أعلنت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط عن انطلاق الاستشارة بخصوص تأجيل تنظيم امتحانات شهادة البكالوريا بعد غد الإثنين على مستوى الأرضية الرقمية للديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، لتخص الطلبة والأساتذة والمفتشين.
وأوضحت بن غبريط في تصريح هامشي خلال الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، أن الاستشارة هدفها الأخذ بعين الاعتبار ردود أفعال التلاميذ والأولياء بخصوص إمكانية تأجيل تنظيم امتحانات البكالوريا، بالنظر إلى حرص قطاعها على الاستماع الدائم لكافة الأطراف بشأن القضايا المتعلقة بالقضايا التربوية.
قائلة إن الإجراء تم اتخاذه بالتنسيق مع جمعيات أولياء التلاميذ والشركاء الاجتماعيين، ويتعلق باستشارة التلاميذ مباشرة، باستعمال الوسائل التكنولوجية التي يتوفر عليها القطاع، لتحقيق هذا الهدف وبالسرعة المطلوبة، موضحة بان المبادرة تتعلق بطرح سؤال يتعلق بالحفاظ على مواعيد امتحانات البكالوريا المحددة مسبقا والتي تمتد ما بين 3 إلى 7 جوان المقبل أي خلال شهر رمضان، أو اعتماد مقترح آخر لتنظيم الامتحانات ما بعد هذا الشهر، بالنظر إلى ما عاشه التلاميذ خلال الفصل الثاني وأدى إلى التأثير عليهم، جراء إضراب نقابة الكنابست، الذي استمر أزيد من شهرين على مستوى بعض الولايات، بغرض تمكينهم من الإعداد الجيد.
وقالت الوزيرة رغم أن الإضراب لم يمس كافة المؤسسات التعليمية، غير أن ذلك أقلق التلاميذ وأثر عليهم من الناحية البسيكولوجية، في حين أن هدف الوزارة هو نجاح الطلبة في هذه الامتحانات المصيرية، لذلك تم اقتراح استشارتهم بشأن الالتزام بالموعد المحدد مسبقا للبكالوريا، أي خلال رمضان أو تنظيمها بعد هذا الشهر.
وأوضحت بأن تنظيم البكالوريا بعد رمضان سيتم على مرحلتين بسبب توسط عطلة نهاية الأسبوع تاريخ إجرائها، إذ سيمتحن الطلبة الثلاثة أيام الأولى، ليستفيدوا من فترة للراحة والمراجعة خلال عطلة نهاية الاسبوع أي يومي الجمعة والسبت، ليتم استئناف الامتحانات من جديد، معلنة بان الاستشارة ستنطلق هذا الإثنين عبر الارضية الرقمية للديوان الوطني للامتحانات والمسابقات بالنسبة لتلاميذ الاقسام النهائية، في حين ستتم بالنسبة لأساتذة التعليم الثانوي ومفتشين التربية الوطنية على مستوى الارضية الرقمية للوزارة، وسيطرح على جميع المعنيين أي الاساتذة والمفتشين والتلاميذ السؤال التالي، هل انتم مع تأجيل امتحانات البكالوريا او الالتزام بمواعيدها المحددة مسبقا، ليتم بعدها تحليل النتائج حسب الجنس والولاية ومقر الإقامة وكذا مواد التدريس بالنسبة للأساتذة، للكشف عن نتائج الاستشارة فور ذلك. لطيفة/ب
دعوات لإشراك الأساتذة في الاستشارة وإسقاط التلاميذ
النقـابات والأوليـاء بيــن مرحـب وداع للتــأني
رحبت أغلب التنظيمات النقابية المعتمدة في قطاع التربية ومنظمات أولياء التلاميذ التي اتصلت بها النصر أمس بمقترح تأجيل تاريخ إجراء امتحانات البكالوريا إلى 19 من شهر جوان عوض الثالث من نفس الشهر ولكنها اختلفت في تحديد الأطراف التي يجب أن تشملها الاستشارة التي قررت وزارة التربية فتحها بهذا الشأن، في إطار بحثها عن ‹›توفير أفضل حظوظ النجاح للتلاميذ ومراعاة للقلق الذي عاشوه خلال مدة الإضراب الأخير الذي شهده قطاع التربية››.
