الاثنين 16 سبتمبر 2024 الموافق لـ 12 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

المجاهد إبراهيم نطور عن هجومات 20 أوت 1955 : شاركت في قطع أسلاك الكهرباء والهاتف و إغلاق طريق القل


يعود بنا، المجاهد إبراهيم نطور في شهادة تاريخية، إلى مشاركته في هجومات 20 أوت 1955 وكيفية التحاقه بالثورة والعمليات التي كان من بين منفذيها بالجهة الغربية لولاية سكيكدة، وكيف تمكن مع رفاق السلاح، من إلحاق خسائر جسيمة بالعدو بعد تفجير شاحنة محملة بالعسكر الفرنسي في طريق الزيتونة بالقل، كما تحدث بحزن كبير عن همجية المستعمر في قتل أبناء الشعب الجزائري.

عمي إبراهيم، الذي استقبلنا بحفاوة في منزله العائلي بحي 8 ماي بمدينة سكيكدة ورغم مرضه وتجاوزه 85 من العمر، لكنه لا يزال يتذكر التواريخ ويحتفظ في ذاكرته بكل الأحداث والعمليات التي شارك فيها خلال هجومات 20 أوت 1955، يروي للنصر أنه قبل بداية الهجومات بأيام حضر الشهيد عمار شطايبي إلى دوار بني زيد قادما من عنابة، وقام بجمع حوالي 150 مناضلا من أبناء الشعب و «سحب منا بطاقات التعريف الوطنية ثم سلكنا طريقا.. لم نكن نعلم وجهتنا إلى غاية وصولنا إلى منطقة بومهاجر بالقل، وقضينا الليلة في منطقة تسمى بوالزيتون، وفي اليوم الموالي الموافق لـ 20 أوت 1955 قام بتقسيمنا إلى 6 أفواج، وكل فوج أسدى له مجموعة من التعليمات والمهام مع تحديد موقع لدخول المدينة».
رد العدو كان قاسيا و استشهد العديد من المجاهدين
و واصل المجاهد سرد تفاصيل مشاركته في هجومات الشمال القسنطيني «أتذكر أن الفرقة التي أنتمي إليها توجهت إلى منطقة عين أم القصب بمدخل مدينة القل أين قمنا بقطع الكوابل الكهربائية والهاتفية ونزع الأعمدة وقطع الأشجار ووضعها في الطريق وما هي إلا لحظات حتى حضر الجنود الفرنسيون وشرعوا في إطلاق النار بشكل عشوائي، كان من نتيجتها استشهاد الكثير منا فيما تفرق البعض إلى وجهات مختلفة وقمنا بالفرار متوجهين إلى إحدى النواحي وأعيد تجميعنا وشرعنا في العمل مع جيش التحرير الوطني ومن هنا التحقت بالثورة».
«أتذكر أنني التقيت وقتها بالمسمى بلخضر بلهوان، أخبرته بأنني قررت الالتحاق بصفوف جبهة التحرير حيث طلبوا مني الانضمام إلى فرقة فروم وأخذت بندقية شقيقي وتوجهت للفرقة وشرعنا في تنفيذ العديد من العمليات وكان ذلك في 1956».
خلفنا خسائر فادحة في العدو بطريق الشرايع الزيتونة
وفي هذا الصدد، ذكر المتحدث أنه تم تكليفه رفقة صالح بوصبع بمهمة تفجير قنبلة على مستوى الطريق الرابط بين الزيتونة والشرايع حيث تم حفر حفرة، وتم زرع القنبلة بإحدى المواقع التي يمر فيها العدو، و «قمنا بالاختباء في أحراش الغابة مع تكليف شخص بحراسة موقع طريق القل والثاني بموقع ناحية الزيتونة، بينما بقينا أنا ورفيقي ننتظر مرور موكب العدو بعد أن تم تزويدنا بالمعلومات حول كيفية التفجير وربط القنبلة بأسلاك كهربائية نتحكم فيها عن بعد، وما هي إلا لحظات حتى شاهدنا موكب العدو مزودا بترسانة من العدة والعتاد والآليات والمدافع والشاحنات تتراءى عن بعد وتقترب من مكان القنبلة، فطلبت من مرافقي أن يتركني أختار الشاحنة التي يكون فيها أكثر عدد من العساكر، فوقع اختياري على شاحنة كان على متنها 4 صفوف من الجنود، وعند وصول المركبة قام زميلي بتفجير القنبلة مخلفا خسائر جسيمة بالعساكر، وغادرنا المكان وسط الغابة ومعنا الأسلاك الكهربائية المستعملة في التفجير، تاركين العدو يحصي قتلاه ويجمع الجثث والأشلاء»، مؤكدا أن العملية كللت بنجاح كبير خاصة بعد أن فشل العدو في اكتشاف أمرهم.

