قضت أمس، محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء قسنطينة بعقوبة السجن النافذ بثلاث سنوات وغرامة مالية بمائة ألف دينار، في حق عشريني يدرس في السنة الثانية طب، التحق بتنظيم إرهابي ينشط بسوريا.
وقائع القضية، وحسب ما دار في أطوار المحاكمة، تعود إلى منتصف العام الماضي، حيث التحق الشاب المسمى “إ س” القاطن بمدينة قسنطينة والذي يدرس في السنة ثانية طب والمتحصل عل شهادة جامعية في علوم المادة، بتنظيم إرهابي في سوريا، حيث ذكر المتهم بأنه سافر إلى سوريا عبر تركيا بعد البيان الذي أصدره العلماء في المؤتمر الدولي لنصرة سوريا الذي عقد بمصر “بنصرة الإخوة في سوريا”، أين تعرف بعدها عن طريق موقع التواصل الإجتماعي «تويتر» على شخص سوري يدعى «محمد الشامي» الذي التقى به في تركيا وأدخله عبر الحدود مع مهربي الوقود رفقة 4 أشخاص من جنسيات سعودية وعراقية وتركية، ليصل إلى منطقة حارم الحدودية ويسكن رفقة 11 شخصا بمنزل المسمى أبو مالك، مصرحا بأن نشاطه كان يقتصر على أعمال الإغاثة وتقديم المعونة للاجئين والمنكوبين، دون أن يقوم بأي عمل مسلح أو إرهابي، كما أنه عاد، كما صرح، بمحض إرادته بعد اكتشافه لحقيقة مختلفة عما كان يعتقده، بعد أن أوهم رفقاءه بأنه يقصد تركيا لرؤية أهله، ليعود إلى أرض الوطن على الرغم من علمه بأن عناصر الأمن ستوقفه في المطار بحسب تصريحاته.
قاضية الجلسة واجهت المتهم باعترافاته السابقة أمام الضبطية القضائية وقاضي التحقيق، التي اعترف فيها بانضمامه لمجموعة مسلحة جهادية، بعد تلقيه لتدريب بكيفية استعمال السلاح وتنقله إلى ريف حلب ومخيم الكوخ وبعض الجبهات القتالية ضد قوات النظام السوري، كما ذكر بأنه تعرف على العديد من الأشخاص من مختلف الجنسيات وصرح بأنه كان يكنى بأبي ريحان، وهي نفس الوقائع التي واجهته بها النيابة العامة التي أكدت بأن تصريحات المتهم الجديدة، ماهي إلا محاولة للتملص من العقوبة خاصة وأن المتهم سرد تفاصيل طويلة ودقيقة عن كيفية انضمامه للجماعات المسلحة في مراحل التحقيق السابقة.
لتلتمس تسليط عقوبة بالسجن النافذ لمدة 20 سنة، غير أن المتهم أكد بأن تصريحاته السابقة جاءت كنتيجة للضغط الذي تعرض إليه من طرف عناصر الضبطية.
الدفاع ركز في مرافعته على أن نية المتهم كانت سليمة، وأنه التحق بسوريا بغرض القيام بأعمال خيرة، وخير دليل على ذلك حسن سيرته ومستواه العلمي العالي، كما أكد بأن غياب إسم التنظيم الذي انضم إليه موكله، بالإضافة إلى عودته بمحض إرادته يدل على براءته من التهم المنسوبة إليه.
لقمان/ق