فقد رحب الأمين العام للإتحادية الوطنية لعمال التربية( أفنتيو )، المنضوية تحت لواء الإتحاد العام للعمال الجزائرين، فرحات شابخ، بمبادرة الوزارة التي تقترح فتح الاستشارة الخاصة برصد المواقف حول إمكانية تأخير تواريخ إجراء امتحانات البكالوريا إلى 19 جوان، وقال أن تنظيمه النقابي كان من أوائل الذين دعوا إلى تأخير تاريخ إجراء امتحانات البكالوريا قبل الإعلان عن توقيف نقابة ‹›كنابيست ‹› لإضرابها المفتوح، مضيفا ‹› أعتقد أن الدعوة إلى تأخير الامتحان كانت مطلبا أيضا للأولياء وللتلاميذ الذين عبروا عن رغبتهم إجراء اختبارات البكالوريا خارج شهر رمضان››.
وتقترح الإتحادية الوطنية لعمال التربية توسيع الاستشارة إلى الأساتذة باعتبار أن التصحيح سيجري خلال فترة العطلة ( في شهر جويلية ) والأولياء وعدم تركها حكرا على التلاميذ.
الفرصة ستكون مواتية لاستدراك الدروس الضائعة
من جهته ثمن رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين (إنباف )، الصادق دزيري المقترح وقال أن تنظيمه النقابي مع تأجيل تاريخ إجراء انتخابات البكالوريا إلى أيام 19-20- 21 / 23 و24 جوان، عوض التواريخ السابقة التي كانت بين 3 و7 جوان، ولكنه اشترط موافقة أهم الأطراف وهم التلاميذ والأساتذة والأولياء.
ويرى رئيس ‹› إنباف بأنه رغم أن المدة الفاصلة بين التواريخ المحددة سلفا والتواريخ المقترحة، غير بعيدة إلا أن الأيام الفاصلة بين 3 جوان و19 جوان تسمح للتلاميذ بالتركيز أكثر واستدراك أكبر عدد من الدروس الضائعة بالنسبة للتلاميذ الذين تأخروا في تنفيذ البرنامج بسبب الإضراب الأخير الذي شهده قطاع التربية.
وتعاطت بدورها الاتحادية الوطنية لعمال التربية التابعة للنقابة الوطنية لمستخدمي الإدارة العمومية (سناباب)، بإيجابية مع اقتراح الوزارة حيث قال رئيس الاتحادية بلعموري لغليظ للنصر أن تنظيمه النقابي قدم موافقته للوزارة خلال اللقاء الذي جمع وزيرة القطاع نورية بن غبريط بالشركاء الاجتماعيين لقطاعها.
وأضاف لغليظ ‹› لقد جاء ترحيبنا بمقترح الوزارة الذي ثمنه ممثلو أولياء التلاميذ لكون 19 جوان سيكون بعد رمضان ما يجعل التلاميذ يجرون الامتحانات في كامل الأريحية وقد تمكنوا من استدراك الدروس الضائعة››.
الإستشارة يجب أن تقتصر على الأساتذة والأولياء
أما رئيس النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، ( سنابيست ) مزيان مريان، فدعا إلى التأني في اتخاذ مثل هذا القرار ودعا إلى ترك المجال وإعطاء المزيد من الوقت للجنة البيداغوجية الوطنية التي يرأسها المفتش العام للبيداغوجيا، التي أسندت لها مهمة تقييم مدى التقدم في استدراك الدروس الضائعة، وقال ‹› يجب أن نضع في الحسبان أن تاريخ 19 جوان المقترح كخيار لتنظيم البكالوريا سيكون مؤشر درجة الحرارة خلاله مرتفعا للغاية، سيما في ولايات الجنوب، كما أن موعد تصحيح امتحانات البكالوريا سيكون على حساب عطلة الأساتذة، لذلك يجب القيام بدراسة علمية ‹›.
