السبت 11 جانفي 2025 الموافق لـ 11 رجب 1446
Accueil Top Pub

انطـــلاق الاحتفالات بـرأس السنـة الأمازيغيـــة

إحياء رأس السنة الأمازيغية الجديدة 2975
إشادة بالجهود التي تبذلها الدولة من أجل ترقية الأمازيغية
انطلقت صبيحة يوم أمس الجمعة، بولاية تيميمون، الاحتفالات الوطنية الرسمية بحلول السنة الأمازيغية الجديدة (يناير 2975/2025)، والطبعة الخامسة لجائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية التي تنظمها المحافظة السامية للأمازيغية تحت شعار « يناير... أصالة الجزائر المنتصرة تنسجها قصور قورارة "

وجرت مراسم هذه الاحتفالات الوطنية التي انطلقت من ساحة السودان بوسط مدينة تيميمون، بتدشين سوق يناير، الذي شمل مختلف الصناعات التقليدية، وإبداعات جمعيات المجتمع المدني، لاسيما صناعة الحلي، وغيرها من نشاطات الجمعيات الفاعلة، والمؤسسات والدواوين المحلية التي تعنى بحماية التراث الثقافي، لمختلف مناطق الوطن، فضلا عن النشاطات التي تدخل ضمن حماية البيئة، وكذا معرض للكتاب الذي تضمن أهم إصدارات المحافظة السامية للأمازيغية.
وجرت مراسم انطلاق التظاهرة، تحت إشراف الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد، ووالي ولاية تيميمون عمر بن سونة، بحضور مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالمنظمات غير الحكومية وحقوق الإنسان، حميد لوناوسي، ورئيس المجلس الأعلى للغة العربية، الدكتور صالح بلعيد، ورئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني، نور الدين بن براهم، ورئيس الأكاديمية الجزائرية للعلوم والتكنولوجيات، محمد هشام قارة، والمدير العام للديوان الوطني للثقافة والإعلام، عبد الله بوقندورة، ورئيس اللجنة الجزائرية للتاريخ والذاكرة، محمد لحسن زغيدي، إلى جانب نواب في غرفتي البرلمان، وممثلي مؤسسات اقتصادية.
وتتواصل الاحتفالات الوطنية الرسمية برأس السنة الأمازيغية الجديدة بالواحة الحمراء ضمن البرنامج الثري الذي أعدته المحافظة السامية للأمازيغية المتضمن عديد التظاهرات، من بينها تنظيم استعراض كبير للقطاعات المشاركة بوسط مدينة تيميمون ضمن حفل افتتاح فعاليات الاحتفال، بمشاركة 25 مربعا تميزه مشاركة، الحرس الجمهوري والحماية المدنية ومختلف تنظيمات المجتمع، و ورشات حول حماية التراث الثقافي الأمازيغي، ويوم دراسي حول المرجعيات الوطنية للهوية الجزائرية بمشاركة خبراء وطنيين.
كما يتعلق الأمر أيضا بتنظيم ندوة أكاديمية حول البعد التاريخي والحضاري لعيد يناير والرزنامة الفلاحية، ينشطها نخبة من الأساتذة الجامعيين، إضافة إلى تدشين واجهات مرافق عامة مدونة باللغتين الوطنيتين العربية والأمازيغية، إلى جانب تنشيط سهرات فنية في تراث أهليل.
وكانت الفقرة الأولى من هذا البرنامج الاحتفالي، التي انطلقت يوم أمس الخميس، قد تضمنت تدشين واجهة مطار تيميمون المدونة باللغتين الوطنية والأمازيغية، وإطلاق حملة تشجير بفضاء مجاور للمطار، وتدشين واجهة مدخل الشارع الرئيسي لمدينة تيميمون المدونة باللغتين الوطنيتين العربية والأمازيغية بحروف التيفيناغ.
وقد ثمن الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية في تصريح للصحافة على هامش هذا النشاط، الذي جرى بالمطار، جهود الدولة لترقية الأمازيغية.
