* الرئيس تبون: «وصلنا إلى مرحلة الإنجازات العملاقة» * الجزائر هي اليوم بالفعل قوة ضاربة * المشروع تجسيد التزام رئاسي بتزويد مواطني وهران بالمياه قبل رمضان * «تدخل إرادة الرجال وضع حدا للتلاعب بأموال الدولة»
أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، يوم الخميس بوهران، أن إنجاز مصنع تحلية مياه البحر بالرأس الأبيض في أقل من 26 شهرا، هو إنجاز عملاق يجسد الإرادة الفولاذية للجزائر المنتصرة بأبنائها في مواجهة التحديات والانتصار أمام المشاكل والمصاعب، مبرزا “أننا وصلنا إلى مرحلة الإنجازات العملاقة بسرعة وبأحدث التكنولوجيات”.
قال رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الخميس من ولاية وهران، إن الجزائر وصلت إلى مرحلة الإنجازات العملاقة بسرعة وبأحدث التكنولوجيات، وذلك عقب استماعه لعرضين تقنيين حول مصنع تحلية مياه البحر بالرأس الأبيض، الذي يعد أضخم مصنع لتحلية مياه البحر في الجزائر.
وأوضح رئيس الجمهورية أن التحدي رُفع بفضل إرادة الرجال من أبسط عامل إلى أعلى إطار». واعتبر الرئيس أن “إنجاز مشروع بهذا الثقل في ظرف 26 شهرا أو أقل هو ما يسمى بالجزائر المنتصرة”، مضيفا “لا أجد الكلمات المناسبة لشكر كل الذين ساهموا في إنجاز هذا المشروع الكبير، فهنيئا للجزائر والجزائريين به”. مضيفا أن «الجزائر المستقلة.. من أين بدأت وإلى أين وصلت؟ وصلنا إلى مرحلة الإنجازات العملاقة بسرعة وبأحدث التكنولوجيات».
وأكد الرئيس تبون، أن مصنع تحلية مياه البحر بالرأس الأبيض بوهران، «إنجاز عملاق يجسد الإرادة الفولاذية للجزائر المنتصرة بأبنائها البررة الذين تغذيهم روح ثورة نوفمبر المجيدة «في مواجهة مختلف التحديات و»الانتصار أمام المشاكل والمصاعب».
كما حيا رئيس الجمهورية بالمناسبة بـ»إكبار كل الساهرين على إنجاز هذا المصنع العملاق، بداية من أبسط عامل الى الاطارات والمسؤولين الذين ساهموا كلهم في إنجاز هذه المعجزة التي تتصدى لمشكل المياه بهذا الزخم من الاستثمار والشركات الكبرى التي تبرز مسيرة الجزائر، على غرار سوناطراك وكوسيدار», مضيفا بالقول: «لما قلت أن الجزائر قوة ضاربة فهي اليوم بالفعل قوة ضاربة».
ونوه رئيس الجمهورية أيضا ب»التحدي الذي رفعه هؤلاء العمال والمسيرون والإطارات من خلال عملهم على مدار 24 ساعة طيلة أيام الأسبوع», لافتا إلى أن «التقنيات كانت حديثة، غير أنهم كانوا في مستوى التحدي، الأمر الذي جعل الجزائر «تبلغ درجة عالية في التحكم في التقنيات وتكنولوجيات تحلية مياه البحر والتي ستفيد بها الأشقاء وشعوب أخرى».
كما أبرز رئيس الجمهورية أن هذا الانجاز يعد الأول من «سلسلة من 5 محطات سيتم تدشينها الواحدة بعد الأخرى خلال هذه الأيام، على أن تتبع بإنجاز محطات أخرى», مؤكدا في ذات السياق أنه «كلما تكون هناك فرصة لإنجاز محطة تحلية مياه على شواطئ الجزائر، سنقوم بذلك ولدينا الامكانيات والرجال» لتجسيدها. وبذات المناسبة أعرب رئيس الجمهورية عن أمله في «الشروع في أقرب وقت في إنتاج ولو جزء من معدات إنجاز هذه المحطات لا سيما وسائل تصفية مياه البحر من الملوحة».
