دعا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة المرأة الجزائرية إلى مضاعفة جهودها في خدمة الأسرة والوطن، لتكون في مستوى الآمال المعلقة عليها والمسؤولية الموكلة لها في بناء مستقبل البلاد، مؤكدا على الجهود التي قامت بها الدولة لترقية المرأة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وجعلها في مساواة مع أخيها الرجل.
وجّه رئيس الجمهورية رسالة إلى المرأة الجزائرية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، في احتفالية احتضنها فندق الأوراسي بالعاصمة وترأسها الوزير الأول أحمد أويحيى وحضرها الطاقم الحكومي وشخصيات سياسية وثقافية ومجاهدات وممثلين عن المجتمع المدني، وقرأها نيابة عنه وزير العدل وحافظ الأختام طيب لوح، أثنى فيها على دور المرأة منذ الثورة المجيدة ومساهمتها في تحقيق الاستقلال، وصولا إلى معركة البناء والتشييد وتربية الأجيال وضمان استقرار ووحدة الوطن وترقيته اقتصاديا وسياسيا.
وأكد عبد العزيز بوتفليقة أن ثورة نوفمبر المجيدة أثمرت عديد المكتسبات، فبالإضافة إلى تحرير وطننا المفدى، تم تحرير المرأة سياسيا ومنحها حقوقا ومساواة منذ ظهور الدولة الجزائرية المستقلة، ويعد ذلك وفق تقديره، ثمرة من ثمار مساهمة ابنة الجزائر في الثورة الخالدة، لتتواصل الجهود من أجل استمرار هذا الخيار، سيما فيما يتعلق بترقية حقوق المرأة وجعلها سياسيا واجتماعيا في مساواة مع أخيها الرجل، وكذا تكريس التساوي بين بنات وأبناء الوطن في فضاء التدريس والتعليم، حيث أصبحنا نشهد تقدم الطالبات في العدد على إخوانهم الطلاب.
ودعا رئيس الجمهورية المرأة لمضاعفة جهودها لتكون في مستوى الآمال المعلقة عليها والمسؤولية الموكلة إليها في بناء مستقبل البلاد، مؤكدا بأن المرأة اليوم في طليعة قوى البلاد، وحصن من الحصون الضامنة للمستقبل والرقي، وكسب الرهانات القادمة في دعم مقومات المجتمع، في إطار مبادئ التسامح والتآزر والاعتدال والحداثة، ودولة القانون والحس المدني، والحرص على بناء الاقتصاد لضمان رفاهية مستمرة لصالح الأفراد.
وناشد الرئيس النساء الجزائريات للتكفل بواجباتهن العديدة في خدمة الأسرة والوطن، بالنظر إلى مكانتهن عددا وموقعا، وكذا التحديات التي تقف في وجه البلاد في عالم يشهد تطورات متسارعة، مذكرا بالدور الفعال الذي قامت به الدولة لترقية مشاركة المرأة في مختلف مناحي الحياة، إذ سمحت التدابير الدستورية والتشريعية الأخيرة بتحسين تمثيل النساء برلمانيا، فأضحى عددهن يقترب من 130 برلمانية، فضلا عن التوسيع المستمر لتمثيلهن في المجالس المحلية المنتخبة، إذ استمر العمل خلال عشرية كاملة لترسيخ وترقية مكانة المرأة في الفضاء السياسي، مع تواصل العمل لبلوغ هدف المناصفة ما بين المرأة والرجل في عالم الشغل، وترقية وصولها إلى مناصب المسؤولية في المؤسسات والإدارات العمومية، وفي الفضاء الاقتصادي.
