توفي العقيد بن مصطفى بن عودة الملقب «عمار»، عضو مجموعة 22 الذين فجروا الثورة التحريرية، صبيحة أمس، بأحد مستشفيات العاصمة البلجيكية بروكسل، عن عمر يناهز 93 سنة، بعد صراع ومعاناة مع المرض.
و قد نُقل الفقيد قبل يومين من عنابة، للعلاج في الخارج بعد تدهور حالته الصحية، أين كان يتابع العلاج في بلجيكا، رافضا الذهاب إلى فرنسا. و استنادا لعائلة المجاهد الفقيد، سيشيع جثمانه غدا الأربعاء بمقبرة زغوان بعنابة، تنفيذا لوصيته بأن يدفن بجوار قبر والده.
و خلال الزيارة التي قادت وزير المجاهدين الطيب زيتوني إلى عنابة يومي الأحد و الاثنين، كان مقررا زيارة الفقيد في بيته و الاطمئنان على حالته الصحية، و تشاء الأقدار أن يُبلغ الوزير خلال زيارته التفقدية إلى شطايبي صبيحة أمس، لتكريم عائلة الشهيد عمار شطايبي، بخبر وفاة عمار بن عودة، حيث نعاه الوزير وقال أن الجزائر تفقد برحيله أحد أبطالها و رجالها و مجاهديها و مناضليها من ثوارها الذي ترك تاريخا و جزائر مستقلة .
و أشار زيتوني قائلا « عند لقائي بالفقيد، حدثته عن تاريخه و مشاركته البطولية في الثورة، فقال لي « نحن أدينا إلا الواجب»، هؤلاء الرجال سنفتقدهم و سيتركون فراغا بالنسبة للجزائريين، و مجموعة 22 قدمت حياتها وفاء للجزائر و الجزائريين، و هؤلاء الرجال تركوا لنا الجزائر آمنة يجب الحفاظ عليها، و توحيد الصفوف و تقوية الجبهة الداخلية، لأن الجزائر لها أعداء في الماضي و اليوم أيضا لأن لها تاريخ حافل بالتضحيات.
كما قطع الوزير استكمال زيارته التفقدية، للتوجه إلى منزل عائلة الفقيد بحي السانكلوا، لتقديم واجب العزاء، و التشاور مع العائلة لأخذ جميع تدابير الجنازة، كما التقى بالمناسبة بعدد من رفقاء المرحوم.
للإشارة فإن المرحوم المجاهد عضو مجلس الثورة ابن مصطفى بن عودة المدعو عمار كان ضمن مجموعة 22 التاريخية التي فجرت الثورة التحريرية وأحد قادة المنطقة التاريخية الثانية وشارك في عدة معارك من بينها هجومات الشمال القسنطيني في 20 أوت 1955، وهو أحد أعضاء الوفد الجزائري الذي أدار مفاوضات إيفيان مع المستعمر الفرنسي ليواصل بعد الاستقلال في مختلف مواقع المسؤولية التي تقلدها أهمها سفير للجزائر في ليبيا ثم رئيس لمجلس الاستحقاق الوطني.
حسين دريدح
الرئيس بوتفليقة في برقية إلى عائلة بن عودة
الفقيد تميز بنكران الذات والدفاع عن ثوابت الأمة
أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، ان المجاهد المرحوم بن مصطفى بن عودة المدعو “عمار” الذي وافته المنية أمس الاثنين عن عمر ناهز ال93 سنة، هو “رفيق سلاح وقامة وطنية تميزت بنكران الذات وبالدفاع عن ثوابت الأمة في فترة صعبة مريرة التحم فيها الشعب لنصرة قضيته”.
وكتب رئيس الجمهورية في برقية تعزية بعث بها الى كافة أفراد أسرة المرحوم قائلا: «رزئت الجزائر اليوم في واحد من أبنائها الذين عاهدوا الله والشعب على أن يضحوا بأرواحهم لنصرة الحق وتحرير الأمة، فتوافدوا إلى ساحات الوغى ينشدون النصر أو الشهادة غير عابئين بجحافل العدو ولا بوسائله الفتاكة التي عاث بها في الأرض فسادا وقتلا وتدميرا».
