متعاملو الأثاث يطالبون بتمكين أصحاب المصانع من استيراد الخشب
• قادرون على تلبية الطلب المحلي والتوجه للتصدير نحو إفريقيا
طالبت اللجنة الوطنية لقطاع الأثاث بتقديم تسهيلات لأصحاب المصانع وتمكينهم من استيراد الخشب لإنقاذ مهنة صناعة الأثاث التي تعرضت للضرر بسبب ارتفاع أسعار المادة الأولية، ما تسبب في غلق ما لا يقل عن 1500 ورشة.
وأكد الشريف بعزيز رئيس اللجنة الوطنية لقطاع الأثاث، المنضوية تحت لواء الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الجزائريين، أن نشاط صناعة الأثاث قد تضرر خلال الأشهر الأخيرة بسبب ارتفاع أسعار المادة الأولية التي وصلت إلى أكثر من 100 بالمائة، ‹›بسبب الاحتكار›› ما تسبب – حسبه - في إعلان الكثير من أصحاب ورشات النجارة إفلاسهم وتوقفهم عن النشاط في هذا المجال الهام، ما أجبرهم على تسريح المئات من العمال المهنيين وإحالتهم على البطالة.
وحذر السيد بعزيز في تصريح للنصر بأن أسعار الأثاث ارتفعت بنسب كبيرة وصلت إلى 50 بالمائة فما فوق وهي مرشحة للارتفاع أكثر - كما قال- ما سيثقل كاهل المواطنين الذين سيقبلون على تجهيز بيوتهم، إذا ما لم تتخذ السلطات العمومية إجراءات جديدة لفائدة المهنيين.
وفي هذا الصدد أشار مسؤول العلاقات العامة في ذات اللجنة، جابر بن سديرة، في تصريح للنصر، إلى أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة بجعل استيراد الخشب حكرا على عدد قليل من المتعاملين، قد انعكس بالسلب على أسعار المادة الأولية وخاصة الخشب الصلب الذي ارتفع سعره بين 100 إلى 300 بالمائة، حيث قفز سعر المتر المكعب الواحد من هذا النوع من الخشب – كما ذكر، من 5 ملايين سنتيم إلى 15 مليون سنتيم، وهو ما تسبب في شل نشاط الكثير من الورشات في المدن الإنتاجية المعروفة بجودة أثاثها في وسط البلاد بكل من، السحاولة في الجزائر العاصمة والقليعة بولاية تيبازة والزاوية في ولاية البليدة.
و تطالب اللجنة الوطنية لقطاع الأثاث – حسب رئيسها، بـ ‹› السماح لأصحاب المصانع على وجه الخصوص باستيراد المادة الأولية باعتبار أن الإنتاج الوطني من الأثاث يتوقف على المادة الأولية المستوردة لعدم توفر الخشب المناسب داخل الوطن››.
مستوردو الأثاث مستعدون للتحول إلى الإنتاج
من جهة أخرى كشف رئيس اللجنة الوطنية لقطاع الأثاث إلى أن تنظيمه قد تقدم بطلب إلى السلطات العمومية من أجل تقديم تسهيلات لمختلف المتعاملين لأجل إنشاء قطب صناعي للأثاث بمسمى ‹› مدينة الأثاث ‹› في ولاية بومرداس، وقال ‹› لقد قدمنا مقترحنا إلى والي ولاية بومرداس وتلقينا ردا بالموافقة المبدئية منه على المشروع ‹›.
وأبرز الشريف بعزيز، بأن المقترح يتضمن إنشاء منطقة صناعية ومعرض دائم ‹› شاو روم ‹›، يضم العديد من الأجنحة، لفائدة المتعاملين وقال ‹› لقد قدم لنا ما لا يقل عن 50 مستوردا سابقا للأثاث ملفات لأجل فتح ورشات أو مصانع في هذه المنطقة (المشروع ) لكي يتحولوا إلى منتجين.
وأكد بعزيز وهو أحد كبار الصناعيين في الميدان، باعتبار أن له مصنعا للأثاث في الصين، بأن المهنيين الجزائريين قادرين على تلبية الطلب الوطني من مختلف أنواع الأثاث المطلوبة، والتوجه للتصدير، وخلق طفرة في هذا المجال من الإنتاج الذي من شأنه أن يشكل مصدر دخل هام من العملة الصعبة للبلاد فضلا عن قدرة مشروع ‹› مدينة الأثاث على خلق فرص كبيرة لنشاط شركات ومؤسسات المناولة.
كما أكد قدرة الصناعيين الجزائريين في هذا المجال على فرض المنافسة في الأسواق الدولية للأثاث في حال ما إذا قدمت لهم تسهيلات لتجسيد مشروع مدينة الأثاث وكذا تسهيلات للحصول على المادة الأولية وقال ‹› إن المهنيين الجزائريين يملكون الخبرة والمؤهلات الكافية لإنجاز قطع أثاث غاية في الجودة والنوعية وبمقاييس عالمية››.
مشروع ‹› مدينة الأثاث ‹› سيعطي قوة دفع للقطاع وللمناولة
وأضاف المتحدث ‹› لقد عدت مؤخرا من المشاركة في معرض دولي للأثاث بتركيا و قابلت العديد من المتعاملين الأجانب وخاصة الأفارقة الذين أبدوا إعجابهم بالإنتاج الوطني الجزائري، معربين عن فتح أسواقهم أمامه››وقال أن المحادثات التي أجراها إلى جانب عدد من المتعاملين الجزائريين استطاعت أن تستقطب مهتمين من عدد كبير من البلدان الإفريقية، وقال ‹› لقد عبر الكثير من متعاملي الأثاث الأجانب عن استعدادهم للتعامل مع الجزائر بدل الصين وروسيا وتركيا التي تسيطر حاليا على هذا المجال››.
وبحسب الشريف بعزيز فإن الجزائر بإمكانها اقتحام السوق الإفريقية بنجاح نظرا لموقعها حيث تعد بوابة القارة الإفريقية لأن بلدان القارة تستورد كل أنواع الأثاث من الصين وتركيا، ونحن الأقرب إليها.
وفي اتصالنا بوزارة التجارة لطرح انشغالات مهنيي صناعة الأثاث، قال مصدر مسؤول عبر خلية الاتصال للنصر أن ‘’ ملف صناعة الأثاث مطروح على مستوى وزارة الصناعة’’.
ع.أسابع