وقال الرئيس إنه يحق للجزائريين والجزائريات الاعتزاز بما ولجته المرأة من مجالات في عالم الشغل، ليس في بعض المهن ذات الطابع الاجتماعي فحسب، كما هو الحال في دول أخرى، بل حتى في سلك القضاء والدفاع الوطني ، حيث أصبحت الجزائرية تتقلد أسمى الرتب وتتحمل أعلى المسؤوليات، وفي الشق الاقتصادي أكد القاضي الأول للبلاد الاهتمام الموجه إلى المرأة الريفية بتمكينها من عديد الأجهزة للمساهمة في التنمية الاقتصادية، كما باتت المرأة تقترب من التساوي مع أخيها الرجل في إنشاء المؤسسات الاقتصادية، خاصة في جيل الشباب، قائلا:" إننا نعتز بالمسؤوليات الريادية التي تتبوؤها المرأة في المجال الاقتصادي، بقيادتها لمؤسسات اقتصادية هامة، وحتى في قيادة حركات أرباب العمل".
وقال الرئيس أن يوم الثامن مارس أردناه متميزا في مجتمعنا، لأنه يؤرخ لكل انطلاقة حاسمة للمرأة الجزائرية التي ارتقت عبر الزمن بفضل رصيد وطني ثري يدفع بها إلى أن تبقى على الدوام عنصر أمان واطمئنان وعنوان أصالة وحضارة، ورمز جهد واجتهاد داخل الأسرة والمجتمع، تمارس حقوقها وتؤدي واجباتها في كنف الحرية والعدالة والمساواة، موضحا بأن المرأة شاركت بطريقة فعالة في الصمود في وجه الاحتلال، وفي ثورة نوفمبر المجيدة، انطلاقا من قناعتها أن حريتها لا تنفصل عن حرية الأوطان، قائلا إنه بهذه المناسبة ينحني بإجلال وإكبار أمام التضحيات الجسام لأرواح شهيدات وشهداء الوطن، مغتنما الفرصة ليزف تحية التقدير والإكبار للأخوات المجاهدات متمنيا لهن الصحة وطول العمر، لكي يعشن المزيد من تقدم الجزائر اللاتي ساهمن في تحريرها. لطيفة/ب
100 رئيسة دائرة حاليا، بدوي بمناسبة الثامن مارس
سيكــون للمــرأة دور أكبـــر مستقبــلا في قطاع الجماعــات المحليــــة
أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، نور الدين بدوي، أن المرأة الجزائرية سيكون لها مستقبلا على مستوى دائرته الوزارية "دور أكبر" في تحمل المسؤولية سواء على المستوى المركزي أو المحلي، مشيدا بكونها مؤهلة وقادرة على تحمل هذه المسؤولية بالنظر لكفاءتها وقدرتها على مواجهة كل الصعاب المحتملة.
و قال السيد بدوي على هامش حفل نظمته وزارة الداخلية أول أمس الخميس على شرف إطاراتها و موظفاتها بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة المصادف للثامن مارس من كل سنة، أن السيدات سيكون لهن مستقبلا "دور أكبر في تحمل المسؤولية من خلال مختلف المناصب التابعة لوزارة الداخلية سواء على المستوى المركزي أو المحلي وهن جديرات بتحمل هذه المسؤولية" .
و يتم حاليا بذل المزيد من الجهود لتصل المرأة الجزائرية إلى المكانة التي تستحقها - كما قال - بعد أن أثبتت قدرتها اليوم على مواجهة الصعاب ، تماما كما فعلت بالماضي القريب و البعيد ، مشيرا إلى أن هناك 100 رئيسة دائرة على المستوى الوطني وهن يعملن للنهوض بهذا الوطن و الارتقاء به إلى مستقبل أفضل.
و أشار الوزير إلى أنه وعلى عكس ما يظن البعض "فليس كل السيدات الملتحقات بالقطاع يعملن بالوسط الحضري أو المدن الكبرى"، فهناك نساء تمارسن مهامهن في مناطق نائية و "هو ما يؤكد عزيمة المرأة الجزائرية و قوتها في كل الظروف".
و اعتبر أن المرأة في بلادنا فرضت نفسها في مختلف الميادين و المجالات العملية "بفضل جهودها"، و هي تستمد قيمها من قيم نساء الجزائر اللواتي ساهمن في إرساء التاريخ العريق لبلادنا.