وتابع رئيس الدولة قائلا: “إنه المغفور له بإذنه عمار بن عودة، المناضل في الحركة الوطنية والمجاهد في الثورة التحريرية والإطار الباني في صفوف الدولة الوطنية الحديثة، الذي انخرط في الأربعينيات من القرن المنصرم في الحركة الإستقلالية لحزب الشعب، ومنها انطلق في عدة نشاطات لاسيما ضمن المجلس الوطني للثورة، وشارك في الكثير من اجتماعات ومؤتمرات قادة ثورة التحرير كاجتماع مجموعة 22 ومؤتمر الصومام والحكومة المؤقتة الأولى”.
لقد اكتسب الفقيد --يضيف الرئيس بوتفليقة-- “خبرة وتجارب من نضاله الطويل مع قادة التحرير من أمثال زيغود يوسف والعربي بن مهيدي ومصطفى بن بولعيد، ومن إليهم من لداته الذين تتابع رزؤهم فمضوا الواحد تلو الآخر وكرت الأيام نحوه اليوم فانتقل إلى رحمة الله وعفوه مطمئن النفس مرضيا عليه بما قدم من أعمال جليلة لوطنه ومجتمعه، ولكن الذاكرة الوطنية ستبقى لا محالة على عهد صادق وذكر دائم لمسيرتهم الغراء”.
واستطرد رئيس الجمهورية قائلا: «وإذ أعزيه اليوم فإنما أعزي فيه رفيق السلاح، وقامة وطنية تميزت بنكران الذات وبالدفاع عن ثوابت الأمة في فترة صعبة مريرة، التحم فيها الشعب لنصرة قضيته، كما يلتئم شمله اليوم حول قضاياه المصيرية في الوحدة والأمن والاستقرار وبناء مؤسساته صونا لعهد الشهداء ووديعة كل من أخلص للجزائر».
وخلص الى القول: «فببالغ التأثر وبنفس راضية بقضاء المولى وقدره أرفع راحتي بالدعاء متضرعا إلى المولى جلت رحمته العالمين أن يكرم وفادته ويبوئه المقام الكريم الذي ارتضاه لإخوانه من الشهداء، ويلهم بنيه وحرمه وكل أفراد أسرته الكريمة ورفاق السلاح جميل الصبر وعظيم السلوان، وأعرب لهم كافة عن عزائي الصادق ودعائي الخالص للمولى أن يحفظهم ويجعل حزنهم هذا خاتمة الأحزان، إنه سميع مجيب الدعاء».
«وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون».
رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح
بن عودة من نخبة الوطنيين الكبار الذين شكلوا نواة الثورة
أشاد رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح بمناقب المجاهد عمار بن عودة الذي وافته المنية أمس ببروكسل عن عمر ناهز 93 سنة، و بنضالاته وتضحياته إبان الثورة التحريرية وبعد الاستقلال، وتميزه بشرف تحمله نخبة من الرجال الوطنيين الكبار الذين ضمتهم مجموعة الـ 22 التي أصدرت بيان أول نوفمبر.
وفي برقية تعزية بعث بها إلى عائلة المرحوم، شدد بن صالح على أن المجاهد بن عودة يحمل شرف نخبة من الرجال الوطنيين الكبار الذين شكلوا في خمسينيات القرن الماضي، النواة الذهبية الصلبة لاندلاع الكفاح المسلح، عندما أصدرت مجموعة الـ 22، و هو منهم، بيان أول نوفمبر، واصفا المرحوم المجاهد بن عودة بأنه من معدن الطليعة، ومن طينة رجال الصف الأول.
ق/و
رئيس المجلس الشعبي الوطني السعيد بوحجة
اسـم بـن عـودة ارتبـط بـكـل مــراحـل الثــورة
بعث رئيس المجلس الشعبي الوطني، السعيد بوحجة، برقية تعزية الى عائلة الفقيد المجاهد بن مصطفى بن عودة، ، أبرز فيها مناقب الرجل الذي «ارتبط اسمه بكل المحطات الهامة لثورة اول نوفمبر المجيدة».
وقال السيد بوحجة أن الجزائر فقدت في الراحل «أحد أبرز رجالها الذين ارتبط اسمهم بكل المحطات الهامة لثورة أول نوفمبر المجيدة قبل اندلاعها وفي حضنها وإلى غاية استرجاع السيادة الوطنية وبناء الدولة».
وبهذه المناسبة الاليمة، أعرب رئيس المجلس الشعبي الوطني لأسرة الفقيد باسمه ونيابة عن كافة النواب في المجلس الشعبي الوطني، ب»أصدق التعازي وأخلص المواساة راجيا من الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يلهم كافة أهله وذويه وإخوانه ورفاق دربه جميل الصبر والسلوان».