وأبرز بذات المناسبة، أن البرنامج الاحتفالي الثري المعد لإحياء هذه المناسبة الوطنية يترجم مدى الجهود التي تبذلها الدولة من أجل ترقية الأمازيغية على المستوى الوطني، مشيرا في هذا الصدد إلى أن تدشين واجهتي مطار قورارة ومدخل مدينة تيميمون المدونتين باللغتين الوطنيتين العربية والأمازيغية يترجم جهود الدولة لترقية الأمازيغية.
كما أكد عصاد عزم هيئته على تجسيد كل فقرات البرنامج الاحتفالي بالسنة الأمازيغية الجديدة التي أُختيرت ولاية تيميمون، لاحتضانها تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، وبقرار منه.
من جهة أخرى توجه سي الهاشمي عصاد، في تصريحه الثاني يوم أمس، في أعقاب تدشين سوق يناير بعاصمة ولاية تيميمون، شكره للسلطات المحلية لولاية تيميمون على الجهد ‘’ الكبير ‘’ المبذول من أجل استضافة هذه الاحتفالية الخاصة بإحياء رأس السنة الأمازيغية ‘’ أمنزو ن يناير’’ وجائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية’’، مبرزا بأن تدشين سوق يناير ‘’ الذي دخل القاموس كمصطلح جديد’’، جاء لإبراز جهود مرافقة قطاعي السياحة و البيئة وغيرهما.
وبعد أن أشار إلى أن رأس السنة الأمازيغية يكتسي أهمية خاصة في التعريف بالتراث اللامادي وهذا التنوع الكبير الذي تزخر به الجزائر، أبرز المتحدث بأن سوق يناير يتضمن ثلاثة محاور أساسية، وهي المنتوج الحرفي بحضور حرفيين من ولاية تيميمون و من ولايات أخرى، إلى جانب حضور المؤسسات الناشئة والكتاب.
وقال بأن الهدف من إقامة هذا الفضاء يأتي لمرافقة الحرفيين وإعطائهم فرصة لتسويق منتوجاتهم.
من جهته أثنى والي ولاية تيميمون على الحضور القوي للحرفيين المشاركين في المعرض والذين جاؤوا – كما ذكر – من مختلف أنحاء الوطن، مثمنا المشاركة المتميزة لمختلف العارضين في هذه التظاهرة والتي تبرز – كما ذكر - مختلف روافد الثقافة الجزائرية المتجذرة التي تبرز مختلف مكونات الهوية الوطنية.
وأشاد بدوره رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني، نور الدين بن براهم، في تصريح للصحافة بذات المناسبة، بدور تظاهرات يناير في تعزيز الوحدة الوطنية والانتماء الجزائري، مبرزا أهمية رمزية اختيار تميمون لاحتضان الاحتفالات بيناير.
وقال إن إحياء هذه المناسبة الوطنية، يعزز الرابطة بين الجزائريين والجزائريات في مختلف أنحاء الوطن، داعيا إلى استغلال ما تتيحه التكنولوجيات الحديثة للاتصال لتعزيز الوعي، خاصة في أوساط الشباب الذي يعتبر أكبر شريحة تتردد على الفضاء الأزرق ومختلف منصات التواصل، للحفاظ على التراث الجزائري الذي يتعرض للسرقة ونسبه إلى ثقافات أخرى.
تجدر الإشارة إلى أن فعاليات هذه التظاهرات تختتم بتسليم جائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية للفائزين، ومراسم ختم طابع بريدي يوثق الاحتفال بالطبعة الخامسة من جائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية.
مبعوث النصر إلى تيميمون: عبد الحكيم أسابع

لاقى اهتماما في المعرض الدولي للكتاب بالجزائر
الألعاب الشعبية في كتاب يوثق لتراث منطقة الأوراس
جمعت الصحفية حميدة شوشان، قطعا من فسيفساء التراث الثقافي الأمازيغي في كتاب عن الألعاب الشعبية، اختارت له عنوان « الألعاب الشعبية في منطقة الأوراس»، وهو جزء من ذاكرة الطفولة التي لا تزال حية بداخلها، عملت على إعادة تجميع شتاته من خلال البحث في التراث الشعبي، و استنطاق جانب من الحياة الاجتماعية لأهل المنطقة التي كبرت وترعرت فيها، حيث تعتبر بأن الألعاب الشعبية مرآة لهوية وثقافة المجتمع، تعكس صورة عن نمط عيشه الذي لطالما اتسم بالبساطة آنذاك وارتبط بالطبيعة.