كما ذكر الوزير بجهود و إرادة رئيس الجمهورية السيد، عبد العزيز بوتفليقة، و حنكته السياسية لتكريس حقوق المرأة الجزائرية دستوريا و التي جاءت لتضعها في مكانتها الحقيقية، ليذكر بـ"وقوفها إلى جانب أخيها في فترة العشرية السوداء لحماية الوطن و الدفاع عنه تماما كما فعلت في سبيل أن تنال الجزائر استقلالها حيث ضحت بالنفس و النفيس في سبيل تحقيق هذه الغاية".
و عرف الحفل المنظم من قبل وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية بمناسبة الثامن مارس تكريم موظفات و عاملات القطاع من مختلف المناصب، إضافة إلى تكريم عدد من منتسبات لسلكي الحماية المدنية و الأمن الوطني.
كما عرف الحفل تكريم عدد من الإعلاميات من وسائل إعلام وطنية عمومية و خاصة، حيث أكد الوزير نور الدين بدوي أهمية دور الإعلام لمرافقة التحديات التي تواجهها الجزائر في مختلف المجالات، إذ "لا يمكن أن نعمل لوحدنا من أجل أداء مهامنا كما يجب"- يضيف الوزير.
قايد صالح في رسالة للمستخدمات بالمؤسسة
المرأة أضحت تسهم في مسار تطوير وعصرنة الجيش
أشاد نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق، أحمد قايد صالح، بجهود كافة المستخدمات العسكريات والمدنيات الشبيهات التابعات للجيش في رسالة تهنئة وجهها لهن بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة.
وقال الفريق أحمد قايد صالح في رسالة التهنئة إن المرأة الجزائرية «أضحت غداة الاستقلال تسهم في مسار تطوير و عصرنة الجيش الوطني الشعبي، وتبذل الجهود المعتبرة في مختلف القطاعات من قيادات القوات والدرك الوطني، والحرس الجمهوري والصحة العسكرية والإسناد وتسيير الموارد البشرية، والنشاط الاجتماعي، والإدارة المالية والإعلام والرياضة، مما أهلها لتقلد الرتب السامية وشغل الوظائف العليا في مؤسستنا العسكرية العريقة».
ودعا نائب وزير الدفاع الوطني المنتسبات إلى المؤسسة العسكرية إلى «بذل المزيد من الجهد والمثابرة والتحدي، على غرار أسلافهن في جيش التحرير الوطني اللواتي أبهرن العالم بصمودهن ورسمن بذلك صورة مثالية للمرأة الجزائرية المناضلة».
وفي هذا الصدد، أكد رئيس الأركان أن المرأة الجزائرية «ساهمت بفعالية منذ أن وطئت أقدام الاحتلال الفرنسي هذه الأرض الطاهرة سنة 1830، حيث أبانت عن قدرات خارقة تعكس وعيها بالمسؤولية الملقاة على عاتقها وحسها الوطني»، مضيفا أن «التاريخ سجل لها الكثير من المواقف البطولية التي ستبقى درسا للأجيال القادمة».
كما نوه الفريق قايد صالح بمثابرة الملتحقات حديثا بمدارس أشبال الأمة، مما ينم -كما قال-عن «إرادة قوية وطموح جاد في التفوق وتبوء المراتب السامية في الجيش الوطني الشعبي».
مساهل يشيد بالدور المتميّز الذي أصبحت تلعبه المرأة في قطاع الدبلوماسية
أكد وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل أن المرأة الدبلوماسية أصبحت تتقلد المهام السامية على مستوى الإدارة المركزية والمصالح الخارجية في الوزارة.
