قال الرئيس البنيني توماس بوني يايي، أن القضايا الأمنية في القارة كانت محور المحادثات التي أجراها مع مختلف المسؤولين الجزائريين، معتبرا أن أمن القارة هو تحدٍ يجب أن ترفعه كل الدول الإفريقية، مشيدا بتجربة الجزائر الرائدة في مكافحتها للإرهاب، و أشار إلى أن بلاده تريد الاستفادة من هذه التجربة من أجل التصدي للجماعات الإرهابية، و لجماعة بوكوحرام بالذات المنتشرة بالبلد المجاور نيجيريا. و قال بهذا الخصوص «تعلمت الكثير من الأمور عند إطلاعي على تجربة الجزائر في مكافحة الإرهاب و التي مكنتها إقتلاعه من جذوره وإقرار السلم والإستقرار «.
وأوضح الرئيس البنيني توماس بوني يايي، أمس خلال كلمة ألقاها في ختام زيارته لمركب المحروقات بوهران، أن لقاءه مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة كان تاريخيا وكان فرصة لإبلاغ الرأي العام الدولي بالدور الذي تقوم به الجزائر اتجاه البنين والقارة السمراء وحتى باقي العالم سواء في إطار الإتحاد الإفريقي، أو مبادرة النيباد أو حتى الإتحاد المغاربي. وأضاف أن بلاده تتمتع حاليا بالإستقرار السياسي والأمني ولكن ليس المالي، فموارد البنين توفر فقط 30 بالمائة من الناتج الداخلي الخام، وهي تسير على خطى الجزائر في التنمية التي جعلت منها بلدا مسددا لكل ديونه الخارجية، مشيرا في هذا الإطار، إلى أن البنين يسعى للشراكة «رابح- رابح» مع كل البلدان التي حققت تطورا تنمويا وعلى رأسها الجزائر، مؤكدا أن زيارته كانت مثمرة جدا لأنه وقف رفقة الوفد الوزاري الهام المرافق له على النتائج الإيجابية لتجربة الجزائر في البرامج التنموية في جميع القطاعات.
وأشار في هذا الصدد، إلى أن البنين له مؤشرات مشجعة لخوض تجربة الاستثمار ، منبها أن هذه المؤشرات ستجلب للبلاد 300 مليون دولار كمساعدات مالية أمريكية، يضاف إليها 2 مليار دولار التي سيستثمرها القطاع الخاص الأمريكي في إطار مرافقة المشاريع الكبرى في البنين. ولكن هذا لا يعني مثلما قال، أن بلاده ليست بحاجة لتنويع وارداتها وبأقل التكاليف، خاصة في قطاع الطاقة الذي هو المحرك الأساسي للتنمية، ومن أجل هذا طلب الرئيس البنيني بتعجيل الشراكة مع الجزائر، والتي ستسمح بتصدير غاز البوتان الجزائري للبنين، مشيرا إلى أن تواجده في مركب المحروقات بآرزيو أمس سمح له بالإطلاع الميداني على قدرات الجزائر في هذا القطاع، معتبرا أنه من أجل تقوية الشراكة في مجال المحروقات، ستتنقل لجنة خاصة من البنين لمواصلة دراسة كيفية تجسيد هذه الشراكة. ودعا الرئيس البنيني إلى ضرورة تطوير قطاع النقل أيضا بين البلدين من خلال دراسة إمكانية تمديد خط السكك الحديدية العابر للصحراء، وشبكة الطرقات، التي ستضاف للخطين الجوي والبحري اللذين سيتجسدان قريبا. وأعلن أن وزير خارجيته سيعود للجزائر قريبا على رأس وفد حكومي رفيع المستوى لمواصلة المشاورات السياسية والإقتصادية خاصة تقوية العلاقات الإستثمارية بين القطاع الخاص الجزائري والبنيني وهذا بعد تطهير مناخ الأعمال والإصلاحات التي قامت بها بلاده والتي جعلتها مستعدة لإستقطاب الإستثمار الأجنبي. و قد توجت زيارة الرئيس البنيني، ببيان مشترك أمس، دعا فيه البلدان إلى مواصلة مكافحة الإرهاب و الجريمة المنظمة العابرة للأوطان بكل حزم.
و جاء في نص البيان أن «مكافحة الارهاب و الجريمة المنظمة العابرة للأوطان يجب أن تستمر بكل حزم على مستوى كل بلد و باستغلال جميع الفرص التي يمنحها التعاون الاقليمي والدولي في اطار استراتيجية الأمم المتحدة لمكافحة الارهاب».
كما أعربت الجزائر و بنين عن دعمهما للحوار من أجل التوصل الى تسوية سياسية للأزمة في ليبيا .
و شجع الجانبان « الأطراف الليبية باستثناء الجماعات الارهابية التي عرفتها الأمم المتحدة بهذه الصفة إلى الدخول بنزاهة و حسن نية في الحوار الذي بادر به الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الخاص بليبيا برناردينو ليون من أجل التوصل إلى حل سياسي يحافظ على وحدة البلد و سلامته الترابية و استقراره و تمساك شعبه» حسب ذات البيان و أكد البلدان،من جهة أخرى دعمهما لجهود الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون و مبعوثه الخاص كريستوفر روس، الرامية إلى ايجاد حل سياسي يفضي إلى تقرير مصير الشعب الصحراوي .
وفيما يتعلق بالوضع في مالي أعرب البلدان عن ارتياحهما لجهود الوساطة الدولية بقيادة الجزائر بهدف التوصل إلى تسوية نهائية و دائمة للأزمة المالية في اطار احترام وحدة هذا البلد و سلامته الترابية» حسب البيان.
كما أبرز البلدان ضرورة مرافقة المجتمع الدولي لمالي في جهودها المتمثلة في التنمية الاجتماعية و الاقتصادية.للتذكير، غادر أمس الرئيس البنيني توماس بوني يايي، الجزائر من مطار وهران، بعد زيارة دولة قام بها للجزائر دامت ثلاثة أيام من أجل تعزيز العلاقات السياسية والإقتصادية ودعم أسس الشراكة الثنائية بين البلدين.
هوارية ب