أكّد، أمس من قسنطينة، عضو القيادة العامة للكشافة الإسلامية الجزائرية، محمد رمضان، خلال إشرافه على ندوة ولائية «للتطوير المؤسسي والحوكمة» أنّ الهيئة تطمح للوصول إلى 500 ألف منتسب آفاق سنة 2028، ثم الارتقاء إلى مليون منتسب بمناسبة الذكرى المئوية للتأسيس في 2036. واحتضنت المدرسة العليا للأستاذة «آسيا جبار» أشغال الندوة الولائية للكشافة الإسلامية الجزائرية «للتطوير المؤسسي والحوكمة»، إذ قال المسؤول الوطني للتدريب والتأهيل القيادي بالقيادة العامة للمنظمة، محمد رمضان، في كلمته، إنّ هذه العملية انطلق العمل عليها منذ حوالي 4 أشهر وهو نشاط مدرج عبر مختلف ولايات الوطن، مضيفا أنّه «أريد لقاعدته أن تكون الفوج الكشفي والمحافظة الولائية، كما لفت أنّ الكشافة الإسلامية الجزائرية عدد منتسبين لها يقدّر بـ 300 ألف وطنيا والطموح يتمثل في الوصول إلى نصف مليون آفاق سنة 2028 وفق استراتيجية الكشافة، ثم الارتقاء إلى مليون منتسب سنة 2036 بمناسبة مئوية تأسيس الكشافة الإسلامية الجزائرية».
وأضاف أنّ هذا الأمر يستلزم العمل في إطار مؤسسة قوية منظمة من القيادة العامة وحتى الفوج الكشفي، إذ أنّها تعتبر استراتيجية وتوصيات القيادة العامة من خلال التواصل وإشراك الجميع في هذه العملية، كما صرّح ذات المتحدّث على هامش الفعالية للنّصر، قائلا إنّ استراتيجية المنظمة خلال العهدة الحالية من 2023 وإلى 2028 تعتمد على 5 محاور أهمها «الحوكمة والتطوير المؤسسي»، مضيفا أنّ آخر المستجدات تتمثل في رقمنة المنظمة عبر منصة إلكترونية بمختلف نشاطاتها وهياكلها، على غرار الهيكل التنظيمي، المالي، الإداري، العضوية والانخراطات.
وأوضح ذات المتحدّث أنّ البرامج الكشفية الموجودة تقريبا محدّثة، غير أنّه ينبغي مواكبتها لما تتوفّر عليه المنظمة العالمية ، بحكم وجود مواضيع حديثة لابد أن تكون ضمن هذه البرامج على غرار مواضيع التنمية المستدامة وتمكين الشباب وحمايتهم وغيرها من الأمور المتعلقة بالطفولة بالدرجة الأولى، كما نوّه أنّ هذه العمليات يتم الاشتغال عليها خلال السنة الحالية عبر تحديث السياسات الوطنية لتنمية القيادات، حماية الشباب وكذلك الحماية من الأذى، إذ تعدّ هذه المحاور الأساسية التي ستصدر خلال السنة الحالية.
وتحدّث، رمضان، عن الانطلاق في إعداد أنظمة التأهيل والحقائب التدريبية لكل شاغلي المهام الكشفية التي ينتظر أن تصدر خلال سنة 2026، بحيث يصبح على سبيل المثال للقائد المسؤول على الإعلام حقيبة تكوينية خاصة به وغيرها.
وذكر أستاذ القانون الدستوري بجامعة قسنطينة 1، نذير عميرش، أنّ الكشافة الإسلامية الجزائرية تعتبر مؤسسة رائدة ضمن فعاليات المجتمع المدني ويليها في ذلك الهلال الأحمر الجزائري وبالتالي فالعملية تتمثل حسبه في البحث عن تكريس هذه الريادة أمام التحديات الوطنية والدولية، حيث يرى وجود 3 ارتباطات للوصول إلى ذلك، أولها إرثها التاريخي باعتبارها من المساهمين في تحرير البلد، إذ ينبغي المحافظة عليه، كذلك الإطار الدستوري حيث جاء في ديباجة دستور 2020 أنّ الشعب الجزائري يبني مؤسسات الجمهورية بمشاركة كل المواطنين والجالية الوطنية والمجتمع الجزائري، وبالتالي فالتحدي يتمثل في كيفية المساهمة ضمن هذا الإطار في بناء مؤسسات الجمهورية برؤى وأفكار وتنظيم مؤسسي وحوكمة جديدة تنسجم مع التحديات، سواء ضمن ممارسة مهامها، أو كقوة اقتراح في إطار الديموقراطية التشاركية مع المؤسسات المركزية والمحلية.
وتحدّث كذلك أنّ جمعيات النفع العام ستحظى بالدعم من طرف الدولة وينبغي التكيّف مع القانون العضوي للجمعيات الذي يتم التحضير له وإثراؤه عبر الاستعانة بخبراء في شتى المجالات، زيادة على التحديات الخارجية إذ يعوّل على المنظمة بإرثها التاريخي ورصيدها أن تكون سفيرة للمجتمع المدني من خلال تصدير تجربة الكشافة الإسلامية الجزائرية عالميا بتفعيل دبلوماسية المجتمع المدني.
من جهته أكّد أستاذ علم الاجتماع بجامعة قسنطينة 2، بوبكر جيملي، خلال مداخلته أنّه يجب على التنظيم الكشفي مواكبة التطورات من ناحية البرامج وتطوير المؤسسات، موضحا وجود أشياء ثابتة لكن ينبغي تجديدها لتستجيب للحاجات المتجددة محليا ودوليا، لافتا إلى أنّ تقييم الكشافة خارجيا يتم من خلال منتوجها وفعاليته، فإقبال المؤسسات على المخرجات الكشفية دليل على نجاح العملية، كما أوضح أنّ الحوكمة لا تقوم فقط على الكفاءة وإنما كذلك المبادئ مع الآخرين، الذاتية والروحية، مؤكدا أنّ الجيل الجديد ينبغي أن يفرض نفسه، كذلك تحدّث أنّ مبادئ الطريقة الكشفية ترتبط بالحوكمة وبالتالي فهي موجودة لكن لابد من تفعيلها.
إسلام. ق