دعا وزير التربية الوطنية، محمد صغير سعداوي، أول أمس، إلى الاستعانة بالخبراء في تعميق البحث حول كيفية مرافقة التلاميذ والمؤسسات التربوية في مسعى التحول الرقمي الآمن، من أجل تمكينهم من اكتساب معلومات مدروسة تقدم بطرق علمية.
و في كلمة ألقاها خلال إشرافه على ندوة وطنية حول "توظيف التكنولوجيات الحديثة في تدريس تاريخ الجزائر''، نظمتها الوزارة بالتنسيق مع المعهد الوطني للبحث في التربية، أسدى السيد سعداوي تعليمات للقائمين على المعهد الوطني للبحث في التربية بوجوب الاستعانة بالخبراء والاستفادة من معارفهم للبحث في أفضل السبل و الكيفيات لمرافقة مؤسسات الوزارة ومستخدميها وكذلك ''أبناءنا التلاميذ'' في تحقيق التحول الرقمي الآمن، معلوماتيا، من حيث حماية المعطيات وأمن المعلومات لمؤسسات الدولة ومعرفيا لأبنائنا التلاميذ.
وشدد بالمناسبة على ضرورة البحث والاشتغال بعمق في هذا المجال، مبرزا بأن الانطلاق في تجسيد التحول الرقمي، ليس وسيلة تكنولوجية فحسب، ولكنه منظومة للشفافية والعدالة الاجتماعية والقضاء على الفساد، تماشيا مع سياسة الدولة.
كما أكد الوزير أن هذا التحول الرقمي يتيح مجموعة واسعة من الخدمات والأدوات والموارد التي تُعزز من الكفاءة والفعالية في العملية التعليمية ويساعد على مواكبة التطورات التكنولوجية السريعة، مبينا أن هذا التوجه يعكس الرؤية العصرية لمواكبة التحولات التكنولوجية التي يشهدها العالم، وهو ما من شأنه أن يجعل نظامنا التعليمي – كما قال - أكثر قدرة على تحديات المستقبل، وفي ذات الوقت على ضرورة جعل القيم الوطنية في المناهج التربوية هي القلب الذي يحيا به كل شيء، لتعميق روح الانتماء للوطن لدى الأجيال الناشئة.
وأشاد وزير التربية الوطنية بالمناسبة، بما يبذله الأساتذة في جميع المراحل التعليمية من جهد لنقل المعرفة العلمية للتلاميذ في شتى الميادين، مُثمّنا ما يقومون به لمواكبة التحول الرقمي السريع، واستغلال التكنولوجيات الحديثة في إكساب المعارف للتلاميذ ضمن المناهج التربوية وفق توجه الوزارة المُستمد من التوجه العام للدولة الجزائرية. من جانبها أكدت مديرة المعهد الوطني للبحث في التربية، راضية برناوي، على أهمية إشراك الأجيال الجديدة في نقل الذاكرة التاريخية الوطنية عبر الأنشطة التعليمية والمجتمعية بطرق حديثة تعتمد على توظيف التكنولوجيات الحديثة.
وشددت السيدة برناوي على ضرورة إعادة النظر في أساليب تدريس المواد التعليمية المختلفة ''حتى تتماشى مع تطلعات المتعلمين واهتماماتهم''، مبرزة بأن الاعتماد على الطرق التقليدية لم يعد كافيا لجذب انتباه الجيل الجديد، الذي نشأ في بيئة رقمية تعتمد على الوسائط المتعددة والتفاعلية.
كما أكدت بأن توظيف التكنولوجيات في تدريس التاريخ يفتح أفاقا جديدة لجعل هذه المادة أكثر حيوية وإثارة للاهتمام ما يُمكن على سبيل المثال – كما ذكرت المتدخلة - استخدام العروض التفاعلية التي تتيح للمتعلمين استكشاف الأحداث التاريخية بشكل بصري ومباشر.
وأشارت في هذا الصدد إلى أن تقنيات الواقع الافتراضي تساهم في إحياء الماضي، باعتبار أنها تتيح للمتعلمين زيارة المواقع الأثرية أو التفاعل مع الشخصيات التاريخية عبر تجارب افتراضية تعزز فهمهم للسياقات التاريخية المختلفة.
وبعد أن أشارت إلى أن المنصات التعليمية الرقمية توفر موارد غنية ومتنوعة بدءا من الوثائق الأصلية وصولا إلى الأفلام الوثائقية التفاعلية مما يجعل المحتوى التعليمي أكثر شمولية وارتباطا بالواقع، بينت مديرة المعهد الوطني للبحث في التربية، أهمية الألعاب التعليمية القائمة على أحداث تاريخية للمتعلمين على التحليل والتفكير النقدي، كونها تمكن من تطوير المهارات المعرفية للناشئة بطريقة ممتعة وفعالة.
كما أبرزت أهمية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في تصميم برامج تعليمية تُلائم مستوى كل متعلم واهتماماته، مما يسهم في تحسين مخرجات التعلم.
تجدر الإشارة إلى أن الندوة التي شهدت تقديم عدد من المحاضرات لباحثين وأكاديميين، عرفت استخدام تقنية "الهولوغرام" لاستذكار شخصية الشهيد الطفل "عمر ياسف"، كما تم أيضا عرض شريط لمسرحية تجسد حياة هذا البطل و تبرز مشاركته البطولية في الثورة التحريرية.
ع.أسابع