إيناس كبير

حميدة شوشان، صحفية من مواليد ولاية باتنة، متحصلة على شهادة ماستر في اللغة والثقافة الأمازيغية تخصص «أنثروبولوجيا التراث»، كانت قد تُوجت بالمرتبة الثانية لجائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية، عن فئة «الأبحاث في التراث الأمازيغي غير المادي» عن كتابها «الألعاب الشعبية في الأوراس» باعتباره البحث الأول من نوعه.
يجمع الكتاب أكثر من 30 لعبة تقليدية على غرار «ثاكُورث»، «ثيرققشت»، «ايحوجاي»، وكلها اختفت كليا بعد أن أسكتت الألعاب الإلكترونية صخب وضحكات الأطفال الذين كانوا يستمتعون بها ويتنافسون من خلالها في شوارع مدن منطقة الأوراس، لتشتغل الصحفية على إعادة إحياء الذاكرة الشعبية من خلال كتاب تحدثت فيه عن الأبعاد الاجتماعية والثقافية لهذه الممارسات الترفيهية كما قالت للنصر، خصوصا وأنها لم تكن تقتصر على الصغار فحسب، بل كانت أيضا ألعابا يمارسها الكبار كذلك، وكانت تجمع الفئتين في آن واحد، وقد حاولت في كتابها كما أوضحت، أن تكشف بعض تفاصيلها و أن تعرف بهذه الألعاب على اختلافها و تبين أهميتها في المجتمع المحلي،على اعتبار أنها كانت مفيدة لتعزيز التفاعل الإنساني، فضلا عن تصفية الذهن والروح.
وقالت صاحبة المؤلف للنصر، إنها اعتمدت في جزء كبيرا منه على الميدان لترى طريقة ممارسة هذه الألعاب، كما وظفت في عملها ما انتقته من أحاديثها مع أناس صنعت هذه الألعاب ماضيهم وطفولتهم، بوصفها جزءا من التراث الجزائري.
الميدان كان مصدرا مهما في إنجاز الكتاب
برز اهتمام الصحفية حميدة شوشان بالتراث الجزائري والأوراسي على وجه الخصوص في المواضيع التي تتناولها، وذلك لثرائه وفق ما جاء في سياق كلامها، فضلا على أنه يضم الكثير من الأمور التي لم يتطرق إليها الباحثون بعد، حيث تقول إن تخصصها الدراسي في الثقافة الأمازيغية دفعها للتفكير في ترك بصمة أخرى في هذا الجانب، وقد تبادرت إلى ذهنها مواضيع عديدة في البداية، ليقع اختيارها على موضع الألعاب الشعبية، خصوصا وأن الدراسات حوله شحيحة جدا، ناهيك عن جهل الناس اليوم بهذه الألعاب ولأن عددها كان كبيرا جدا ، إذ حصرتها في قائمة من 30 لعبة، لأنها كانت تسابق الوقت للمشاركة في مسابقة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية.
وقسمت المؤلفة الكتاب إلى أربعة محاور، جاء الفصل الأول للتعريف بمنطقة الأوراس والألعاب الشعبية وطريقة ممارسة كل واحدة منها، إضافة إلى وظيفتها وأبعادها الاجتماعية والثقافية، كما قسمتها إلى سبعة أصناف حسب جنس اللاعبين، فمنها التي تُمارس في أوساط الرجال وأخرى للنساء، وحسب الوقت كذلك، لأن هناك ألعابا تمارس صباحا وأخرى ليلا، وكذا حسب المواسم والمناسبات مثل يناير، وأخرى حسب الفصول، شتاء وصيف، وحسب المكان أيضا، فبعضها تُلعب داخل المنزل وأخرى في الخارج.
