العلاقات الحالية بين فرنسا والجزائر هي الأحسن منذ الاستقلال
صرح أمس الأول السفير الفرنسي بالجزائر بيرنار إيمييه، بأن العلاقات بين بلاده و الجزائر مُرضية جدا وتُعد الأحسن منذ الاستقلال، كما أشاد بـ "تقارب" وجهات النظر بين البلدين بخصوص الأزمة الليبية، نافيا إمكانية لجوء بلاده إلى خيار التدخل العسكري بليبيا.
و خلال ندوة صحفية نظمها أمس الأول بقسنطينة، ذكر السفير الفرنسي في رده على سؤال بخصوص تقييمه للعلاقات الجزائرية الفرنسية، بأن العلاقات التي تربط البلدين "مرضية تماما" و بأنها "الأحسن منذ عدة سنوات و ربما منذ استقلال الجزائر"، ليضيف أنها تتسم في جانبها السياسي بـ "حميمية كبيرة" و بـ "تبادل كبير" للآراء بخصوص الأزمات الكبرى التي تخص الطرفين، مثل القضية المالية التي قال أن بلاده تبذل جهودا و تقوم بعمل تفاعلي بخصوصها مع الجزائر.
السفير تحدث عن تبادل للآراء مع الجزائر حول القضية الليبية و بالأخص حول الهجرة عبر البحر الأبيض المتوسط، نافيا أن يكون هناك مشروع فرنسي للتدخل العسكري في ليبيا، حيث يجري، حسبه، عمل دبلوماسي لإيجاد حل سياسي للأزمة الدائرة بهذا البلد، مؤكدا وجود "تقارب" في وجهات النظر مع الجزائر في هذا الخصوص، ليضيف بأن بلاده تدعم مجهودات الأمين العام للأمم المتحدة و مبعوثه الخاص في ليبيا و تساند تشكيل حكومة ائتلاف وطني.
من جهة أخرى أكد السيد إيمييه بأن فرنسا تلقت "دعما كبيرا" من الجزائر في التحضير لمؤتمر المناخ الذي سوف ينظم بباريس ابتداء من 30 نوفمبر، و الذي يشارك في افتتاحه الوزير الأول عبد المالك سلال باسم رئيس الجمهورية، ليخلص إلى وجود ثقة كبيرة جدا في العلاقات الدبلوماسية و السياسية بين البلدين.
و لدى تطرقه للعلاقات الاقتصادية بين الجانبين، أكد ممثل الدبلوماسية الفرنسية بالجزائر بأن هذه العلاقات "في توسع"، حيث اجتمعت في 26 أكتوبر بباريس، اللجنة المختلطة الجزائرية الفرنسية بحضور وزير الخارجية رمطان لعمامرة و وزير الصناعة عبد السلام بوشوارب، و هو لقاء تكلل بإمضاء 9 اتفاقيات في القطاع الاقتصادي، ليضيف بأن فرنسا "تثق" في مناخ الاستثمار بالجزائر و تستثمر بها على المدى البعيد، و هو ما يتجسد، كما أضاف، من خلال إنجاز مصنع "رونو" للسيارات بوهران، و تدشين مصنع "سيتال" لصناعة عربات الترامواي بعنابة.
و ردا عن سؤال النصر حول الإجراءات التي اتخذتها بلاده لتجنب تكرار حادثة تفتيش الوزراء بالمطارات الفرنسية، قال السفير الفرنسي بأن ما حصل "مؤسف"، و قد كتب على إثره وزير الداخلية الفرنسي بيرنار كازنوف لوزير الاتصال حميد قرين، للتعبير له عن "أسفه" لما حصل، مؤكدا "إعادة النظر" في الإجراءات المتخذة في المطارات الفرنسية لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث.
و عن وضع اللغة الفرنسية بالجزائر، قال السيد إينييه بأن هناك 7 مراكز ثقافية فرنسية "نشطة جدا" بالجزائر، تهدف لنقل اللغة و الثقافة الفرنسيتين و لاستقبال أكبر عدد من الشباب الجزائري، ليؤكد بأن 11 مليون جزائري يتكلمون اللغة الفرنسية، كما أشار إلى أن وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط، كانت قد عبرت لوزيرة التربية الفرنسية للجزائر عن رغبتها في مرافقة فرنسا لتعليم اللغة الفرنسية بالجزائر، من خلال تكوين مفتشي اللغة الفرنسية و المكونين و هي دعوة قال السفير أن بلاده استجابت لها.
السفير الفرنسي الذي قام بزيارة لقسنطينة تم خلالها إحياء ذكرى الهدنة بين فرنسا و ألمانيا التي تصادف 11 نوفمبر، أعلن عن تدشين معرض بالمركز الثقافي الفرنسي أعده تلاميذ من الثانوية الفرنسية بالعاصمة "ألكسندر دوما"، لإبراز مساهمة الجزائريين في الحرب العالمية الأولى بعد أن سقط فيها 26 ألف جندي جزائري، مضيفا أنه "من المهم" تذكر هؤلاء الضحايا و مؤكدا على ضرورة عمل المؤرخين على ذلك.
ياسمين بوالجدري