رفض الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين السيد عليوي محمد تطاول فرنسا على الجزائر، قائلا بأن الإساءة لرئيس الجمهورية خط أحمر، مؤكدا أنه بيننا وبين فرنسا بحر من الدماء دماء المجاهدين و الشهداء واليتامى والمهجرين من أرضهم، و كذلك بيننا أحداث يمتد تاريخها لقرون، و من غير الممكن نسيانها أو تجاوزها.
و قال المتحدث أمس لدى إشرافه على الجمعية العامة الانتخابية لتجديد المكتب الولائي لاتحاد الفلاحين بميلة أن حق الشعب الجزائري في التعويض والمطالبة به سيبقى قائما إلى غاية تحقيقه، مثلما يبقى مطلب استرجاع الأرشيف الجزائري من أولويات الشعب، مؤكدا بأن الجزائر بشعبها وشهدائها وإمكاناتها كانت دوما عصية على فرنسا والحلف الأطلسي، اللذان عجزا عن مساومتها في دينها أو إسلامها وأخلاقها وعروبتها ولا في تغيير قبلتها الشريفة التي ارتضاها الله لها.
عليوي قال أن الجزائر التي تحترم إرادة الشعوب و لا تتدخل في سياساتها أو شؤونها الداخلية ترفض أن تقع تحت طائلة هذه الممارسات، وهذا الذي يجعلها تقف في صف شعب الصحراء الغربية التي تعتبر آخر مستعمرة في العالم، مشيرا في السياق إلى أن دول الخليج العربي تعرف جيدا مواقف الجزائر و ثباتها عليها سواء تعلق الأمر بالصحراء الغربية أو بفلسطين في المحافل الدولية، متمنيا أي يكون ما سمي بالحشد الإسلامي ليس ضد شعب أعزل و إنما يوجه لتحرير فلسطين، و عندها سيجد هؤلاء الشعب الجزائري بتاريخه المجيد و بأفعاله في مقدمة المحررين.
وبعدما وجه تحية إجلال وتقدير لسكان ولايات منطقة القبائل الرافضين للدعوات الانفصالية، نبه عليوي الفلاحين إلى ضرورة توخي الحذر من المخاطر المحدقة بالبلاد في ظل وضع اقتصادي رهيب و مشاكل على الحدود وأزمة مفتعلة من قبل بعض الجهات، التي تعمل على تجويع الشعوب عبر لجوئها إلى خفض أسعار البترول، مذكرا بالموقف المشرف للشعب السوري و دولته و وقوفه إلى جانب الجزائر أيام محنته الأخيرة، التي عاشها مطلع التسعينات حيث أمدت سوريا الفلاحين ببذور القمح وساعدته على تجاوز محنته.
الأزمة الاقتصادية السائدة حاليا في العالم وكذلك التنظيمات الإرهابية المفتعلة وأسمائها والمبتدعة مثل القاعدة و داعش وغيرهما و ثورات الربيع الذي سمي ظلما بالربيع العربي، بالرغم من كونه ربيعا غربيا حسب عليوي، يريد مفتعلوها يقول الأمين الوطني للفلاحين تغيير الأنظمة والسعي بعد ذلك لتغيير الشعوب، لكن تلك المناورات لا تنفع مع الشعب الجزائري العصي على هؤلاء ولا تثنيه عن التمسك بمواقفه و مناصرة الشعوب الضعيفة.عليوي بعد تثمينه لدعم رئيس الجمهورية للفلاحين ومسعى هؤلاء في التصدير خاصة في مجال الخضر والفواكه انتقل للحديث عن رفضه لسياسة الاستيراد التي جعلتنا إلى اليوم نستورد البذور وغبرة الحليب في الوقت الذي عجز فلاحو بعض الولايات عن إيجاد من يتكفل بتسويق إنتاجهم من الحليب، الذي يرمى في التراب، لينتقل بعد ذلك للحديث عن المصاعب التي تعترض الفلاحين بولاية ميلة في مقدمتها مشكلة حرمانهم من السقي من مياه سد بني هارون و نقص إمكانيات الدعم بالعتاد والثروة الحيوانية، مثمنا في ذات السياق جهد الدولة في تأمين الفلاحين والتكفل بالجوانب الاجتماعية لهم، داعيا إلى استغلال الفرصة الممنوحة من قبل الصندوق الوطني للعمال غير الأجراء للاستفادة من الامتيازات الممنوحة لهم.
إبراهيم شليغم