وقال مساهل في كلمة له أول أمس الخميس خلال حفل تكريمي أقيم على شرف النساء العاملات بوزارة الشؤون الخارجية احتفاء باليوم العالمي للمرأة، حضره إطارات و مسؤولو الوزارة، إن "المرأة الدبلوماسية أصبحت اليوم تتقلد المهام السامية سواء على مستوى الإدارة المركزية أو المصالح الخارجية"، داعيا إياها إلى "المشاركة الفعالة في رفع التحديات التي تواجه بلادنا".
وبالمناسبة، هنأ الوزير المرأة الجزائرية بهذا العيد، منوها بـ"المكاسب الكبيرة التي تم تحقيقها في هذا المجال بفضل السياسة الحكيمة لرئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، الذي أولى ولا يزال يولي أهمية بالغة لترقية وحماية حقوق المرأة".
كما أشاد وزير الشؤون الخارجية بـ"الدور المتميز الذي أصبحت تلعبه المرأة الجزائرية عامة والعاملات في قطاع الدبلوماسية خاصة"، مشجعا إياها على "مواصلة العمل والعطاء لتبوء المكانة التي تليق بها في هذا المجال".
وثيقة
رسالة رئيس الجمهورية بمناسبة إحياء اليوم العالمي للمرأة
بعث رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة برسالة إلى النساء الجزائريات بمناسبة إحياء اليوم العالمي للمرأة المصادف للثامن من مارس من كل سنة فيما يلي نصها الكامل:
«بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين
أيتها السيدات الفضليات
أخواتي العزيزات
الثامن من مارس موعد دأبنا على أن نلتقي فيه ومحطة يجدر بنا أن نتوقف عندها لنتذكر معا موضوعا يمتد ليتجاوز الأوطان ويشمل المعمورة جمعاء عيد المرأة العالمي المناسبة الرمزية التي نستعرض فيها مسيرة نضال ومكتسبات حرائر الجزائر اللواتي استطعن عبر كل المراحل والمحطات أن يثبتن بكل استحقاق وجودهن وجدارتهن.
هو يوم أردناه متميزا في مجتمعنا لأنه يؤرخ لكل انطلاقة حاسمة للمرأة الجزائرية التي ارتقت عبر الزمن بفضل رصيد وطني ثري يدفع بها إلى أن تبقى على الدوام عنصر أمان واطمئنان عنوان أصالة وحضارة و رمز جهد واجتهاد داخل الأسرة والمجتمع تمارس حقوقها وتؤدي واجباتها في كنف الحرية والعدالة والمساواة.
لقد شاركت المرأة الجزائرية مشاركة فعالة في الصمود في وجه الاحتلال وفي ثورة نوفمبر المجيدة, انطلاقا من قناعتها أن حريتها لا تنفصل عن حرية الأوطان.
وفي هذه المناسبة أنحني بإجلال وإكبار أمام التضحيات الجسام لأرواح شهيدات و شهداء الوطني تغمد الله أرواحهن الطاهرة الزكية بواسع رحمته.
كما أغتنم هذه المناسبة لأزف تحية التقدير والإكبار لأخواتي المجاهدات متمنيا لهن الصحة و طول العمر لكي يعشن المزيد من تقدم الجزائر اللاتي ساهمن في تحريرها.
أيتها السيدات الفضليات
يحق اليوم للمرأة الجزائر وهي تحتفل بهذه المناسبة العالمية أن تستحضر بفخر واعتزازي ما حققته من مكاسب وأن تعدد الإنجازات وأن تحصي ما قطعته من أشواط على درب التقدم والتطور تعزيزا لمكانتها ومكتسباتها لأن تكون مثالا في محيطها الحضاري والإقليمي.
أيتها السيدات الفضليات
لقد أثمرت ثورة نوفمبر المجيدة العديد من المكتسبات فبالإضافة إلى تحرير وطننا المفدى نجدُ مكتسبات أخرى من بينها تحرير المرأة سياسيا وإعطائها حقوقا ومساواة منذ ظهور الدولة الجزائرية المستقلة وهي ثمرة من ثمار مساهمة ابنة الجزائر في تلك الثورة الخالدة.
