بلعيد يدعو إلى إشراك الشعب في النقاش حول الدستور
انتقد رئيس جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد أمس الوضع الذي آل إليه المشهد السياسي في البلاد وقال أنه يقوم حاليا على تكريس الرداءة في الممارسة السياسية، محذرا من أن الصراعات والتراشقات والصراعات القائمة حاليا في الساحة السياسية تقف وراءها لوبيات ومخابر تريد أن توجه أنظار الشعب الجزائري إلى أشياء تافهة ليخلو لها الجو للتخطيط لتنفيذ أجندات معينة.
وسجل بلعيد في كلمته الافتتاحية لأشغال الدورة الثالثة للمجلس الوطني لتشكيلته السياسية التي تنعقد على مدى يومين في ديوان قرية الفنانين بزرالدة غربي العاصمة، بأن المستوى ‹› الرديء ‹› الذي يطبع المشهد السياسي في البلاد أصبح مثار سخرية الجيران، باعتبار أن العمل السياسي تم اختزاله من طرف بعض مكونات الساحة السياسية في تبادل الشتائم والبحث عن إثارة الفضائح والسعي لتكسير الآخر، واعتبر المتحدث بأن ما يجري الآن من صراعات وتراشقات في الساحة السياسية، يدخل في إطار ترتيب الأوراق استعدادا للاستحقاقات القادمة.
وفي هذا السياق وجه بلعيد انتقادات ضمنية للمبادرات الحزبية التي تسعى لخلق تحالفات لمساندة برنامج رئيس الجمهورية وقال بأن رئيس الجمهورية في غير الحاجة إلى تدعيم وإلى تكتل يساند برنامجه، كما وجه ذات الانتقادات إلى المعارضة التي تدعو إلى معارضة رئيس الجمهورية، وشدد رئيس جبهة المستقبل بالمناسبة على ضرورة الابتعاد عن الصراعات السياسية التي لا تخدم بالمصلحة الوطنية، داعيا إلى ضرورة تبني أسلوب حوار شامل يجمع كافة القوى السياسية، وتحقيق الانسجام بهدف الحفاظ على الوحدة الوطنية، فيما حذر من أن هذه الصراعات ‹› المبرمجة ‹› تقف وراءها كتل و لوبيات ومخابر تريد أن توجه أنظار الشعب الجزائري إلى أشياء تافهة ليخلو لها الجو للتخطيط لما تخطط له، كما دعا في نفس السياق إلى ضرورة أن لا تصل الصراعات الحالية ‹› إلى تصفية حسابات ‹›.
وفي ندوة صحفية عقدها على هامش ذات اللقاء دعا بلعيد إلى تجنب إقحام المؤسسة العسكرية في الصراع السياسي الدائر حاليا وتركها تضطلع بمهامها الدستورية، مبرزا أن حزبه يدعم الحفاظ على مؤسسات الدولة وعلى رأسها مؤسسة الجيش الوطني الشعبي.
وبعد أن أشار إلى أن استقرار المؤسسة العسكرية هو العمود الفقري للمجتمعات الراقية، وأن الجيش الوطني الشعبي يعد القوة التي تحمي البلاد وحدودها وتوحد صفوف الشعب الجزائري وتحافظ على تماسكه، دعا بلعيد الأحزاب إلى ترك خلافاتها جانبا والسعي في مقابل ذلك لبناء دولة قوية عصرية، إلى جانب القيام بدورها في التوعية والمساهمة في بناء مجتمع متماسك بعيدا عن الصراعات الضيقة».
وفي رده عن سؤال للنصر عن موقف جبهة المستقبل من ‘’ المبادرة السياسية الوطنية للتقدم في انسجام واستقرار’’ التي اقترحتها جبهة التحرير الوطني، رد بلعيد ‘’ لقد تلقينا وثيقة من إخواننا في جبهة التحرير الوطني و سيتم الإعلان عن موقفنا والرد عن أصحابها في الوقت المناسب’’.
وأثناء تطرقه للحديث عن المشروع التمهيدي للدستور الذي عقد رئيس بوتفليقة اجتماعا مصغرا بشأنه، خلال الأيام الأخيرة، أكد بلعيد على ضرورة إشراك كافة الفئات الشعبية في النقاش حول تعديل هذه الوثيقة ومضمونها، قبل طرحها على الاستفتاء الشعبي، وعاد بلعيد للحديث عن أهم الاقتراحات التي سبق وأن تقدم بها سابقا لإثراء مشروع التعديل.
ع.أسابع