وبعد أن اعتبر أن هذا الانجاز «العملاق», الذي يتشرف بتدشينه هو «تحد», أوضح رئيس الجمهورية أن «الجميع يعرف أن الجزائري والجزائرية و وطنهم الجزائر عامة، كلهم في مستوى التحدي ولا تثنيهم المصاعب، التي كلما وجدت تواجه بعزيمة أكبر», معربا عن فخره الشخصي «وفخر الجميع بأن يتم تدشين هذا المصنع العملاق في ظرف 26 شهرا، وهو بالفعل -- يتابع رئيس الجمهورية-- معجزة، بالنظر لإرادة الرجال والتجنيد التام للجميع من أبسط العمال الى الاطارات والمسيرين».
كما ذكر رئيس الجمهورية في هذا السياق بـ»الصعوبات» التي عرفتها الجزائر في حفر الآبار العميقة غداة الاستقلال وكذا بـ»الوتيرة البطيئة» التي شهدها إنجاز عديد المشاريع خلال الفترات السابقة على غرار ملعب تيزي وزو الذي استغرق إنجازه 13 سنة، «ليتجسد بعد تدخل إرادة الرجال الذين وضعوا الحلول لإتمامه و وضعوا حدا للتلاعب بأموال الدولة».
وأكد في هذا الشأن أن جزائر اليوم «تجاوزت هذه المرحلة من خلال إنجاز المشاريع بالسرعة اللازمة والتكنولوجيا الكافية», مستدلا بالقول: «أنجزنا هذا المشروع العملاق في 26 شهرا ولنا بذلك الشرف أن ندشنه اليوم باسم الجزائر والجزائريين والجزائر المستقلة، جزائر التحدي المنتصرة».
وتابع رئيس الجمهورية قائلا إن إنجاز هذا المصنع بوهران تم خلال فترة زمنية قياسية، «حيث كان من المفروض أن يستغرق 36 شهرا لكن بتوفر العزيمة والإرادة من أجل الوطن والمواطن تم التوصل الى تحقيق هذه النتيجة», مجددا شكره وتقديره لكل العمال والمسيرين والتقنيين والإطارات ولكل من ساهم في انجاز هذا المشروع.
يذكر أن تدشين هذا المشروع الضخم جاء تجسيدا لالتزام رئيس الجمهورية أمام المواطنين بتزويدهم بالماء الشروب في وهران قبل رمضان. وينتج المصنع 300 ألف متر مكعب من المياه يوميا, وهو قابل للربط بهدف التوزيع, مع ست ولايات غرب البلاد, حيث ستشرع الجزائرية للمياه في تزويد ساكنة وهران بالمياه من هذا المصنع بالتدريج.
ع سمير
تدشّين 5 محطات لتحلية مياه البحر خلال 5 أيام
الجزائــــر تواصـــل رفـــع تحــــدي ضمـــان الأمــن المائــــــي
* توفير مليار دولار بفضل الكفاءات الجزائرية * المشاريع الجديدة تضع الجزائر في مقدمة الدول الإفريقية والثانية في العالم العربي
تدعمت ولاية وهران بمنشأة هامة تمكنها من تحقيق قفزة نوعية في مجال توفير المياه الصالحة للشرب، ويتعلق الأمر بمصنع تحلية مياه البحر بالرأس الأبيض (كاب بلان)، وهي أول محطة تدخل حيز الخدمة ضمن سلسلة من المحطات الجديدة التي سيدشنها رئيس الجمهورية في سلسلة زيارات ميدانية تتضمن تدشين 5 محطات لتحلية المياه البحر، خلال 5 أيام.
يعد مصنع تحلية مياه البحر الواقع بـ»الرأس الأبيض» بعين الكرمة، الذي دشنه رئيس الجمهورية خلال زيارته إلى ولاية وهران، الأضخم في الجزائر حيث أنجز في فترة زمنية قصيرة، حيث جاء التدشين بعد 26 شهرا من وضع حجر الأساس (يونيو 2022) من قبل رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون.
