باتت أكاديمية بارادو، بعد نجاحها في كسب أموال طائلة من عملية تحويل مواهبها إلى أوروبا مثالا يقتدى به في الاستثمار الحقيقي، بعيدا عن دعم السلطات، التي عودتنا بالوقوف إلى جانب الأندية الجزائرية، من خلال منحها إعانات بالجملة، في ظل عجز غالبيتها عن توفير الأموال التي تحتاجها في عملية تسيير شؤونها.
وصنعت أكاديمية بارادو الاستثناء، خلال السنوات الأخيرة بسياستها التكوينية الناجحة، إلى درجة أحرجت كافة الفرق التي أكدت عجزها التام في توفير أدنى متطلباتها الموسمية، وهو ما جعلها رهينة لإعانات الدولة، في وقت برز مشروع «لاماسيا الجزائر»، بتفوقه على عدة أصعدة ومستويات، والبداية بتدعيم المنتخب الوطني بعديد اللاعبين الموهوبين، وفي مختلف الفئات السنية، ولو أن الاستثناء صنعه النجمان يوسف عطال ورامي بن سبعيني، اللذان خطفا كافة الأضواء، سواء مع الخضر، بعد تتويجهما بكأس أمم إفريقيا 2019 أو حتى خلال تجربتهما الاحترافية، التي أصبح يضرب بها المثل، على اعتبار أن بن سبعيني انضم إلى أحد أبرز الفرق في ألمانيا، في وقت يتواجد عطال محط أطماع نوادي عملاقة، على غرار باريس سان جيرمان الفرنسي وتوتنهام الانجليزي.
أكاديمية الحفاة تتحول
إلى منجم ذهب !
«أكاديمية الحفاة» كما تلقب أيضا، لم تخدم المنتخبات الوطنية فحسب، بل كانت بمثابة منجم ذهب لملاكها، ونعني رئيسها السابق والرئيس الحالي للاتحادية الجزائرية لكرة القدم خير الدين زطشي، حيث جلبت له حسب مصادرنا 200 مليار سنتيم من مجموع بيع عقود اللاعبين المتميزين إلى مختلف البطولات الأوروبية، والبداية بنجم الخضر رامي بن سبعيني، الذي ينشط الآن في نادي بورسيا مونشغلادباخ الألماني، بعد تجربة موفقة في فرنسا من بوابة ناديي مونبوليي ورين، أين قدم أوراق اعتماده بقوة، ما جعل النادي الألماني يتعاقد معه بمبلغ مالي كبير تم صب جزء معتبر منه في خزينة بارادو، دون نسيان مبلغ تحويله بشكل نهائي إلى نادي رين، والذي فاق حسب مصادرنا دوما 20 مليار سنتيم، يضاف إليه زميله عطال، الذي أنعش خزينة الأكاديمية بأكثر من 20 مليارا هو الآخر، بعد أن وقع رسميا مع نادي نيس قادما من بارادو، ليبقى مبلغ انتقال الشاب هشام بوداوي إلى ذات الفريق الأكبر في تاريخ الكرة الجزائرية، بحكم أن جُل المصادر الإعلامية قدرته ب4 ملايين أورو أي ما يعادل 80 مليار سنتيم، وهو ما يكون قد أثلج صدر مسؤولي بارادو، الذين جلبوه بالمجان، قبل سنوات من أقصى الجنوب الجزائري(بشار)، ليكون بمثابة الدجاجة التي باضت ذهبا، في انتظار استكمال إجراءات انتقال هيثم لوصيف لنادي أونجي في صفقة قدرت ب20 مليارا، مع احتساب أموال انضمام الملالي لأونجي أيضا ونعيجي إلى جيل فيسنتي البرتغالي ورؤوف بن غيث إلى الترجي التونسي، وكلها تعاقدات أكدت نجاح السياسة التي انتهجتها أكاديمية بارادو، التي باتت مصدر ثقة الأندية الأوربية في فترة الانتقالات.
علما وأن بيع هؤلاء اللاعبين فيما بعد سيصب بالفائدة على فريق بارادو الذي سيظفر بحقوق التكوين، بناء على ما تنص عليه قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم التي منحت نسبا معتبرة لمن يقوم بالاهتمام بالشبان.
هكذا تم إعداد
هذا المشروع
تأسست أكاديمية بارادو سنة 2007 بفضل شراكة عقدها رئيس الفريق آنذاك خير الدين زطشي، والمكون الفرنسي المعروف جون مارك غيو الذي سبق له خلق العديد من مدارس التكوين بالبلدان الأوربية والإفريقية، من بينها أكاديمية أبيدجان التي أنتجت الثنائي كولو ويايا توري.
ويمتلك الفرنسي غيو فلسفة خاصة في تكوين الفئات الصغرى، حيث يصر على تدريبهم «حفاة» بغية صقل مواهبهم التقنية والمهارية، وملامسة الكرة دون ارتداء أحذية أضحت تقليدا تعتمده الأكاديمية حتى خلال مشاركة فئاتها الصغرى في بطولات دولية، إضافة إلى عدم وضع حارس مرمى ضمن التشكيلة، بهدف التعود على الدفاع على المرمى كمجموعة.
تعويل نادي بارادو على الأشبال التي تنتجها أكاديميته قاده للصعود للدرجة الأولى موسم 2017/2018، ليحتل الرتبة السابعة في أول موسم والمركز الثالث في الموسم المنصرم، مجنبا إياه سيناريو «المصعد» الذي كان يعاني منه خلال السنوات الماضية، ومتيحا له إمكانية كسب موارد مالية مهمة من خلال بيع اللاعبين للأندية الأوربية أو الفرق الجزائرية والإفريقية الكبرى.
مروان. ب
