أعلن رئيس جبهة الجزائر الجديدة، جمال بن عبد السلام أمس عن ترحيبه بالمبادرة السياسية التي طرحها حزب جبهة التحرير الوطني، وقال أن الهيئة القيادية للحزب بصدد دراستها للرد عليها، وأعرب بن عبد السلام بالمناسبة عن أمله في توصل مختلف أطياف الطبقة السياسية إلى بلورة مبادرة ووطنية حقيقية جادة وجامعة للمعارضة وأحزاب الموالاة وللسلطة.
وأوضح بن عبد السلام في تصريح للصحافة على هامش تنشيطه تجمع شعبي نشطه بقاعة سينما الطاحونتين في بلدية ‹› بولوغين ‹› بالعاصمة، إحياء لمظاهرات 11 ديسمبر 1960، بأن حزبه قد سجل ملاحظات إيجابية على ‹› المبادرة السياسية الوطنية للتقدم في انسجام واستقرار›› التي تلقى نسخة منها في مراسلة خاصة من الأمين العام للأفلان عمار سعداني، وقال بن عبد السلام ‹› لقد تلقينا نسخة من هذه المبادرة واطلعنا عليها ونحن بصدد دراستها وتحضير الرد عليها ‹› مضيفا، ‹› لقد سجلنا ملاحظات إيجابية››، مسجلا استحسان جبهة الجزائر الجديدة للتصريحات الأخيرة لعمار سعداني التي أكد فيها أن مبادرة حزبه مفتوحة لكل الأحزاب والمنظمات الوطنية لاقتراح تعديلات عليها››. وبعد أن أعرب عن استعداد قيادة حزبه للجلوس إلى طاولة واحدة مع قيادة الأفلان للتشاور حول ذات المبادرة دعا رئيس جبهة الجزائر الجديدة الطبقة السياسية إلى ضرورة تجاوز مرحلة ما عبر عنه بالتراشق بالمبادرات السياسية والذهاب بدل ذلك إلى صياغة مبادرة ووطنية ‹› حقيقية جادة ‹› وجامعة للمعارضة وأحزاب الموالاة وللسلطة أيضا وحتى للشخصيات الوطنية، ‹› من أجل بلورة مشروع وطني توافقي يتوافق عليه الجزائريون جميعا ويتعاونون على تجسيده›› باعتبار الوضع الإقليمي والدولي وحجم التحديات والمخاطر والمؤامرات التي تواجهنا – يقول بن عبد السلام - تحتاج إلى الالتقاء والالتفاف حول مشروع وطني جامع يشارك في تحضيره الجميع ومعا. وفي رده عن سؤال حول ما إذا كان لا يجد تناقضا في ترحيبه بمبادرة الافلان واستعداده للانضمام إليها وهو عضو في هيئة التشاور والمتابعة للمعارضة التي بادرت بها التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي، أكد بن عبد السلام بأنه قد انسحب من هذا التكتل، مبررا انسحابه لكون أن مبادرة التنسيقية الانتقال الديمقراطي تفتقد إلى إلى شرطين أساسيين لنجاحها وهما، رفض السلطة لها وعدم تحقيق الالتفاف الشعبي حولها. وحذر بن عبد السلام بأن التجارب المريرة التي مرت بها بلدان الربيع العربي التي دخلت في مرحلة التدمير الذاتي بسبب لجوئها إلى الشارع لفرض بعض الخيارات عن طريق فرض الالتفاف الشعبي حولها، وقال ‹› نحن لا نحبذ أبدا اللجوء إلى مثل هذا الخيار المدمر لذلك فنحن في أمس الحاجة لكل ما يجمع شملنا ولا يفرقنا ويصون الجزائر ووحدة شعبها والحفاظ أيضا على سيادتها واستقلالها›› وأضاف ‹› الجزائر ليست بحاجة إلى أي منطق لفرض الأمر الواقع كالمطالبة بذهاب الرئيس لان ذلك غير ممكن لذلك فنحن بحاجة إلى الحلول الممكنة في هذه المرحلة››.
وفي رده عن سؤال آخر حول موقفه كرئيس حزب من الرسالة الأخيرة للجنرال محمد مدين المدعو توفيق، الرئيس السابق لدائرة الأمن والاستعلام التي يدافع فيها عن الجنرال حسان، قال ‹› إن خروج الجنرال توفيق عن صمته وتكسير واجب التحفظ ربما جاء من باب قناعة بأنه لا بد أن يتكلم في حق جنرال كان مساعدا له واشتغل معه طيلة 25 سنة›› وأضاف ‹› أما عن التفاصيل الخاصة بمحاكمة الجنرال حسان فلا أملك المعطيات الحقيقية ولا المعلومات عن قضية الجنرال حسان وهل أخطأ أم لم يخطئ هل ظُلم أم لم يُظلم، ولست في موقع يسمح لي بترجيح فرضية وقوع ظلم أو غيره عليه››.
ودعا بن عبد السلام إلى تفادي إثارة الصراعات أيا كان شكلها أو التراشق إعلاميا بين فواعل الطبقة السياسية ، داعيا ‹› كل الأطراف ‹› إلى تحمل مسؤولياتها التاريخية والبحث عن مخارج للجزائر بعيدا عن منطق تصفية الحسابات.
ع.أسابع
