيره التونسي تناولت أيضا تطورات الأوضاع في الساحل الصحراوي وسبل مساهمة البلدين في استعادة الأمن والاستقرار في هذا الفضاء، وكذا تنسيق المواقف وتوحيدها تحسبا للاستحقاقات القادمة على الصعيد القاري وبخاصة على مستوى الاتحاد الإفريقي. بدوره وصف وزير الخارجية التونسي اللقاء الذي جمعه بالسيد عطاف بالمثمر و أكد تطلع بلاده إلى مرحلة جديدة من البناء والتشييد والتضامن والتعاون و الشراكة الإستراتيجية في قطاعات حيوية، مضيفا أن الجيرة بين البلدين نافعة وستكون دائما قائمة على التضامن الحقيقي في زمن الحروب وزمن الأمن، معربا عن أمله في أن يكرس البلدان دعائم الأمن و الاستقرار في ظل ما يحدو قيادة البلدين من إرادة قوية.
إلياس-ب