وقال رئيس الجمهورية في تصريح عقب إشرافه على مراسم تدشين المصنع:”هذه المحطة هي الأولى في سلسلة تتضمن 5 محطات، سندشّنها كلّها في ظرف 5 أيام”. مضيفا:”وستليها محطات أخرى، مثلما التزمت بأنه كلما تكون هناك مناسبة لإنجاز محطة لتحلية مياه البحر على الشواطئ الجزائرية، سنفعل إن شاء الله”. ومع استلام هذه المنشأة الجديدة، تكون الجزائر قد خطت خطوة هامة في تجسيد مخطط يخص منظومة متكاملة من مصانع التحلية مكونة من خمسة مصانع، ما يمثل مثالا حيا عن الجزائر الجديدة القادرة على رفع التحديات بقواها العاملة المحلية وفي وقت قياسي.
وعلى عكس المنشآت التي أنجزت في الماضي، والتي كانت تتم بالشراكة مع مؤسسات أجنبية، اكتسى برنامج المصانع الخمسة طابعا وطنيا بإسناده لفروع مجمع سوناطراك ومجمع كوسيدار بالنظر إلى القدرات التي تتمتع بها المؤسسات الوطنية في مجال الإنشاء والدراسات والهندسة، والتي كانت محل تنويه وإشادة من قبل رئيس الجمهورية في عديد المناسبات.
وقد مكنت الكفاءات الجزائرية في إطار مشروع المصانع الخمسة من توفير مالي يقارب مليار دولار للبلاد، بالإضافة إلى ربح الوقت حيث شكل تحديا زمنيا بارزا بحيث تم إنجازه في ظرف قياسي بلغ 26 شهرا في وقت كانت مشاريع مماثلة في الماضي تستغرق أكثر من 10 سنوات دون أن تكتمل متسببة في خسائر مالية جسيمة للخزينة العمومية.
ويجسد هذا المشروع أيضا نموذجا جديدا للتنمية في الجزائر يعكس ديناميكية «الجزائر الجديدة» القائمة على الكفاءة والتخطيط المحكم بما يضمن تحقيق الأهداف الوطنية في أقصر الآجال وبأقل التكاليف، حيث بلغت نسبة إدماج المنتوج الوطني في مصانع تحلية مياه البحر 30 بالمائة. وكان رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون قد أطلق مشاريع إنجاز خمسة مصانع لتحلية المياه بوهران وبجاية والطارف وبومرداس وتيبازة في إطار خطة التنمية للفترة 2022-2024, حيث ستبلغ القدرة الإجمالية لهذه المصانع نحو 1,5 مليون متر مكعب يوميا. وتم إنجاز المصانع الخمسة لتحلية مياه البحر المقررة في إطار المخطط الاستعجالي لرئيس الجمهورية، بكفاءات جزائرية بنسبة 100 بالمائة وأن نسبة إدماج المنتوج الوطني فيها بلغت 30 بالمائة. ويتضمن هذا البرنامج إنجاز مصانع لتحلية المياه في كل من ولايات الطارف (كدية الدراوش), بجاية (تيغرمت- توجة)، بومرداس (كاب جنات), تيبازة (فوكة) ووهران (الرأس الابيض)، بتكلفة تقارب 2,4 مليار دولار.ويرتقب أن ترفع هذه المشاريع الإنتاج الوطني من مياه الشرب المستخرجة من تحلية مياه البحر من 2,2 مليون متر مكعب يوميا إلى 3,7 مليون متر مكعب يوميا.ما يغطي نسبة 42 بالمائة من احتياجات البلاد للمياه الصالحة للشرب, بينما ستغطي مختلف الموارد الأخرى النسبة المتبقية من الحاجيات. وبفضل هذه المشاريع الجديدة ستكون الجزائر في مقدمة الدول الإفريقية وستحتل المرتبة الثانية في العالم العربي بعد المملكة العربية السعودية من حيث قدرات وإمكانيات تحلية المياه.
ع س