تعكف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي للكشف عن نتائج مشاريع بحثية جد هامة تتعلق بالأمن الطاقوي والغذائي وصحة المواطن، سهر على إنجازها فريق من الباحثين لفائدة قطاعي الطاقة والصحة وعدة مؤسسات اقتصادية، وينتظر أن تحول جزء من الحلول المبتكرة المقترحة إلى منتجات قابلة للتسويق.
كشف المدير العام للبحث العلمي محمد بوهيشة "للنصر" عن قرب الكشف عن نتائج عدد من البحوث العلمية التي تم إطلاقها من طرف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في إطار الدعوة الخاصة بمشاريع البحث الوطنية، التي تمحورت هذه السنة حول ملفات جد هامة، وهي الأمن الطاقوي والأمن الغذائي وصحة المواطن. وترمي المشاريع البحثية قيد الإنجاز إلى تلبية الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية لقطاعات معينة، ولتقديم حلول ناجعة مبتكرة لفائدة عدد من المؤسسات، وقد تم منح الأولوية هذا العام للأمن الطاقوي والغذائي وصحة المواطن، على أن يتم التركيز في إطار الدعوة الرابعة لسنة 2025 على الأمن السبيراني، باقتراح إطلاق بحوث علمية لأجل التوصل إلى حلول مبتكرة تضمن الأمن المعلوماتي للبلاد بخبرات وعقول جزائرية.
كما ستتمحور المشاريع البحثية للسنة المقبلة وفق الأستاذ بوهيشة حول الحوكمة الراشدة، موضحا بأن الإشكالات التي طرحت على فريق الباحثين هذا العام عبرت في مجملها عن انشغالات مؤسسات مختلفة، فضلا عن قطاعات الصحة والطاقة والفلاحة إلى جانب الري و وزارة الصناعة، وكذا متعاملين خواص لديهم خبرة طويلة في مجال العمل الاقتصادي.
ويقدر العدد الإجمالي للمشاريع البحثية قيد الإعداد بحوالي 330 مشروعا، وهي عبارة عن مشاريع تطبيقية تلبي حاجيات الوطن في ميادين مختلفة، ويؤكد الأستاذ بوهيشة بأن المؤشرات التي بلغت وزارة التعليم العالي تؤكد النجاح الباهر المحقق من قبل فريق الباحثين مقارنة بالمشاريع البحثية التي أطلقت في السابق.
وأفاد المتدخل بأن الفارق الأساسي في المشاريع البحثية للعام 2024 يتمثل في الاستعداد التام للمتعاملين الاقتصاديين والاجتماعيين والشركات والقطاعات المعنية لقبول واعتماد الحلول المبتكرة التي يقترحها الباحثون لمواجهة الإشكالات المطروحة. كما لمح المصدر إلى إمكانية استحداث مؤسسات ناشئة ومصغرة من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في إطار الأجهزة المتوفرة بالتنسيق مع وزارة اقتصاد المعرفة، لتسويق الحلول المبتكرة، لاسيما ما تعلق بالأمن الصحي والمائي والغذائي.
وأوضح المسؤول بوزارة التعليم العالي بأن المشاريع البحثية التي تم إطلاقها هذه السنة في مجال الأمن الغذائي تناولت على وجه الخصوص سبل استحداث طرق مبتكرة لتوفير أغذية الأنعام محليا وبنوعية جيدة لأجل التخفيف من الاستيراد، وكذا لمضاعفة إنتاج اللحوم بنوعيها الحمراء والبيضاء.
وتعتمد التقنية الجديدة المبتكرة على الزراعة العمودية التي تغرس فيها البذور على عدة طوابق، وينتظر تطبيقها في إنتاج الشعير لأجل ضمان التغذية الحيوانية بصفة منتظمة وبنوعية جيدة، وتوفير مواد طازجة عوض الأغذية الجافة، إلى جانب تجسيد حلول مبتكرة أخرى في مجال تدوير النفايات الغذائية وتحويلها إلى أغذية للأنعام. وأضاف الأستاذ بوهيشة بأنه في مجال صحة المواطن فإن المشاريع البحثية قيد الإنجاز تهدف إلى خدمة المؤسسات الاستشفائية والتخفيف من معاناة المرضى من بينهم المصابين بمرض السرطان، بهدف إيجاد حلول مبتكرة تعمل على تطوير التشخيص المبكر للمرض، وتقليص تكاليف العلاج والحفاظ على صحة المواطنين.
وينتظر أن تحقق البحوث العلمية التي تسهر على تأطيرها ومتابعتها وزارة التعليم العالي ثورة في عدة ميادين، لأنها تقدم حلولا ابتكارية رقمية لمسائل مستعصية، على أن يتم اعتمادها من طرف المؤسسات والقطاعات المعنية التي ساهمت في تحديد محاور مشاريع البحوث العلمية للسنة الجارية.
ويعد قطاع الطاقة من بين أهم المستفيدين من الحلول المبتكرة التي سيعرضها قريبا فريق الباحثين، لمعالجة إشكالية توفير المياه الصالحة للشرب عن طريق محطات التحلية، بتوفير التقنيات والوسائل المستعملة محليا، من بينها الألياف والأغشية المستعملة في إنتاج المياه المحلاة، أو ما يعرف لدى المختصين بالترشيح الغشائي الذي يسمح بإزالة الجسيمات أي المواد الصلبة العالقة.
كما يعول قطاع الطاقة أيضا على الباحثين الجزائيين في تطوير استعمال الطاقات المتجددة، لأجل الحفاظ على مصادر الطاقة التقليدية من بينها الغاز الطبيعي، لاسيما و أن الإحصائيات تشير إلى أن أزيد من نصف إجمالي الإنتاج السنوي من الغاز الطبيعي يذهب لسد الاحتياجات المحلية.
لطيفة بلحاج
