تم، أمس، التوقيع على اتفاقية بين الصندوق الوطني للتعاون الفلاحي والوكالة الوطنية لدعم وتنمية الاستثمار بهدف تشجيع المؤسسات الناشئة و المقاولاتية على استحداث أنشطة جديدة ذات صلة بالقطاع الفلاحي، من أجل تقديم حلول مبتكرة لعصرنة القطاع وتحسين المحاصيل الفلاحية كما ونوعا وتحقيق الأمن الغذائي.
وأفاد بيان عن الصندوق الوطني للتعاون الفلاحي بأن الاتفاقية المبرمة مع الوكالة الوطنية لدعم وتنمية الاستثمار تتماشى مع الاستراتيجية التي سطرتها وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري لتنمية القطاع، عن طريق تمكين صندوق التعاون الفلاحي من أداء دوره المحوري وإبراز قيمته، وإنشاء بيئة ملائمة لاستدامة وتنمية نشاطات الشباب أصحاب المشاريع ضمن الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية.
كما تندرج الاتفاقية ضمن رؤية الصندوق الوطني للتعاون الفلاحي بصفته «مؤمنا استشاريا» لا سيما في مجال الوقاية وتسيير المخاطر، باعتباره مؤسسة متخصصة في التأمين ومرافقة الأنشطة الفلاحية والتنمية الريفية من أجل تحقيق التنمية المستدامة، عبر تقديم مختلف خدمات التأمين التي تناسب الناشطين في القطاع من مزارعين ومربين منخرطين في الصندوق.
وتهدف الاتفاقية المبرمة مع الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية وفق ذات المصدر إلى الشراكة والتأمين لتحفيز الشباب حاملي المشاريع على استحداث أنشطة جديدة في المجال الفلاحي، مقابل التزام الصندوق الوطني للتعاون الفلاحي بتأمين الأنشطة المزمع إنشاؤها في إطار الاتفاقية، من أجل تعزيز القطاع الفلاحي وتطويره و رفع مستوى الإنتاجية، وتوفير فرص عمل جديدة لفائدة الشباب. ويقدم الصندوق الوطني للتعاون الفلاحي عدة خدمات تأمينية في إطار توفير الضمانات الكافية للمنتجين لتوسيع الاستثمار في المجال الفلاحي من أجل مضاعفة المحاصيل، وتغطية الاحتياجات الوطنية من مختلف المواد الفلاحية، وصولا إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي.
وينتظر من المؤسسات الناشئة التي تطمح لاقتحام الميدان الفلاحي تقديم حلول مبتكرة للنهوض بالقطاع، عبر استعمال التكنولوجيا المتطورة خلال مختلف مراحل الإنتاج بداية من إعداد التربة، سيما وأن أغلب أصحاب المؤسسات الناشئة من خريجي الجامعة ولديهم من الخبرة والكفاءة الكافية لتطوير وعصرنة أساليب الإنتاج الفلاحي لتحسينه كما وكيفا.
ويعول أيضا على المؤسسات الناشئة في مرافقة المستثمرات الفلاحية للتحكم في تقنيات النشاط الفلاحي، من بينها سبل الحفاظ على خصائص التربة والاستعمال العقلاني للأسمدة والري الذكي، إلى جانب التحكم في تقنيات التخزين السليم للحبوب للحفاظ عليها من التلف، وكذا سبل مكافحة مختلف الأمراض التي تصيب النباتات وكذا تقنيات تحويل المنتجات الفلاحية.
ويكمن دور الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية في توفير المرافقة الشاملة للمؤسسات الناشئة، ودعمها خلال مرحلة تطوير المشاريع وتوسيعها لضمان ديمومتها، إلى جانب تعزيز روح المبادرة لدى الشباب من حاملي المشاريع لأجل المساهمة في تطوير الاقتصاد الوطني وخلق فرص عمل جديدة.
كما تعمل الوكالة أيضا على تبسيط الإجراءات الإدارية لصالح حاملي المشاريع، مع تقديم الدعم التقني والتوجيه وتسهيل الوصول إلى التمويل لتوسيع وتنويع النشاطات، إذ تعد الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية هيئة تابعة لوزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمصغرة، تعمل على مرافقة أصحاب المشاريع لإنشاء أو توسيع المؤسسات الناشئة والمصغرة في مجال إنتاج الخدمات والسلع، بهدف تنويع مصادر الثروة، وتوفير فرص عمل إضافية لامتصاص البطالة.
وتعمل المؤسسات الزراعية الناشئة على تقديم الدعم للقطاع الفلاحي، لجعله قادرا على زيادة الإنتاج وتحسين الإنتاجية سيما في مجال الزراعات الاستراتيجية، بشكل يساعد على تلبية الطلب على المنتجات الفلاحية، ويؤدي إلى التخلص من التبعية الغذائية.
كما تساهم المؤسسات الناشئة وفق مختصين، في مجابهة التحديات التي تواجه القطاع الفلاحي، والمرتبطة أساسا بالاستغلال العقلاني للمياه والتربة، إلى جانب تأثيرات التغيرات المناخية على أنظمة الإنتاج، بموجب حلول إبداعية ومبتكرة تقدمها المؤسسات الناشئة.
لطيفة بلحاج