تأسيس مجلس أعلى للإفتاء ضرورة لمواجهة التطرف و توحيد الرؤى في العالم الإسلامي
اعتبر الداعية الإسلامي السوري محمد راتب النابلسي بأن مطلب إنشاء مجلس أعلى للإفتاء الإسلامي، تحول إلى ضرورة ملحة في زمننا الراهن، لمواجهة التطرف الفكري و الديني و الوقوف في وجه فوضى الفتاوى غير المؤسسة، لأن مجلسا يضم كل الطوائف و يجمع خيرة علماء الإسلام، سيكون مصدرا موثوقا و موحدا للقرارت التي تخص قضايا الأمة.
الداعية السوري محمد راتب النابلسي أكد أمس خلال لقاء مع الصحافة على هامش محاضرة فكرية توجيهية ألقاها بقصر الثقافة محمد العيد آل خليفة بقسنطينة، بدعوة من مديرية الشؤون الدينية و الأوقاف، بأن الظرف الراهن الذي يشهد فوضى في الإفتاء و تناميا للفكر المتطرف الهدام، يتطلب تدخلا جادا من قبل علماء الأمة و توحيدا لصفوفهم و جمع هيئات و مجمعات الفقه و الإفتاء المصرية و السعودية في مؤسسة عربية إسلامية موحدة، تكون عبارة عن مجلس أعلى للإفتاء يضم مختلف الطوائف و يوحد القرارات و الفتاوى، في ما يخص التساؤلات الفقهية و القضايا الدينية و الاجتماعية الجوهرية التي تخص الأمة، مشيرا إلى أن هذا المجلس، سيكون بمثابة الحل الأنسب لمشاكل المجتمعات الإسلامية و بوابة خلاص للأمة العربية التي أتعبتها الصراعات.
و قال رئيس هيئة الإعجاز القرآني بأن الوضع الذي نعيشه الآن، مع انتشار الأفكار الهدامة و الشريرة و بروز منظمات متطرفة تتحدث باسم الدين و تنسب صفة الإسلام لنفسها، هو نتاج للفهم الخاطئ للدين، فضلا عن مخططات خارجية استحدثت مثل هذه الحركات بهدف تفجير الأمة من الداخل، عن طريق نشر فتاوى غير مقبولة. مضيفا بأن الإسلام السوي و المعتدل توفيقي لا يحتمل الزيادة أو النقصان، لأن أية زيادة أو إنقاص يعتبر تحريفا، لذلك فإن أي اجتهاد يجب أن يشمل جانب الخطاب الديني الذي يتطلب دائما التطوير و التجديد بشكل متوازن يتماشى مع متطلبات العصر و يوفق بين الحاجات و المثل.
الداعية تطرق خلال المحاضرة التي حضرها أزيد من 400 فرد غصت بهم القاعة، إلى العديد من جوانب الحياة و أعطى لخطابه نوعا من الليونة و السلاسة و حتى الطرفة،ما جعل أعناق الحاضرين تشرئب لسماع حديثه، الذي تمحور في مجمله حول علاقة الإنسان بربه، وضرورة السعي إلى الله بقلب طيب و مستقيم، قبل أن يبتلينا الله ليس ليختبرنا بل ليذكرنا بعظمته و بذنوبنا.
كما تطرق المحاضر إلى جملة من المحاور المتعلقة بالأسرة و الفرد و المجتمع، و سبل النجاح في الدنيا و الفوز برضا الله في الآخرة.
نور الهدى طابي