تعكف وزارة التربية الوطنية بالتعاون مع وزارة الشباب على وضع استراتيجية هامة تهدف إلى ضمان حماية فئة المتمدرسين من الأطفال والمراهقين من مختلف المخاطر، عبر التكفل بهذه الشريحة خارج أوقات الدراسة وفي العطل، بتنظيم مخيمات صيفية وأنشطة متعددة، فضلا عن هيكلة التلاميذ في نوادي شبانية، مع ضمان رعاية خاصة للمتفوقين في الدراسة.
وبادر القطاعان وفق بيان لوزارة التربية الوطنية بتصميم برنامج تربوي معرفي تدريبي وتكميلي يستهدف فئة الأطفال والمراهقين، ويرمي إلى تنمية المهارات الحياتية القيادية والمعرفية لهذه الشريحة، وبناء جيل واع متمكن قادر على مواكبة التحولات الحاصلة في محيطه.
وتم التأسيس لهذه المبادرة التي تخص فئة المتمدرسين من الأطفال والمراهقين في لقاء ضم أول أمس الإثنين الوزيرين، تم خلاله مناقشة مسودة مذكرة تفاهم ثنائية للتأكيد على الدور المحوري الذي تضطلع به وزارة التربية الوطنية ووزارة الشباب في إرساء سياسة تربوية ناجعة تستجيب لمتطلبات التنمية الشاملة، وتعزز قدرات الأجيال الصاعدة في مواكبة التحولات المتسارعة في مختلف المجالات.
وأفاد محمد صغير سعداوي في تصريح على هامش اللقاء بأن القطاعين بادرا بتصميم برنامج تربوي معرفي تدريبي وتكميلي يرتكز على التأهيل المعرفي وتنمية المهارات الحياتية القيادية والمعرفية للأطفال والمراهقين، تجسيدا لرؤية طموحة ذات أبعاد استراتيجية تربوية معرفية شاملة لبناء جيل واع ومتمكن، قادر على التأقلم مع التحولات جيو-استراتيجية، ومواجهة التحديات بثقة وكفاءة.
وأوضح الوزير بأن البرنامج المسطر يعد استجابة استراتيجية للاحتياجات المتزايدة بضرورة تأطير الأطفال والمراهقين، وحمايتهم من مختلف المخاطر، عبر استثمار أوقات العطل والفراغ في أنشطة هادفة تعزز التفكير والإبداع تماشيا مع التوجهات الوطنية الرامية إلى إعداد جيل متميز متشبع بالقيم الوطنية المستمدة من الهوية الدينية والتاريخية، وجيل قادر على قيادة التغيير والمساهمة الفعالة في تنمية المجتمع.
وتهدف الشراكة بين وزارتي التربية الوطنية والشباب وفق ذات المصدر، إلى توفير أفضل الظروف من أجل تنظيم مخيمات صيفية وفصلية لفائدة التلاميذ المتفوقين، وتنظيم أنشطة وضمان هيكلة التلاميذ في نوادي شبانية عامة ومتخصصة، إلى جانب إقامة رحلات ومخيمات ذات جودة لفائدة تلاميذ الجنوب والهضاب العليا.
ويشار إلى أنه تم في وقت سابق تشكيل لجنة وزارية مشتركة كلفت بإعداد وصياغة مذكرة تفاهم بين القطاعين لتعزيز التعاون والشراكة لأجل ضمان التكفل الأمثل بفئة الأطفال والمراهقين، عبر وضع الإطار التنظيمي لبرنامج العمل بين الجانبين، مع إرساء آليات لمتابعة تنفيذه وتقييم نتائجه بصفة دورية على المستويين المحلي والمركزي.
وتسعى وزارة التربية الوطنية عبر تعزيز الشراكة مع وزارة الشباب إلى إثراء الأنشطة التكميلية في الوسط المدرسي، وضمان التكفل الأمثل بالتلاميذ خارج أوقات الدراسة، وتحفيزهم على العمل والمثابرة لتحسين النتائج المدرسية، وتعزيز معارفهم من خلال استغلال أوقات الفراغ لتنمية قدرات التلميذ وتشجيعه على الإبداع، لحمايتهم مما قد يهددهم من مخاطر.
وأوضح وزير التربية الوطنية محمد صغير سعداوي في هذا الصدد بأن البرنامج المسطر مع وزير الشباب المكلف بالمجلس الأعلى للشباب يتضمن أنشطة بيداغوجية موجهة للمتمدرسين في مختلف المراحل التعليمية، لا سيما ما تعلق بالجوانب الترفيهية خلال أيام العطل.
وأكد المتدخل الحرص على إعداد أجيال متمكنة من الناحية التربوية والمعرفية، متشبعة بالروح الوطنية وملمة بتاريخ الجزائر، إلى جانب العمل على تطوير المهارات التقنية والتكنولوجية لدى التلاميذ.
وأضاف من جهته مصطفى حيداوي بأن البرنامج المسطر مع قطاع التربية الوطنية يندرج ضمن المحاور الاستراتيجية لوزارة الشباب في الشق المتعلق بمد جسور التواصل والتكامل مع مختلف القطاعات، سيما قطاع التربية الذي يحصي أكثر من 11 مليون تلميذ في الأطوار الثلاثة.
لطيفة بلحاج