دعا الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، مصطفى ياحي، أمس السبت من بسكرة، الحكومة إلى وضع استراتيجية إعلامية لمواجهة الحرب الإعلامية العدائية التي تستهدف الجزائر من عدة مخابر إعلامية وغرف مظلمة تحتضنها وتمولها عدة أنظمة وكيانات معادية للجزائر، وهذا من أجل رفع درجة الوعي لدى المواطن الجزائري بحجم المخاطر والتحديات، وهو ما من شأنه أيضا تعزيز اللحمة الوطنية.
وفي مستهل كلمته في تجمع شعبي نشطه بمناسبة الذكرى 28 لتأسيس التجمع الوطني الديمقراطي، قال الأمين العام للأرندي إنه لشرف أن تتزامن ذكرى الحزب مع الذكرى المزدوجة لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين وذكرى تأميم المحروقات، التي تعتبر واحدة من انتصارات الجزائر المستقلة على فرنسا الاستعمارية ببسط سيادتها على ثرواتها الطبيعية، وهو نفس النهج كما قال، الذي يعتمده السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في سياسته الاقتصادية من خلال الحفاظ على ثرواتنا الطبيعية واستغلالها وطنيا في كل مراحل التحويل، من أجل تنويع الاقتصاد الوطني وحمايته من الاستنزاف والاستغلال الخارجي.
و قال ياحي إن تزامن ذكرى الأرندي مع ذكرى اليوم الوطني للأخوة والتلاحم بين الشعب وجيشه، هي شرف كبير للحزب، و هي مناسبة «لنجدد افتخارنا و اعتزازنا بمؤسساتنا الأمنية وعلى رأسها الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، نظير ما تقدمه هذه المؤسسات الأمنية من جهد وعمل دؤوب من أجل سلامة التراب الوطني ووحدة أراضيه، وضمان الأمن والاستقرار والطمأنينة للشعب الجزائري من خلال محاربة كل الآفات والجرائم العابرة للحدود، وحرب المخدرات التي يشنها نظام المخزن المغربي ضد الشعب الجزائري، ومُحارَبَة فلول الارهاب و الهجرة غير الشرعية، وغيرها».
واستطرد بالقول، إننا نجدد العهد بالسير على الدرب الذي خَطَهُ لنَا الشُّهَدَاء بدمائهم، درب الحرية والكرامة والعدالة، لقد ضحوا بكل غال ونفيس لكي نعيش اليوم في وطن ،حرٍ، مستقل، وعلينا أن نكون في مستوى هذه التضحيات الجسام، و أكد بالقول «إننا في الأرندي سنظل نعمل مع كل القوات الحية في الجزائر في مطالبة الحكومة الفرنسية بالاستجابة للمطالب الجزائرية فيما يتعلق بملف الذاكرة، بدءا من اعترافها بجرائمها التي ارتكبتها على مدار قرن وثلاثين سنة في حق الشعب الجزائري، وتعويض ضحايا تلك الجرائم الوحشية بمن فيهم ضحايا التجارب النووية في صحرائنا، واسترجاع رفات المقاومين والأرشيف والمنهوبات».
كما أكد أن حزبه سيعمل مع كل القوى السياسية والحقوقية في الدول الإفريقية التي كانت ضحية للاستعمار الفرنسي من أجل توحيد الجهود، لمتابعة الحكومة الفرنسية أمام الهيئات القضائية الدولية على جرائمها المرتكبة في إفريقيا، وخاصة بعد اعتماد الاتحاد الإفريقي في قمته الأخيرة قرارًا يُصَنِفُ الاستعمار كجريمة حرب ضد الانسانية، وجريمة إبادة جماعية ارتكبت في حق الشعوب الإفريقية.
كما ندد بالممارسات الاستفزازية للحكومة الفرنسية الخاضعة للوبيات اليمينية المتطرفة التي تعمل، مثل ما قال، على تسميم العلاقات الثنائية بين الدولة الجزائرية والدولة الفرنسية، كما تعمل هذه اللوبيات، يضيف ياحي، على تأزيم الوضع في المنطقة المغاربية بغرض استهداف أمننا القومي.
وطالب المتحدث الحكومة بوضع استراتيجية إعلامية لمواجهة الحرب الإعلامية العدائية التي تستهدف الجزائر من عدة مخابر إعلامية وغرف مظلمة تحتضنها وتمولها عدة أنظمة وكيانات معادية للجزائر، وهذا من أجل رفع درجة الوعي لدى المواطن الجزائري بحجم المخاطر والتحديات، وهو ما من شأنه أيضا تعزيز اللحمة الوطنية.
وفي حديثه عن الشق الاقتصادي بمناسبة الشهر الفضيل قال إن حزبه سجل ارتياحه لمجهودات الحكومة في ضمان وفرة المواد واسعة الاستهلاك في الأسواق الوطنية، و دعا الحكومة إلى الحرص أكثر على استقرار الأسواق بضمان وفرة السلع والمنتوجات الاستهلاكية بأسعار تتماشى والقدرة الشرائية للمواطنين. وجدد ياحي، دعم تشكيلته السياسية للمواقف القوية والمشرفة للدبلوماسية الجزائرية تحت قيادة ، وتوجيه من السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون ، وأضاف «نسجل ارتياحنا للإنجازات التي حققتها الدبلوماسية الجزائرية في إسماع صوت الجزائر، ومواقفها المدافعة عن القضايا العادلة في العالم، لاسيما القضيتين الفلسطينية والصحراوية، والدفاع عن مصالح شعوب الدول العربية والإفريقية أمام الأطماع الاستعمارية القديمة والجديدة»، مهنئا الدبلوماسية الجزائرية بفوزها بمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، ونيل ثقة الأغلبية الساحقة من الدول الإفريقية.وأضاف إننا في الأرندي نعتبر هذا الانجاز الدبلوماسي ثمرة للجهود الحثيثة مؤخرا مع شركائنا من الدول الإفريقية، والعمل المسبق الذي قام به السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون. ع/ بوسنة