أكدت مجلة الجيش، أن الجزائر تسير بخطى ثابتة على درب التطور والازدهار نحو آفاق واعدة، لاسيما وأن المقومات التي تمكننا من ذلك، أضحت متوفرة الآن أكثر من أي وقت مضى في ظل الإنجازات الملموسة المحققة، مبرزة أن الطريق أصبحت معبدة لرفع كل التحديات الراهنة والمستقبلية في مـختلف المجالات، وتعزيز رصيد المكاسب.
وجاء في افتتاحية مجلة الجيش في عدد خاص بنوفمبر المجيد، تحت عنوان: «على خطى الأبطال»، « حبا الله بلادنا بأيام خالدة مجيدة، زاخرة بمحطات وأحداث فارقة، دُوِّنت في صفحات التاريخ الحديث بأحرف من ذهب، على غرار ثورة أول نوفمبر المجيدة التي طبعت الإنسانية بمُثلها العليا ومبادئها السامية، والتي نحتفي هذا الشهر بالذكرى السبعين لاندلاعها».
وأضافت «هذه الثورة العظيمة التي فجرها ثلة من شباب الجزائر البررة، الذين أيقنوا من الوهلة الأولى أن النصر سيكون لا مـحالة حليفهم، وهو ما تحقق بعدما ارتوى كل شبر من أرضنا الطاهرة بدماء قوافل من الشهداء، الذين صنعوا بحق ملاحم بطولية في ثورة تعتبر من أعظم ثورات التحرير، إن لم تكن أعظمها على الإطلاق».
وتابعت المجلة «لقد خاض شعبنا في جبالنا الشاهقة وصحرائنا الشاسعة وقُرانا ومدننا طيلة سبع سنوات ونيف، كفاحا مسلحا مريرا، ضد أعتى قوة استعمارية وقتذاك، ولم يكن لترعبه الآلة العسكرية الاستعمارية ولا القمع الهمجي والتعذيب الممنهج، ولم تكن لسياسة الأرض المحروقة والقتل الجماعي واستعمال الأسلحة المحرمة دوليا وعدم تكافؤ موازين القوى لتحول دون تجسيد مراده في استعادة السيادة الوطنية، الذي جعله شعبنا الهدف الأسمى والغاية الوحيدة».
وأكدت الافتتاحية قائلة: «إننا ونحن نحتفي بهذه المناسبة الخالدة، بقدر ما نستحضر بكل فخر واعتزاز، وبخالص العرفان، البطولات العظيمة والتضحيات الجسام التي قدمها شعبنا الأبي في مواجهة قوى الظلم والطغيان، في أبلغ صور تشبُّثه بأرضه ودفاعه المستميت عن وجوده كأمة جزائرية ضاربة جذورها في هذه الأرض الطيبة، نجدد عزمنا والتزامنا بالسير على خطى أسلافنا الميامين وصون وديعتهم الغالية التي لا تقدر بثمن».
وأضافت بالقول «على هذا النهج، ومن باب الوفاء بالوعد وصون العهد، فإن بلادنا تسير بخطى ثابتة على درب التطور والازدهار نحو آفاق واعدة، لاسيما وأن المقومات التي تمكننا من ذلك، أضحت متوفرة الآن أكثر من أي وقت مضى في ظل الإنجازات الملموسة المحققة، لافتة أن « الطريق أصبحت معبدة لرفع كل التحديات الراهنة والمستقبلية في مـختلف المجالات، وتعزيز رصيد المكاسب، للمضي ببلادنا قُدُما نحو النهضة والنماء في كنف الأمن والاستقرار، مثلما تطلع إليها شهداؤنا الأبرار و مجاهدونا الأخيار الذين استحقوا مثلما أكده رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون “الإكبار والإجلال في جزائر شامـخة بشعبها الأبي و شبابها الطموح الحامل لشعلة استكمال المسيرة الوطنية، نحو جزائر جديدة، قوية بمقدراتها، مؤزرة بسواعد وعبقرية بناتها وأبنائها.. وفية لتاريخها الوطني.. جزائر جديدة عازمة على تحقيق أفضل المستويات في معدلات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، عبر تسخير الإمكانيات، وتجنيد الطاقات و مـحاربة التقاعس والتحرر من العراقيل والذهنيات البيروقراطية».
في هذا السياق، -تضيف المجلة-، «تواصل بلادنا بكل عزيمة وإصرار استكمال مشاريع استراتيجية كبرى في مجالات متعددة، أهمها تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء وتعزيز المشاريع الاستثمارية والمؤسسات الناشئة التي ستتيح خلق مئات الآلاف من مناصب الشغل لفائدة شبابنا، فضلا عن الحفاظ على نفس وتيرة النمو المحققة والرفع من قيمة الصادرات خارج المحروقات، مع تركيز الاهتمام على ملف السكن بمختلف صيغه، إلى جانب الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين وطي ملف مناطق الظل، وكذا تعزيز الفلاحة وإعطاء الصناعة الوطنية المكانة التي تستحق ضمن الاقتصاد الوطني، بما في ذلك الصناعة العسكرية التي يتم تطويرها، لتلبية احتياجاتنا الوطنية والتوجه للتصدير في مرحلة قادمة».
الجيش يواصل سعيه الحثيث لامتلاك كل عوامل القوة
وتابعت افتتاحية مجلة الجيش «وإذ نحتفل بهذه المناسبة العظيمة، التي نسترجع خلالها الملاحم التي سطرها جيش التحرير الوطني، فإننا نفتخر في الوقت ذاته بما بلغه سليله الجيش الوطني الشعبي اليوم، من تطور واحترافية، تتجلى من خلال النتائج المعتبرة التي يحققها وهو ينفذ مهامه على جميع المستويات، سواء في مجال التكوين أو التجهيز أو التحضير القتالي، ولا سيما في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وحماية حدودنا الوطنية»، مشيرة إلى أنها « مهام يستبسل جيشنا العتيد أيَّما استبسال في أدائها، مواصلا سعيه الحثيث لامتلاك كل عوامل القوة التي تمكنه من كسب مـختلف الرهانات ومواجهة كافة التهديدات التي تفرضها البيئة الإقليمية المتقلبة والأوضاع الدولية المضطربة».
وذكرت الافتتاحية، أنه « وبلادنا تشق طريقها نحو مستقبل مشرق، تستوقفنا هذه الذكرى الغالية لنستلهم منها الدروس والعبر، ولنستمد منها قوتنا ونحن نَحثُّ الخُطى على نهج الجزائر السيّدة والمنتصرة، المدافعة عن القضايا العادلة في العالم والشعوب المقهورة، وعلى رأسها الشعب الفلسطيني الشقيق الذي يتعرض لويلات عدوان سافر ووحشي وحرب إبادة لا مثيل لها من قبل الاحتلال الصهيوني، كما تدعم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على أراضيه المسلوبة، طبقا لقرارات الشرعية الدولية».
وأكدت مجلة الجيش، أنه «حري بنا ونحن نعيش زخم هذه الذكرى، أن نعتز بما حققته بلادنا من إنجازات، وهي تواصل بثبات مسيرتها المظفرة، قاطرتها شبابها المتمسك بتاريخه العريق، المفتخر بأسلافه الأمجاد والمقتدي بأعمالهم الجليلة في رفع كافة التحديات ومجابهة كل التهديدات، لتبقى الجزائر على الدوام قوية، آمنة، مزدهرة و
شامـخة». مراد- ح