كرست مخلفات الجولة 28، من عمر الرابطة المحترفة الأولى سيطرة النادي القسنطيني، على بطولة الموسم الجاري، واقترابه أكثر من أي وقت مضى، من تحويل حلم إثراء خزينة هذا النادي العريق بلقب ثان يؤانس ذلك المحقق عام 1997 إلى حقيقة، خاصة بعدما بات فريق سيرتا بحاجة لنقطة وحيدة لترسيم إنجاز لم يكن منتظرا، فيما كان فريق اتحاد الحراش أكبر الخاسرين، بعدما تأكد سقوطه ومرافقته لاتحاد البليدة إلى القسم الأدنى، في انتظار تحدد هوية ثالث الضحايا.
واستغلت تشكيلة السنافر مواجهة شبيبة القبائل، التي كانت عرسا بأتم معنى الكلمة ومثالا للروح الرياضية فوق أرضية الميدان أو على المدرجات، لحصد ثلاث نقاط رفعت رصيدها للنقطة 53، محافظة بذلك على فارق 5 نقاط، الذي يفصلها عن الملاحقين نصر حسين داي وشبيبة الساورة، التي استغلت ظروف الحراشية ولعب المباراة دون جمهور، لتجهز على شبانها، وترسم سقوط هذا الفريق، الذي أثرت عليه مشاكله الإدارية والأزمة المالية كثيرا وكانت محصلتها موسما كارثيا.
وإذا كانت تشكيلة النصرية، التي تبصم على نهاية موسم أكثر من رائعة، قد استفادت من أسبقية معنوية بعد الفوز المحقق بسطيف على الوفاق المحلي، وتمنى أنصارها أخبارا سارة تأتيهم من ملعبي حملاوي وأول نوفمبر بالحراش، قد استسلموا لواقعية السنافر ونهضوا سريعا من حلم تحقيق مفاجأة الموسم، فإن فوز نسور الجنوب بعث صراع مركز الوصافة، وربما قد يؤخر الفصل فيه لغاية الجولة الأخيرة.
أكبر المستفيدين من نتائج جولة الأمس، التي عرفت أيضا حصيلة تهديفية قياسية وصلت إلى27 هدفا، كان فريق اتحاد بسكرة، الذي استعاد أمل النجاة بعدما أغرق سفينة دفاع تاجنانت، التي لم تعرف كيف تدافع عن حظوظها في البقاء مع الكبار وانهارت في ملعب العالية برباعية كاملة، ما جعلها تحت ضغط كبير ومطالبة بعدم الخطأ فيما تبقى من مشوار، خاصة بعد تمكن المهدد الآخر أولمبي المدية من تدعيم رصيده بثلاث نقاط متداركا سريعا بدايته السيئة في المباراة التي جمعته بشبان البليدة، فيما حققت تشكيلة أبناء العقيبة الأهم، خلال المباراة المحلية التي جمعتها بالجار فريق بارادو ورفعت رصيدها إلى 35 نقطة، ما يسهل مساعيها في ضمان البقاء في الجولتين المتبقيتين.
ك - كريم
قسنطينة تتزين باللونين الأخضر والأسود
تحولت شوارع وأحياء مدينة قسنطينة خلال الأيام الأخيرة إلى ساحات مفتوحة لمناصرة نادي الشباب وذلك من خلال نجاح مبادرة أطلقها الأنصار عبر موقع التواصل الاجتماعي بعنوان «قسنطينة تتزين بالأخضر والأسود».
ويصنع الأنصار منذ أيام أجواء احتفالية استثنائية عبر مختلف الشوارع والأحياء، مع تحويل الأزقة الضيقة إلى ورشات مفتوحة لصناعة أكبر الرايات وتزيينها، حيث يتسابق منذ حوالي أسبوع الأنصار عبر كامل الأحياء والبلديات إلى تعليق الرايات والأعلام وتزيين الشوارع باللونين الأخضر والأسود، تزامنا مع استعدادهم للاحتفال بالظفر بدرع البطولة للمرة الثانية في تاريخ النادي، والملاحظ أن المبادرة قد لاقت صدى كبير عبر كامل الأحياء، والتجمعات السكانية، واللافت في الأمر هو تعاون بعض العائلات، من خلال سماحها للشبان باستغلال الشرفات لتعليق الرايات والأعلام، فيما تحول الليل ببعض الشوارع إلى نهار بسبب انطلاق الاحتفالات.
زيادة على هذا يعيش موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك نفس النسق من الاحتفالات من خلال نشر الأنصار للرايات التي تزين الأحياء، مع محاولات بإجراء تصويت بطريقة غير معلنة حول أكبر راية تحمل اسم النادي الرياضي القسنطيني، وهي العملية التي ألهبت السباق بين الأنصار، إذ يتجمع العشرات عبر كل حي كل أمسية من أجل تصميم وانشاء أكبر الرايات.
عبد الله.ب