وقع رئيس الوكالة الوطنية للأمن الصحي، كمال صنهاجي، ورئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني، نور الدين بن براهم، أول أمس الخميس على اتفاقية شراكة وتعاون، بين الهيئتين، تهدف إلى ضمان التعاون والتنسيق بين الطرفين في مجال الأمن الصحي، وترقية دور المجتمع المدني في ضمان الأمن الصحي، وتعزيز دوره في المرافعة والتوعية في مجال الأخلاقيات المهنية والطبية.
وتأتي هذه الاتفاقية التي بادرت بها الوكالة الوطنية للأمن الصحي وتم إمضاؤها على هامش ندوة حول «الأخلاقيات القانونية والطبية في إطار السر الطبي»، تم تنظيمها من طرف المجلس الوطني لعمادة الأطباء الجزائريين، والمرصد الوطني للمجتمع المدني، لوضع أطر الشراكة والتعاون مع المرصد الوطني للمجتمع المدني، وتعزيز الجهود المشتركة لتحقيق التنمية المستدامة وضمان الصحة العامة.
وفي هذا الصدد تم التأكيد خلال تلاوة الوثيقة التي تتضمن أهداف الاتفاقية، بأن هذه الأخيرة تعد جسرا يربط بين المؤسسات والمجتمعات المحلية، مما يتيح تنفيذ مبادرات صحية فعّالة وتوسيع نطاقها، إلى جانب الإسهام في تعزيز الحوار وبناء جسور الثقة بين مختلف الأطراف، مما يعزز دور المجتمع المدني في دعم السياسات الصحية وتطبيقها.
كما تم التأكيد بأن هذه الشراكة تمثل نموذجا للالتزام المشترك من أجل تحسين صحة المواطنين ورفع مستوى الوعي بأهمية التعاون بين المؤسسات الرسمية والمجتمع المدني لتحقيق أهداف الصحة العامة وضمان مستقبل أفضل للجميع.
وسترتكز هذه الاتفاقية – حسب ذات الوثيقة – على تعزيز دور المجتمع المدني في التوعية و التحسيس بكل المجالات المتعلقة بالأمن الصحي، إلى جانب تفعيل دوره في الإنذار بالمخاطر والتهديدات المتعلقة بالصحة العامة والنظافة العمومية.
كما سيتم بموجب ذات الاتفاق تزويد الوكالة بالمعطيات والبيانات المتعلقة بمختلف المجالات ذات الصلة بالأمن الصحي، وتقوية العمل التنسيقي لكل شبكات المجتمع المدني الناشطة في المجالات ذات الصلة بالأمن الصحي لاسيما المتعلقة بالصحة و البيئة والتغذية.
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، أكد البروفيسور صنهاجي، أن العلوم الطبية ليست مجرد علوم وتقنيات، بل هي رسالة إنسانية سامية تقوم على مبادئ أخلاقية راسخة، تجعل ممارسي الصحة عند أدائهم لواجبهم المهني، يحملون على عاتقهم أمانة كبيرة تتجاوز مجرد تقديم العلاج إلى تعزيز الثقة بين المريض ومقدم الخدمة الصحية، مشددا على أن ‹›هذه الثقة التي هي حجر الأساس لأي علاقة علاجية ناجحة، لا يمكن أن تتحقق إلا بالالتزام الصارم بأخلاقيات المهنة والسر المهني››.
ودعا السيد صنهاجي في هذا الشأن إلى تكاتف جهود جميع الفاعلين في القطاع الصحي لتعزيز الالتزام بهذه المبادئ، من خلال التدريب المستمر، وتوفير بيئة عمل تحترم القيم الأخلاقية، مشيرا إلى أن الاتفاقية التي تم توقيعها مع مرصد المجتمع المدني، تأتي «تنفيذا لالتزامات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، المتعلقة ببناء مجتمع مدني فعال.
وكان السيد بن براهم، قد أوضح في كلمة ألقاها خلال مراسم افتتاح الندوة، أن هذا اللقاء يهدف إلى توعية وتثقيف المرضى بحقوقهم في الحفاظ على سرية معلوماتهم الطبية وكيفية حمايتها، مؤكدا على أهمية عرض الإطار القانوني والتنظيمي المتعلق بالأخلاقيات القانونية والأخلاقيات الطبية وتعزيزها في الممارسات اليومية للأطباء وذلك في إطار احترام القيم الشخصية وأسرار المريض، داعيا في هذا السياق كل فواعل المجتمع المدني إلى الانخراط في هذا المسعى كل من موقعه.
عبد الحكيم أسابع