خلال ملتقى دولي لمجازر 8 ماي 45 بسطيف

باحثون ومؤرخون يدعون للكشف عن المقابر الجماعية  وتجريم الاستعمار
دعا أمس باحثون وإعلاميون ومؤرخون إلى ضرورة البحث عن رفات ضحايا مجازر 8 ماي 45، التي قام المستعمر بدفنها بشكل جماعي على مستوى العديد من مناطق الولاية، على غرار عين الروى، عين السبت، بني عزيز،أوريسيا، الموان وعين الكبيرة، وأضاف الإعلامي عمار شواف، بأن المستعمر ترك آثار وخيمة وارتكب مجازر بشعة خلال فترة تواجده بالجزائر، حيث قام بدفن الجزائريين دون إحترام لحقوق الإنسان، مع تزييفه للحقائق، على غرار عدم ذكر الأسباب الحقيقية لوفاة أول شهيد في مجازر 8 ماي 45، بعدكتابة بأن وفاته كانت طبيعية في شهادة الوفاة الصادرة عن المستشفى.
وأشار نفس المتحدث في تصريح صحفي على هامش ملتقى دولي لمجازر 8  ماي 45 احتضنته قاعة المحاضرات بجامعة فرحات عباس بسطيف، بأنه كرّس مسيرته الإعلامية خدمة للحركة الوطنية والثورة التحريرية، كللت بإنجازه 28 فيلما وثائقيا من بينها ثلاثة تناولتمجازر 8 ماي 45، قصد الكشف عن حقائق تاريخية وتركها للأجيال المقبلة، مع طرح تساؤلات من أجل الإجابة عنها مستقبلا والبحث أكثر، وذكر عمّار شواف بأن الباحثين الجزائريين والإعلاميين، يجدون صعوبات في إعداد المادة الإعلامية بسبب رفض فرنسا تسليم الأرشيف الذي سيكشف العديد من الحقائق. وختم بأن الوثائقي الأخير الذي أعده حول نفسالمجازر كشف فيها عن العديد من الحقائق.
في نفس السياق قال المؤرخ الفرنسي البروفسور جيل مونسيرون، بأن المستعمر الفرنسي ارتكب جرائم عديدة بعدد من البلدان على غرار الجزائر والفيتنام، مشيرا بأن حجم المأساة كبيرة والخسائر فادحة، مضيفا في محاصرة ألقاها في نفس الملتقى، بأن الفترةالاستعمارية تميزت بالعنف والظلم واللامساواة، مشيرا بأن الجرائم امتدت على عدة فترات على غرار تلك التي وقعت في 17 أكتوبر بفرنسا ومعركة الجزائر، حيث مورست أعمال عنف وتعذيب حسبه.
نفس المتحدث قال بأن دور الجمعيات ووسائل الإعلام كبير في الكشف عن الحقائق التاريخية، إضافة إلى الأساتذة الجامعيين الذين يتطرقون لمختلف القضايا التاريخية من خلال مذكرات التخرج والبحوث، التي تميط اللثام عن العديد من الوقائع وكشفها للأجيال يختم.
وفي نفس الصدد طالب رئيس جمعية 8 ماي 45 الوطنية، المجاهد عبد الحميد سلاقجي، بالاعتراف بنفس المجازر بعد مرور 73 سنة من ارتكابها، مع ضرورة فرض عقوبات على مرتكبيها، مشيرا بأن هدف الملتقى يرمي إلى تقديم توصيات وتجسيدها مع التأريخ للأجيال المقبلة.
ر.ت