أكدت، أمس الأربعاء، رئيسة السلطة العليا للشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته، سليمة مسراتي، أن الجزائر وضعت خطة لمكافحة الفساد مبنية على استراتيجية واقعية وشاملة ومتكاملة لمحاربة هذه الظاهرة، وقالت إن هذه الاستراتيجية الكاملة تعتبر سياسة دولة وسياسة عامة في مجال الوقاية من الفساد ومكافحته، وفي مجال الشفافية وأخلقة الحياة العامة.
وأشارت مسراتي في مداخلتها خلال الملتقى الدولي حول الوقاية من الفساد ومكافحته لتحقيق مقتضيات التنمية المستدامة في القطاعات الاستراتيجية ( الطاقة، الصحة، الغذاء) احتضنته جامعة البليدة 2 علي لونيسي بالعفرون، إلى أن هذه الاستراتيجية أطلقت في 15 جويلية 2023 بمناسبة اليوم الإفريقي لمكافحة الفساد تحت رعاية رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وأكدت أن كل القطاعات الوزارية والمؤسسات ملزمة بتنفيذ مقتضيات هذه الإستراتيجية، مشيرة إلى أن الفساد ظاهرة متعددة الأوجه وعابرة للحدود، ويأخذ أشكالا متجددة، و كلما تم حصره فهو بطبيعته متحور ويتجاوب مع مختلف الأنظمة الوقائية التي تضعها الدول، كونه يتقاطع مع العديد من المتغيرات، وأضافت أن الفساد يهدد أمن الدولة وديمومتها ويقوض التمتع بجميع حقوق الإنسان، ويؤثر سلبا على تحقيق التنمية المستدامة والبنى الاجتماعية ويهدد التماسك الاجتماعي. وأبرزت رئيسة السلطة العليا للشفافية أن الوقاية من الفساد ومكافحته أصبحت نهجا إداريا بامتياز لتسيير الشؤون العمومية، وأضحت هذه المقاربة تشكل تحديا كبيرا لتحقيق التنمية، مؤكدة أن الجزائر تتوفر على منظومة متكاملة لمحاربة الفساد ترتكز أساسا على بناء دولة الحق والقانون وتعزيز مبادئ الحكم الرشيد، ومكافحة الفساد قصد تحقيق التنمية الشاملة والنهوض بالاقتصاد الوطني في ظل تعزيز مبادئ الديمقراطية الاجتماعية. وأشارت سليمة مسراتي إلى أن استحداث السلطة العليا للشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته في دستور الفاتح من نوفمبر 2020 وترقيتها من هيئة استشارية إلى مؤسسة رقابية مع منحها صلاحيات أوسع، أصبحت تحتل مكانة أساسية التي تجعلها تلعب دورا رياديا في تعزيز الشفافية والمساءلة والنزاهة على مستوى الجماعات المستهدفة بغية بلوغ أعلى مؤشرات النزاهة والوقاية من الفساد ومكافحته.
من جانب آخر أشارت فريدة بن عثمان مديرة مخبر القانون والعقار بكلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة البليدة2 علي لونيسي بالعفرون ورئيسة الملتقى الدولي الأول حول الوقاية من الفساد ومكافحته لتحقيق التنمية المستدامة في القطاعات الإستراتيجية إلى أن من أهداف هذا الملتقى تقييم الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد والوقاية منه، ومدى تفعيل المواد القانونية التي وضعها المشرع الجزائري، وكذا تسليط الضوء على الدور المهم الذي تقوم به الهيئات المكلفة بالوقاية من الفساد، ومدى تفعيل الاتفاقيات الدولية في هذا المجال، إلى جانب البحث في إيجاد آليات للوقاية من الفساد في مختلف القطاعات التي تبنى عليها الدول لاسيما الطاقة، الصحة، والغذاء، بالإضافة إلى عرض كيفيات جمع المعلومات والتبليغ عن الفساد، وبيان كيفيات تطبيق الجهود الدولية ضمن الاتفاقيات المعتمدة للوقوف في وجه جرائم الفساد والوقاية منه، وأشارت نفس المتحدثة إلى تسجيل 290 مداخلة في هذا الملتقى لأساتذة يمثلون 7 دول أجنبية.
نورالدين ع
