تشهد هذه الأيام مختلف الفضاءات التجارية إقبالا مكثفا من قبل المواطنين لاقتناء مستلزمات شهر رمضان، في ظل متابعة من مصالح وزارة التجارة وجمعيات حماية المستهلكين التي أكدت وفرة كافة المواد الغذائية، ودعت إلى ضرورة ترشيد الاستهلاك حفاظا على استقرار السوق.
سجلت الأنشطة التجارية المرتبطة بشهر رمضان حركية غير معهودة منذ حوالي أسبوع، جراء إقبال الأسر على المساحات التجارية لاقتناء كل ما تحتاجه لاستقبال شهر رمضان، من مواد غذائية وأثاث وغيرها من المستلزمات، مما شكل بعض الضغط على السوق الذي تم تدعيمه بكميات مضاعفة من المنتجات المختلفة لتلبية طلبات المواطنين وتجنب حدوث ندرة أو تذبذب في الأسعار.
وفسر الناطق باسم الجمعية الوطنية لحماية المستهلكين فادي تميم التهافت على الأسواق طيلة هذه الأيام، رغم أن كافة المنتجات الغذائية كانت متوفرة ومكدسة على أرفف المحلات منذ فترة، ببعض العادات التي أصبحت لصيقة بالمجتمع الجزائري، وهي الإصرار على تكوين مخزون من المواد الغذائية لتغطية احتياجات شهر رمضان من أجل التفرغ للصيام والعبادة.
وأوضح المتدخل في تصريح «للنصر» بأن اكتظاظ الفضاءات التجارية، من بينها الأسواق الجوارية التي تم استحداثها من طرف وزارة التجارة الداخلية لم يؤثر على الوفرة ولا على الأسعار، بفضل الجهود الاستباقية الكبيرة لاستقبال شهر رمضان، لكنه حذر من أن يؤدي استمرار هذه السلوكات إلى المضاربة، واستغلال الوضع من قبل الدخلاء على القطاع التجاري لاختلاق حالة من الندرة من أجل تحقيق الأرباح مما قد يؤثر على استقرار السوق، وعلى التجسيد الشامل والناجح لخارطة الطريق التي تم إعدادها للتحكم في سلسلة التموين والتوزيع.
ونبه المصدر إلى أن الإقبال على كل ما يعرض في المحلات التجارية سيؤدي إلى الإسراف، لأن الكثير من الأسر تشتري ما يزيد عن الحاجة، وهو ما يتناقض تماما مع المغزى الحقيقي من شهر الصيام و أبعاده الروحية، موضحا بأن «اللهفة» لا تجعل الفرد يشعر بالبعد الديني لرمضان، وهي من السلوكيات التي كان من المفروض أن المجتمع الجزائري قد تجاوزها منذ سنوات.
كما انتقد المتحدث إصرار غالبية المواطنين على شراء كافة المستلزمات في يوم واحد، وقد ظهر جليا على حالة الطرقات التي شهدت اختناقات مرورية طيلة الأسبوع الأخير الذي سبق حلول شهر رمضان، مؤكدا بأن هذه الممارسات من شأنها إفشال الجهود التي قامت بها المصالح المعنية لتموين السوق وتوفير مختلف المنتجات الغذائية بأسعار معقولة.
وشدد ممثل جمعية حماية المستهلكين على أهمية التحلي بثقافة استهلاكية لمساعدة وزارة التجارة الداخلية على أداء مهامها على أكمل وجه، ومن أجل تمكين كافة الأسر من قضاء شهر رمضان في ظروف مريحة دون تهافت واكتظاظ في الأسواق والطرقات، سيما وأن كل ما يحتاجه المواطن متوفر بكميات تزيد عن الحاجة.
وأوضح المتدخل بأن عديد الوحدات الإنتاجية قامت بمضاعفة وتيرة النشاط خلال الأيام الماضية، بالعمل دون توقف على مدار ساعات اليوم لتلبية احتياجات السوق وتجنب الندرة والمضاربة، متوقعا بأن تستقر وتيرة الاستهلاك عند المستويات العادية خلال هذا الأسبوع، لتتفرغ الأسر للصيام والعبادة.
وأضاف من جهته الأمين العام للاتحاد العام للتجار والحرفيين عصام بدريسي في حديث معه بأن التهافت على المواد الغذائية، خاصة المواد واسعة الاستهلاك من شأنه أن يفتح المجال أمام المضاربة ورفع الأسعار من قبل السماسرة والدخلاء على السوق الذين يتحينون الفرص من أجل تحقيق الأرباح.
وشدد المتحدث على الدور الهام الذي يمكن أن تقوم به جمعيات حماية المستهلكين للحفاظ على استقرار السوق، من خلال تكثيف العمل الميداني لحث المواطنين على تفادي الإسراف والتبذير واقتناء ما يكفي لتغطية الاحتياجات اليومية، دون اللجوء إلى التخزين بحجة تفادي التسوق اليومي من أجل التفرغ للعبادة والصيام.
و أكد ممثل نقابة التجار بدوره وفرة كافة المنتجات في الأسواق، وتواصل الجهود بالتنسيق مع الوزارة الوصية لتلبية طلبات المستهلكين طيلة هذا الشهر، خاصة ما تعلق بالمواد الأساسية التي تم ضخ كميات هامة منها في السوق، مع إعداد مخزون يكفي لعدة أشهر.
لطيفة بلحاج