أكد، أمس، مختصون أن الآليات الجديدة التي وضعتها الدولة لفائدة الشباب ساهمت في فتح مناصب شغل، وأكدوا أن تشجيع الدولة لخريجي الجامعات ومراكز ومعاهد التكوين المهني لإنشاء مؤسسات ناشئة، وكذا استحداث صيغة المقاول الذاتي ساهمت في دعم حركية سوق العمل وفتح مناصب عمل جديدة.
وأضافوا في ملتقى وطني حول حركية سوق العمل بين الدافع الاقتصادي والاجتماعي نظمه المجلس الشعبي الولائي لولاية البليدة بالتنسيق مع الاتحاد الوطني للكفاءات والإطارات أن هذه الآليات التي وضعتها الدولة كانت ناجحة وحققت فعاليتها.
وأشارت في هذا السياق الدكتورة شريفة هنية رئيسة مخبر القانون و الرقمنة بجامعة البليدة 2 إلى أن السياسة الوطنية للتشغيل تشكل إحدى أولويات برنامج الحكومة، وأكدت أن الدولة وضعت آليات أكثر انسجاما ترتكز على المقاربة الاقتصادية والاجتماعية في معالجة ومحاربة البطالة وتلبية مطالب الشباب في الحصول على منصب عمل دائم، وأضافت أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عملت على توسيع وظيفة الجامعة لتصبح محركا أساسيا لاقتصاد المعرفة والتنمية الشاملة لفتح المجال للاستفادة من البحث العلمي في مشاريع ومؤسسات ناشئة، تحقيقا لتحول المعرفة نحو أعمال المقاولاتية، وقالت إن هذا التحول هدفه ترقية روح المقاولاتية لدى الطلبة وتحفيزهم نحو هذا النشاط من أجل تجسيد أفكارهم وإطلاق مشاريع ذات قيمة مضافة بهدف المساهمة في تنمية الاقتصاد الوطني، وخلق فرص شغل عن طريق الجامعة.
وأكدت نفس المتحدثة أن سوق العمل تأثر بالتكنولوجيا الرقمية والتكنولوجيا المعلوماتية، وحققت الرقمنة حسبها المساواة والشفافية بين الشباب في الولوج إلى عالم الشغل، من خلال فتح بوابات إلكترونية ودراسة الملفات إلكترونيا، وبذلك أصبحت الرقمنة تكتسي أهمية بالغة في التشغيل من خلال هذه البوابات الالكترونية المتطورة، وأضافت الدكتورة هنية أن الرقمنة كان لها دور في بروز الكفاءات وحصولها على فرص عمل، مؤكدة أن الجزائر أخذت خطوات متسارعة في مجال الإدارة الالكترونية.
من جهة أخرى أكد فاضلي وليد رئيس الاتحاد الوطني للكفاءات والإطارات أن سوق العمل بأبعاده الاقتصادية والاجتماعية يؤثر على تماسك المجتمع، مضيفا بأن الآليات التي وضعتها الدولة لفائدة الشباب في مجال الاستثمار، كتشجيع الشباب على استحداث المؤسسات الناشئة، والمقاول الذاتي وغيرها من الصيغ الأخرى حققت فعاليتها في تحريك سوق العمل، وأكد أن هذه الآليات حققت ثمارها والعديد من الشباب أسسوا مؤسسات ناشئة، وخلقوا ديناميكية في المجتمع، مضيفا بأن الرقمنة حققت شفافية أكبر في القطاع العام، ووفرت تساوي في الحظوظ للولوج إلى عالم الشغل في القطاع العام، وبالتالي الرقمنة قضت على المحسوبية في التوظيف حسبه، وحققت معيارا متساويا لدى الشباب في الوصول إلى مناصب الشغل.
من جانب آخر أشار حاجي نذير رئيس الملتقى إلى أن هذه التظاهرة العلمية التي عرفت مشاركة 27 مؤسسة جامعية، سلط المشاركون فيها الضوء على حركية سوق العمل ليس من منظور اقتصادي فقط بل تم التركيز أيضا على المنظور الاجتماعي، مشيرا إلى أن الوظائف لم تبق تقليدية فقط، بل برز ما يعرف بالوظائف الرقمية، كما تحدث عن دور البلديات في المساهمة في التنمية الاقتصادية وخلق مناصب شغل من خلال الآليات المتوفرة عندها.
نورالدين ع