ولقد عملنا جاهدين لاستمرار هذا الخيار فيما يتعلق بترقية حقوق المرأة وجعلها سياسيا واجتماعيا في مساواة مع أخيها الرجل.
يحق لشعبنا أن يعتز بتكريس التساوي بين بناته وأبنائه في فضاء التدريس والتعليمي بل نشهد في الميدان تقدم الطالبات في العدد على إخوانهن الطلاب.
كما يحق للجزائريين والجزائريات أن يعتزوا بكل ما ولجته المرأة من مجالات في عالم الشغل ليس في بعض المهن ذات الطابع الاجتماعي فحسب مثلما يوجد في دول أخرىي بل حتى في سلك القضاء وفي الدفاع الوطني وأسلاك الأمني وحيث أصبحت الجزائرية تتقلد أسمى الرتب وتتحمل أعلى المسؤوليات.
أما في المجال الاقتصادي فقد باتت المرأة تقترب من التساوي مع أخيها الرجل في إنشاء المؤسسات الاقتصادية و خاصة في جيل الشباب ونعتز بالمسؤوليات الريادية التي تتبوؤُها المرأة في المجال الاقتصادي بقيادتها لمؤسسات اقتصادية هامة وحتى في قيادة حركات أرباب العمل.
وأريد هنا أن أُذكِّر كذلك بالدور الفعال الذي قامت به الدولة في ترقية المشاركة الاقتصادية للمرأة الريفية من خلال عدد من أجهزة تشجع مبادراتهن وفي سياق هذا التطور النوعي كله أقدمنا منذ عشرية على ترسيخ وترقية مكانة المرأة في الفضاء السياسي.
ولقد سمحت التدابير الدستورية والتشريعية التي اتخذناها بجعل الجزائر اليوم رائدة في مجال وجود المرأة في برلماننا بما يقترب من 130 برلمانية كما يحق لنا أن نعتز بالتوسيع المستمر لعدد النساء في المجالس المحلية المنتخبة.
ذلكم هو النهج الذي أردنا مواصلة التقدم فيه بما تم إقراره في التعديل الدستوري الأخير من مسؤولية الدولة بالعمل من أجل الوصل إلى المناصفة بين المرأة والرجل في عالم الشغل وكذا على ترقية وصول المرأة إلى مناصب المسؤولية في المؤسسات والإدارات العمومية و كذا في الفضاء الاقتصادي.
وباختصار يحق للجزائر أن تعتز بكل ما اكتسبته المرأة من حقوق ومكانة في جميع المجالات وسيسجل التاريخ هذا التقدم الملموس والملحوظ كما سيسجل ما أثبتته المرأة الجزائرية ليس في مرحلة الكفاح التحرري فحسب بل على مدى ستة (6) عقود من البناء والتشييد تحت شمس الاستقلال وكذا من قدرة على الصمود والتضحية عندما نادى الوطن أبناءَه وبناتِه للوثبة وللتضحية من أجل بقاء الدولة الجزائرية ومكتسباتها أثناء المأساة الوطنية الأليمة.
أيتها السيدات الفضليات
لقد سمح لي هذا التذكير الوجيز بمسيرة المرأة في بلادنا لكي نجعل من هذا اليوم العالمي المنشود محطة للاعتزاز بالوطن وببناته وبمسيرة ثرية بالمكتسبات والتقدم وليس يوما للنضال والمطالبة مثلما هو الشأن في العديد من فضاءات العالم بما فيها بلدان متقدمة ما يزال فيها النضال على سبيل المثال لتحقيق المساواة في الأجور على رأس المطالب لإحياء هذا اليوم.
ويجب أن يكون الاحتفال في الجزائر باليوم العالمي للمرأة مناسبة متكررة لمناشدة نساء الجزائر للتكفل كذلك بواجباتهن العديدة في خدمة الأسرة والوطني واجبات تنبثق من مكانة المرأة عددا وموقعا في بلادنا وكذلك من التحديات التي تقف في وجه الجزائر في عالم يعرف تطورات سريعة للغاية.
