بن غبريـط تدعـو الأســاتــذة إلى عدم الانســياق وراء الحــمــلات التي تستـهدف قطــاع التربية
دعت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط أمس الأساتذة إلى عدم الانسياق وراء الحملات التي تستهدف قطاعها، مجددة التزامها بالعمل على تحسين ظروف عمل المعلمين والأساتذة في الأطوار الثلاثة، والتكفل بتكوينكم بما يتوافق مع احتياجاتهم ومتطلبات مهنة التدريس، في الألفية الثالثة، سعيا لتحسين نوعية التعليم.
وفي رسالة وجهتها إلى المدرسين عشية عيدهم العالمي، المصادف للخامس أكتوبر من كل سنة، أكدت بن غبريط التزام قطاعها بالعمل على تحسين ظروف عمل الأساتذة والمعلمين والتكفل بتكوينهم بما يتوافق مع احتياجاتهم ومتطلبات مهنة التدريس، في الألفية الثالثة بهدف تحسين نوعية التعليم للجميع، معربة عن قناعتها بعدم استسلام أسرة التدريس لما وصفته ‘’ بالحملات التي يُراد بها إفشال المدرسين وإفقادهم››، ودعتهم إلى ‹›بعث الأمل في النفوس والتطلّع إلى المستقبل بشغف وأمل» وعدم الانسياق بالتالي وراء الحملات التي قالت أنها تستهدف القطاع.
كما دعت الوزيرة إلى مساهمة الجميع ‘’ كل في مستواه››، من أجل إرساء اقتصاد المعرفة، بتركيز الجهود على تنمية الاستثمار البشري، باعتباره موردا هاما بالنسبة لبلادنا التي تتطلّع إلى بناء مجتمع حديث، أعربت عن يقينها بأن تحقيق جودة التعليم متوقف، بدرجة كبيرة، على تكوين جيد وتأهيل الأساتذة وكفاءتهم البيداغوجية والمهنية وخصالهم الإنسانية، مشيرة في هذا الصدد، إلى أن منظمة اليونسكو، التي لاحظت ‹›النقص الكبير في عدد الأساتذة المكوّنين بشكل جيّد، عبر العالم›› مضيفة ‹› ولكن، ومهما كان السياق، فإن الأساتذة بحاجة، بل أنهم يطالبون بدورات تكوينية نوعية ومرافقة في مستوى المهام التي يؤدونها، وإن هذه المرافقة تقع أساسا على عاتق المفتشين››.وبعد أن شدّدت على ضرورة أن يكون التلميذ في صلب انشغالات الأسرة التربوية وأن يجد أذانا صاغية له، اعتبرت الوزيرة بأن المتاعب التي تعيشها المدرسة الجزائرية اليوم، ‹› وليدة التحوّلات والتحديات الجديدة التي يجب التكيف معها›› وقالت ‹› لعل أبرز مؤشر لهذا الوضع، هو عدم رضا الأولياء والتلاميذ، بل والمجتمع برمته، ليس فقط بمردود المدرسة بل وأيضا، بالطريقة التي تتم بها الدراسة والظروف التي تجري فيها››، معتبرة بأن ‹› هذه المتاعب ليست قدرا محتوما، و من الممكن أن نتقدم، ونذهب نحو تعليم ذي جودة، في مستوى المجتمع الحديث الذي نريد بناءه››.
وفي هذا لإطار، دعت الجميع في قطاعها إلى ضرورة استعادة ثقة المجتمع، بمضاعفة الجهود على الأقل، على ثلاثة مستويات، لخّصتها في ‘’ البيداغوجيا، الحوكمة وطريقة تسيير المؤسسات المدرسية والتكوين، مبرزة بأن وزارة التربية قد جعلت من البيداغوجيا، إحدى أولى أولوياتها لهذه السنة الدراسية.وبعد أن أشارت في ذات السياق، إلى ‹› تغيّر التلاميذ ومحيطهم، بعد أن أصبحت الإنترنيت وشبكات التواصل الاجتماعي تحتل مكانة خاصة في حياتهم، كما أصبح المتعلمون، اليوم، يدركون جيدا حقوقهم››، أكدت بن غبريط أن كل هذه الحقائق يجب أخذها بعين الاعتبار في الممارسة البيداغوجية داخل القسم، لهذه السنة الدراسية 2016-2017، وأشارت بالمناسبة إلى البرامج والكتب المدرسية الجديدة ( كتب الجيل الثاني ) للسنتين الأولى والثانية ابتدائي والسنة الأولى متوسط، وقالت ‘’ إن هذه التحديثات هي نتيجة حتمية لمسار إصلاح المدرسة، الذي بادر به رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة››.
وبخصوص الحوكمة وطريقة تسيير المؤسسات المدرسية، شددت بن غبريط على وجوب تحسينها باعتماد مؤشرات للنوعية وتبني تسيير جواري والالتزام بمبدأ محاسبة الذات وتقديم المقابل، فيما أبرزت بخصوص مجال التكوين بأن كل الأهداف المسطّرة تتطلب استثمارات هامة في مجال المرافقة وتأهيل الأساتذة والمفتشين، مشيرة إلى أن قطاعها قد عمد إلى إدخال تحسينات على برامج تكوين التأطير البيداغوجي، خاصة فئة الأساتذة والمفتشين.
على صعيد آخر جددت بن غبريط تعهداتها والتزامها ‹›بشكل تام››، لتعميق الحوار والتشاور مع جميع الشركاء الاجتماعيين، داعية كل أفراد الجماعة التربوية لتغليب روح المسؤولية حتى ينعم القطاع بالاستقرار على نحو دائم، لأن الاستقرار يعتبر شرطا أساسيا لتمدرس هادئ، يستجيب للمعايير العالمية››. ع أسابع