ومن هذه الألعاب ذكرت شوشان، «ثاكُورث» أو «الكرة «، وهي لعبة ما تزال تُلعب في فصل الربيع، تكون شبيهة بـ»الهوكي» يتنافس فيها فريقان تتوسطهم كرة يمررانها بالعصي، وهناك «ثاغريث ن ييض»، تلعب ليلا على ضوء القمر يرمي اللاعبون العصا بعيدا ثم ينطلقون في البحث عنها، إلى جانب ألعاب أخرى مثل «ثيرققشت» و «سيق»، والأحاجي التي يلتف حولها أفراد العائلة شتاء أمام موقد النار.
وقد بذلت محدثتنا جهدا في جمع مادة الكتاب المقسمة إلى جانب نظري شكلته المصادر والمراجع التي تحدثت عن الألعاب الشعبية في الجزائر، وميداني اعتمدت فيه بشكل كبير على أشخاص كبار في السن عايشوا تلك الألعاب ومارسوها، بالإضافة إلى جمعيات ثقافية وتراثية تحاول الحفاظ على هذه الأنشطة وإحيائها، وأخبرتنا شوشان أنها كانت حاضرة أيضا أثناء ممارسة بعض هذه الألعاب لتنقل صورة كاملة عنها.
وقد حضر كتاب «الألعاب الشعبية في الأوراس» في الطبعة 27 لمعرض الجزائر الدولي للكتاب، حيث كشفت صاحبته أنها سجلت اهتمام القراء بالتراث الجزائري بشكل عام، وبمحتوى مؤلفها، مردفة أنهم أبدوا رغبة في التعرف على هذه الألعاب وطريقة ممارستها، وفي هذا الجانب أفادت أنها بصدد إنجاز نسخة منه باللغة العربية، لأن الأولى جاءت باللغة الأمازيغية، وأما هدفها من الترجمة فهو توسيع دائرة القراءة حتى يتمكن كل القراء من الاطلاع عليه.
الألعاب الشعبية تذكر بثقافة المجتمع وهويته
وترى الصحفية المهتمة بالتراث والشأن الثقافي، أن التراث اللامادي الجزائري أيضا، غني ومتنوع ويحتوي على الكثير من العناصر غير الظاهرة التي لا تنتبه إليها الأغلبية، على خلاف التراث المادي الحاضر دائما أمامهم، والألعاب الشعبية وفقا لها، تُذكر بثقافة المجتمع وهويته لأنها مستمدة من طبيعته.
ولفتت شوشان، إلى أن هذه الأنشطة لم تكن للتسلية فقط فمن خلال دراستها توصلت إلى أنها ذات أبعاد اجتماعية ونفسية، كما تدل على بساطة الواقع المعيش للإنسان سابقا، وارتباطه بالطبيعة حتى في يومياته فنجد أنه اتخذ من الحجارة ونواة التمر، وسعف النخل، وأغصان الأشجار والتراب، وسائلا للترفيه عن نفسه.
كما تشير كذلك، إلى النظام السائد في المجتمع الجزائري والقائم بالأساس على المشاركة الجماعية في الأنشطة اليومية وحتى التكافلية مثل «التويزة»، وهذا موجود في الألعاب الشعبية أيضا، كما قالت. ولكل لعبة وظيفتها حسب المتحدثة، فمنها ما يعتمد على العقل ويهدف لتنمية الذكاء والمهارات الفكرية، وأخرى تتطلب بنية جسدية مثل المصارعة، وفي هذا الجانب أكدت شوشان، على أهمية إعادة إحياء هذه الألعاب من خلال الترويج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي لجذب الجيل الجديد إليها
وعلقت على الأمر قائلة :»توجد الآن ألعاب حديثة مقتبسة عن التقليدية في شكلها وصورتها من الجيد استغلالها في تنمية مهارة الطفل وإبعاده عن إدمان العالم الرقمي»، وبحسبها فإن الألعاب الإلكترونية تقلل من قدرات الطفل الذهنية والبدنية فينمو ناقصا، ناهيك عن أنها تشكل خطرا كبيرا عليه وتعزله اجتماعيا، على خلاف الألعاب الشعبية التقليدية التي تنمي روح الجماعة وتجعل ممارسيها يشعرون بالانتماء. إ.ك

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com