في شهادته، عن جانب من هذه الأحداث المفصلية في تاريخ الثورة التحريرية المظفرة، يؤكد المجاهد إبراهيم نطور، أنه وفي نفس العام توجه رفقة عدد من المجاهدين من القل إلى رمضان جمال أو كما كانت تسمى وقتها « سانشار» نسبة إلى مستعمر فرنسي، أين مكثوا أياما هناك قبل أن يتم تكليفهم بمهمة لجلب المؤونة من منطقة سيدي إدريس ولسوء الحظ وقعوا في اشتباكات ساخنة مع العدو دامت من الخامسة مساء إلى الخامسة صباحا من اليوم الموالي، أصيب خلالها برصاصة اخترقت فمه ولسانه لا تزال آثارها لحد الآن، وحدث ذلك، يقول المجاهد، عندما قام أحد جنود العدو برفع سترته فوق سلاحه للتمويه «فقمت بإطلاق النار لاعتقادي أنه جسد جندي فقام هو بالرد علي بطلق ناري أصابني في فمي ثم اخترقت الرصاصة لساني، ونظرا لتواصل الحصار علينا في هذا الاشتباك لدرجة أننا لم نقدر على التحرك في أي جهة، وكل من يتحرك تصيبه نيران العدو، انتظرنا إلى غاية الخامسة صباحا ليقوم أحد المناضلين يدعى (طيونة) بإطلاق أعيرة نارية بطلب منا فقام عندها العدو بإطلاق صافرة الانذار فنهض جنود الاحتلال مرعوبين، حينها استغلينا هذه الفرصة وتفرقنا و غادرنا المكان ونجونا بأعجوبة من هذا الحصار الذي كانت حصيلته 9 جرحى في صفوفنا بينهم أنا ورفيقي، كانت إصابتنا حرجة جدا لدرجة أن لساني شعرت به وكأنه خارج فمي».
فقدنا 56 مجاهدا في رحلة لجلب السلاح من تونس
واستذكر المتحدث، عملية أخرى، عندما توجه إلى تونس لجلب السلاح وهي رحلة دامت يضيف المتحدث شهرا ونصف لكن في الطريق «وقعنا في اشتباك خطير خلف استشهاد ما يقارب 56 مجاهدا وبقي من الفيلق 35 مجاهدا فقط، وأتذكر أن المجاهد عمار بن عودة عندما التقى بنا طلب منا الرجوع لأن الحدود التونسية الجزائرية تم غلقها ولا مجال لمواصلة السير، فعدنا أدراجنا».
وفي ختام الشهادة التي أدلى بها للنصر، أراد المجاهد ابراهيم نطور أن يختم حديثه برسالة، مفادها بأنه يريد أن يوجهها للأجيال الصاعدة بأن يحافظوا على سيادة بلادهم الجزائر لأن الاستقلال لم يأت صدفة، وإنما تحقق بفضل تضحيات رجال ضحوا بالغالي والنفيس من أجل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة، مبديا تفاؤله بمستقبل الجزائر التي تسير كما قال نحو التطور والازدهار لتصبح من أعظم وأقوى الدول في العالم مستقبلا.
كمال واسطة

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com