أيتها السيدات الفضليات
فالواجب الأول الذي أُلحُّ عليه في هذا اليوم هو استمرار المرأة في دورها التاريخي بصيانة أصالتنا وصقل أجيالنا الصاعدة.
بالفعل لقد قررت الجزائر احتلال مكانتها في كسب العلم والتقدم في عالم اليوم غير أننا واعون جميعا بأن عالم اليوم وآلياته التكنولوجية تتجه كلها في خدمة هيمنة حضارات أخرى حضارات علينا التعايش معها وفرض مكانة لحضارتنا وهويتنا بمكوناتها الأساسية المتمثلة في الإسلام والعروبة والأمازيغية وترسيخ مكانة لوطننا المحرر بتضحيات خالدة في تاريخنا الوطني وفي تاريخ العالم المعاصر.
وفي نفس السياق أناشد بنات الجزائر الأمهات الشريفات السهر على تكوين وتهذيب الأجيال الصاعدة.
بالفعل لقد حرص الشعب الجزائري الأبي على تغليب الوئام والمصالحة الوطنية على الفتنة والدمار كما قرر في نفس الوقت العمل الدؤوب من أجل مصالحة الجزائريات والجزائريين مع الذات ومع الوطن.
إن هذا الخيار الجوهري المسجل في ميثاق السلم والمصالحة الذي زكاه الشعب الجزائري بإرادته السيدة هي ورشة تستوقفنا جميعا من أجل تجسيدها في جميع الصٌّعُد.
وهنا يكمن الدور الجوهري للأسرة و للأم بصفة خاصة من أجل تحصين قيمنا الحضارية وحسّ مدني قوي في الأجيال الصاعدة لكي نحضّر بذلك أرضية خصبة لدور المدرسة ولكي نقاوم من ذلك المنطلق انتشار العنف في مجتمعنا و نتصدى لآفات المخدرات وما تشكله من خطر على أجيالنا الصاعدة وعلى جو الحياة الذي نعمل من أجل الارتقاء به في بلد متحضر وأصيل يسعى فيه شعبه إلى تحقيق التنمية والتطور وإلى المزيد من الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية.
وأخيرا وفي سياق هذه الإشارات المقتضبة لواجبات المرأة في بلادنا أذكر منها زرع ثقافة الجهد والعمل لدى أبنائنا وفي مجتمعنا. لقد دعانا الله سبحانه وتعالى إلى العمل في كتابه العزيز. إن العمل هو مصدر القوة في جميع المجالات وعلى رأسها المجال الاقتصادي.
وإن الجزائر اليوم أكثر من أي وقت مضى في حاجة إلى ترقية روح وثقافة العمل لكي نبني جزائر العزة والكرامة متحررة من التبعية المفرطة للمحروقات ومن خلالها إلى تقلبات أسواق العالم وكل ما ينجرّ عن ذلك من هشاشة اقتصادية قد تحصل في أي مرحلة من مراحل مسيرة البناء والتشييد.
أيتها السيدات الفضليات
أدعو المرأة الجزائرية إلى مضاعفة جهودها حتى تكون في مستوى الآمال المعلقة عليها والمسؤولية الموكلة إليها في بناء مستقبل الجزائر. فهي اليوم في طليعة قوى الإصلاح وحصن من الحصون الضامنة لاستقرار البلاد ورقيّها وحصانتها وكسب الرهانات القادمة في دعم مقومات المجتمع الذي سنستمر في بنائه بعزم وثبات مجتمع الأصالة والتسامح والتآزر والاعتدال والحداثة مجتمع مرتكز على دولة القانون والحس المدني مجتمع حريص على بناء اقتصاد يزداد قوة ليضمن رفاهية مستمرة لشعبنا.
وإذ أهنئكن جميعا بهذا العيد أتمنى لكن مزيدا من التوفيق والتقدم.
عاشت الجزائر وكل عام والجزائر وبناتها بألف خير