واعترض مريان على فكرة استشارة التلاميذ في موضوع تنظيم البكالوريا وفضل توجيه الاستشارة نحو الأساتذة والأولياء لأن التلميذ – كما أضاف المتحدث – بحاجة أكثر لتهيئة الشروط الظرورية لإجراء الامتحانات لا أكثر.
وذهب الأمين العام للنقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين ( ساتاف)، بوعلام عمورة في نفس الاتجاه ، حيث اعترض على إشراك التلاميذ في الاستشارة التي أعلنت عنها وزيرة القطاع وقال ‹› أنا غير موافق على مقاربة السيدة الوزيرة بهذا الخصوص، لأنه إن كنا بحاجة لفتح استشارة حول تقديم أو الإبقاء على الموعد المحدد سلفا لإجراء امتحانات البكالوريا، فإن الأمر يجب أن يقتصر على الأساتذة والمفتشين والشركاء الاجتماعيين نظرا للظروف المناخية الصعبة التي ستنظم فيها البكالوريا في التواريخ المقترحة بداية من 19 جوان.
وأضاف الأمين العام للساتاف بأن تنظيمه النقابي كان يأمل لو تم تأخير الإعلان عن مبادرة الوزيرة إلى شهر أفريل أي إلى ما بعد عطلة الربيع.
موافقة أغلبية التلاميذ ضروري
وسارت رئيسة الفدرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ، جميلة خياري في ركب الذين ثمنوا المقترح الذي أعلنت عنه وزيرة التربية الوطنية، وقالت أن الفدرالية مع تأخير تواريخ إجراء امتحانات البكالوريا إلى ما الـ 19 جوان، لتمكين التلاميذ من تجاوز ما وصفته بحالة القلق التي عاشوها بسبب الإضراب الأخير.
وقالت خياري أن الفدرالية كانت من بين الداعين إلى إتخاذ الإجراءات المناسبة بعد تقييم مدى التقدم في الدروس، والذهاب إلى تأجيل إجراء هذا الامتحان إذا كانت مصلحة التلميذ تقتضي ذلك.
كما أعربت المتحدثة عن يقينها بأن التأجيل المقترح إلى ما بعد رمضان ‹›أفضل››، باعتبار أن ذلك من شأنه – كما ترى - أن يمكّن من تحقيق نتائج أفضل أيضا للمنظومة التربوية، وقالت أن تنظيمها يثمن فتح الاستشارة التي أعلنت عنها وزيرة القطاع نورية بن غبريط.
من جهة أخرى أعربت رئيسة الفدرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ عن أملها في أن يحظى ذات المقترح بموافقة أغلبية التلاميذ ‹› لأن ذلك في مصلحتهم ويساعدهم على التحضير الجيد واستدراك الدروس الضائعة بسبب الإضراب بالنسبة لتلاميذ عدد من الولايات››.
كما ثمن رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ خالد أحمد تأجيل تاريخ إجراء البكالوريا، من 03 إلى 19 جوان ورحب بتوسيع الاستشارة إلى التلاميذ ‹› باعتبار أنهم المعنيون الأوائل›› والمفتشين ‹› باعتبارهم الجهة التي تشرف على تقييم مدى التقدم في تنفيذ وحدات البرنامج الدراسي السنوي ‹›.
ويرى رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ، علي بن زينة أن الوزارة كان بإمكانها اتخاذ القرار الذي تراه مناسبا ومؤسسا لتأجيل تنظيم البكالوريا دون اللجوء إلى هكذا استشارة مقدرا بأن استشارة التلاميذ ‹› قد تكون في غير محلها.
ع.أسابع