أكد وزير الدولة وزير الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة، أمس الثلاثاء، بأن إصدار نشريات تحذيرية للجزائريين المتوجهين إلى بعض الدول التي عرفت عمليات إرهابية «غير مطروح حاليا»، غير أنه لم يستبعد اتخاذ القرار مستقبلا، وقال بأن الحكومة حريصة على سلامة الجزائريين أينما وجدوا، داعيا الدول الأوروبية إلى مواجهة بؤر التطرف ومحاربة العداء للإسلام لمنع انتشار الكراهية.
دعا وزير الدولة وزير الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة، الدول الأوروبية التي واجهت اعتداءات إرهابية في الفترة الأخيرة، إلى معالجة ظاهرة «بؤر التطرف لديها»، وقال لعمامرة خلال الندوة الصحفية المشتركة التي عقدها مع نظيره الفرنسي، جون مارك ايرو، بأن الجزائر مستعدة لتقاسم تجربتها في مجال مكافحة الإرهاب مع كل الدول، وخاصة البلدان الإفريقية التي تواجه خطر المجموعات المسلحة.
وأوضح لعمامرة، بأن التهديد الإرهابي لا يعترف بالحدود، مضيفا بأن الإرهاب «موجود في أوروبا» في رده على محاولات بعض الأطراف الأوروبية باتهام دول خارج القارة بتصدير الإرهابيين إليها، داعيا الأوروبيين إلى مواجهة بؤر التطرف التي تشكلت لديها، والعمل كذلك على محاربة العداء للإسلام الذي يعد في نظر لعمامرة، من مسببات التطرف. ولم يستبعد وزير الخارجية، إمكانية إصدار نشريات تحذيرية للجزائريين الراغبين في التوجه إلى الخارج، خاصة إلى الدول التي شهدت أعمالا إرهابية وتفجيرات، مع تأكيده بأن القرار غير مطروح في الوقت الحالي، وقال لعمامرة «نحن لا نحذر الجزائريين من السفر وسنحرص على حمايتهم أينما وجدوا» وأضاف قائلا «نطلب منهم فقط أن يكونوا خير سفير لبلدهم»، مشيرا إلى إمكانية اتخاذ هذا القرار مستقبلا إذا تطلب الأمر ذلك.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الفرنسي، بأن بلاده ملتزمة بحماية حرية المعتقد للجميع، وتمتع كل فرد بحقه في ممارسة معتقداته الدينية، وقال بأن الحكومة الفرنسية، حريصة على عدم الخلط بين المسلمين والإرهابيين، مضيفا بأن السلطات الفرنسية بادرت إلى اتخاذ إجراءات لحماية أماكن العبادة سواء للمسلمين أو غيرهم من الاعتداءات.
فرنسا مهتمة بتجربة الجزائر في مكافحة التطرف
من جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي، بأن بلاده ترغب في تعزيز التعاون مع الجزائر لمحاربة الإرهاب، وقال «نريد العمل من أجل تعزيز التعاون لحماية مواطنينا»، موضحا بأن الأمر يتعلق بالتعاون الاستخباراتي وتبادل المعلومات، وتبادل التجارب حول مكافحة التطرف في أوساط الشباب، مضيفا بأن مكافحة تلك الظاهرة لن تتم دون احترام حقوق الإنسان وحقوق الأفراد والحريات الفردية والجماعية للمواطنين.
وفي الشق الاقتصادي، أوضح أيرو، أن الزيارة التي يقوم بها إلى الجزائر تمثل فرصة لتعميق الشراكة الاستثنائية بين البلدين، وقال «يتعين علينا الحرص على ضمان استمراريتها، وهذا ما سنسعى إلى تكريسه في إطار اللجنة الحكومية المشتركة رفيعة المستوى الجزائرية-الفرنسية». وأشار الوزير الفرنسي إلى أن الزيارة ستتناول التحضير «في أحسن الظروف» للاجتماع المقبل لهذه اللجنة المقرر مطلع أفريل المقبل.
كما أكد رئيس الدبلوماسية الفرنسية أنه «حامل لرسالة من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة و الوزير الأول عبد المالك سلال والشعب الجزائري»، وأوضح أيرو أن المحادثات التي سيجريها مع مسؤولين سامين جزائريين ستتمحور أساسا حول «المسائل الثنائية و الاقتصادية المتعلقة بالشباب» معربا عن أمله في «قطع أشواط» في بعض الملفات. وأضاف أنه سيتم أيضا التطرق إلى المسائل الإقليمية المتعلقة بالأمن والسلم و «كذا المكافحة المشتركة ضد الإرهاب». وقال وزير الخارجية الفرنسي، بأن اجتماع اللجنة المشتركة بين البلدين، المقررة شهر أفريل الداخل، ستتناول ملفات «رونو و بيجو والستوم»، مشيرا إلى أن الاجتماع سيتوج بالتوقيع على اتفاقيات تعاون جديدة في مجالات الصحة والتعليم.
أنيس نواري