كشف، أمس السبت، وزير التربية الوطنية، عن فتح 5 ثانويات جهوية متخصصة في الرياضيات، تستقطب التلاميذ الحاصلين على أعلى المعدلات في هذه المادة خلال مرحلة التعليم المتوسط، وذلك في إطار الإستراتيجية التي تتوجه وزارة التربية الوطنية إلى وضعها بمشاركة وزارة التعليم العالي و البحث العلمي بالنظر إلى الاهتمام المتزايد بالرياضيات.
أشرف وزير التربية الوطنية، محمد صغير سعداوي، أمس ، بالقطب العلمي والتكنولوجي «الشهيد عبد الحفيظ إحدادن» بسيدي عبد الله بالجزائر العاصمة، رفقة وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كمال بداري، ووزير الشباب المكلف بالمجلس الأعلى للشباب، مصطفى حيداوي، على مراسم الاحتفال باليوم الدولي للرياضيات المصادف لـ14 مارس من كل سنة تحت شعار «الرياضيات، الفن والإبداع».
وصرح الوزير محمد صغير، بالمناسبة بأن قطاع التربية الوطنية، سيتدعم بخمس ثانويات جهوية متخصصة في مادة الرياضيات، لاستقطاب التلاميذ الحاصلين على أعلى المعدلات في الرياضيات في مرحلة التعليم المتوسط».
و أوضح الوزير، أن هذا الإجراء يندرج في إطار الإستراتيجية التي تتوجه وزارة التربية الوطنية إلى وضعها بمشاركة وزارة التعليم العالي و البحث العلمي بالنظر إلى الاهتمام المتزايد بالرياضيات لا سيما التطبيقية منها والتي هي الركيزة الأساسية للتكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي و الفيزياء الفضائية والعلوم الطبية الحديثة».
كما أشار السيد سعداوي إلى أن وزارة التربية الوطنية تعمل، بالشراكة مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، من أجل وضع «إستراتيجية فعالة لاكتشاف، ومن ثم ضمان الانخراط المبكر للنخب والكفاءات في مجال الرياضيات منذ المراحل الأولى من التعليم»، مؤكدا أن الاهتمام بالرياضيات، لا سيما التطبيقية منها، يعد «الركيزة الأساسية للتكنولوجيات الحديثة والذكاء الاصطناعي والفيزياء الفضائية والعلوم الطبية الحديثة».
وأوضح أن هذه الاستراتيجية ترتكز على عدة محاور منها «تعميق وتقوية التكوين في الرياضيات من خلال التعليم المتخصص بفتح ثانويات متخصصة جهوية (5 ثانويات على المستوى الوطني) لاستقطاب التلاميذ المتحصلين على أعلى المعدلات في الرياضيات في مرحلة التعليم المتوسط»، إلى جانب «هيكلة ودعم أولمبياد الرياضيات وتوفير التأطير اللازم والتكوين والتدريب المستمر للنخب المدرسية».
كما ترتكز هذه الاستراتيجية --يضيف الوزير-- على «تقوية اتفاقيات الشراكة، سواء داخليا من خلال الشراكة مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أو مع دول لها من الخبرة والتجربة والرصيد ما يجعل التعامل معها مفيدا لنخبنا الصاعدة».
و يأتي هذا الإجراء ضمن مساعي السلطات العليا للبلاد لدعم مجال البحث العلمي و الابتكار التكنولوجي و كذا التحول الرقمي، و في إطار ذلك تم إنشاء مدارس عليا للرياضيات و كذا الذكاء الاصطناعي و الإعلام الآلي، يلتحق بها حاملو شهادة البكالوريا المتحصلون على أعلى المعدلات في الشعب العلمية و التقنية. وضمن ذات المسعى تعمل وزارة التربية على مواكبة هذا التطور، حيث يتم انتقاء أحسن التلاميذ للالتحاق بثانوية الرياضيات و ذلك وفق شروط خاصة لكل موسم دراسي.
وتضمن برنامج الاحتفال الذي حضره رؤساء وممثلو الهيئات الدستورية وإطارات سامية في الدولة، محاضرات وعروض تفاعلية حول تاريخ الرياضيات ومشاركة الجزائر في منافسات أولمبياد الرياضيات، إلى جانب تكريم أربعة تلاميذ فائزين في الطبعة الثانية لألعاب الرياضيات والمنطق وستة طلبة فائزين في منافسات الرياضيات وكذا أساتذة محاضرين.
وفي الختام، قام الوفد الوزاري بزيارة معرض لإسهامات مجموعة من التلاميذ والطلبة الجامعيين وبعض ابتكاراتهم في مجال الرياضيات والعلوم، حيث تم تشجيعهم من طرف الوزراء على «السعي نحو المزيد من التألق والنجاح، خاصة في مجال التكنولوجيات الحديثة». حاتم / ب