فتح لنا البطل المغترب زرفي عبد الحميد قلبه، وتحدث عن مشواره مع المنتخب الوطني والمشاكل التي صادفته، مبديا رغبته الكبيرة في إنهاء مسيرته بالتتويج في أولمبياد طوكيو، ولو أنه أقر بصعوبة المأمورية في ظل غياب أدنى الإمكانيات، كما طالب محدثنا رياضي النخبة ممن تأهلوا للألعاب الأولمبية القادمة بالاقتداء بمنتخب كرة القدم الذي خالف كافة التوقعات في «كان» مصر 2019.
حاوره: مروان. ب
• بداية قدم نفسك للجمهور الجزائري ولمحبي رياضة ألعاب القوى بالتحديد؟
زرفي عبد الحميد عداء مغترب أبلغ من العمر 34 سنة، من مواليد مدينة البحارة بولاية مستغانم، وأعيش في فرنسا (بربينيان ثم مونبوليي) منذ سن الثالثة من عمري، وأنا دولي منذ فترة، وفي البداية كنت لاعب كرة قدم هاوي، ثم في سن 16 عاما تحوّلت إلى ألعاب القوى، استجابة لنصيحة والدي، الذي كان معجبا بشدة بهذا الاختصاص، من خلال البطل الأولمبي السابق نور الدين مرسلي، وإنجازاته في كبرى المحافل الدولية... ، ثم هناك أمر آخر حفزني على هذا الاختيار، فمن يقول الرياضات الفردية، يتحدث عن الهزيمة أو النصر وأنت فقط «المسؤول» عن ذلك، على عكس الرياضات الجماعية التي يتقاسم فيها الجميع الإنجاز أو الانتكاسة، وبالتالي كنت سعيدا جدا بهذا، وعملت جاهدا طيلة مشواري لأحقق كل ما أصبو إليه.
• لماذا اخترت هذا الاختصاص، ومن ساعدك في تطوير مؤهلاتك؟
بدايتي مع رياضة ألعاب القوى، كانت في اختصاصي 800 و1500 متر، وعندما وصلت إلى صنف الآمال، نصحني مدربي السابق أن أجرب حظي في سباق 3000 متر حواجز، ومنذ العام الأول أصبحت بطلا لفرنسا في صنف الآمال في 2007، ثم فعلت ذلك مرة أخرى في 2008 في صنف الأكابر، وفي 2009 حققت توقيت 8 دقائق و32 جزءا، وهو الرقم المرادف للحد الأدنى للمشاركة في بطولة العالم ببرلين.
• متى تلقيت اتصالا من الاتحادية الجزائرية لألعاب القوى، لتمثيل المنتخب الوطني؟
تلقيت في عام 2010 دعوة للمشاركة في البطولة الجزائرية في الجزائر العاصمة وهي المسابقة التي فزت بها، ورغم ذلك لم أحظ بالمرافقة والمتابعة من قبل المسؤولين، ورغم ذلك واصلت في هذا الاختصاص، ولبيت كافة الدعوات، في ظل حبي لما أفعله، ... لقد تأهلت لبطولتي العالم في 2013 بموسكو وبكين 2015، غير أنني واجهت بعض الانتكاسات مع الاتحادية والمديرية الفنية، مما يؤكد عدم الاهتمام برياضي النخبة، حتى وإن كانوا قادرين على الفوز بالميداليات، لقد شعرت بالإحباط بعض الشيء، بعد ما حدث معي في أول ظهور.
• هل قطعت تأشيرة التأهل لأولمبياد طوكيو؟
أنا الآن أنشط مع فريقي مونبوليي الفرنسي، ولم أحقق بعد الحد الأدنى للتواجد في لألعاب الأولمبية طوكيو 2021، خاصة بعد توقف كافة المسابقات، ولكنني عازم على عدم تضييع هذا الموعد، كونه فرصتي لتشريف بلدي قبل الاعتزال.
• هل كان تأجيل أولمبياد طوكيو في صالحك أم العكس؟
الأزمة الصحية العالمية، تسببت في توقيف وتأجيل كافة النشاطات والمسابقات الرياضية في كافة أنحاء العالم، غير أن هذا لم يمنعني من مواصلة التحضيرات، وكلي أمل على أن أكون متواجدا في التظاهرة العالمية المقبلة، أنا الآن في أريحية، والوقت أمامي من أجل الاستعداد الجيد شأني في ذلك شأن زملائي الرياضيين.
• تتواصل معاناة رياضيي النخبة ونداءات مخلوفي وبورعدة صنعت الحدث مؤخرا، ما تعليقك ؟
لست على علم بنداء بورعدة، ولكنني تابعت ما حدث للبطل الأولمبي توفيق مخلوفي، الذي ظل عالقا بجنوب إفريقيا لعدة أشهر، قبل أن تتم عملية إجلائه، كما كنت على دراية بما حدث لزملائي في كينيا، كوني كدت أن أعلق معهم لولا لطف الله، لا يعقل أن يظلوا كل تلك الفترة هناك، ولو أن السفيرة الجزائرية قامت معهم بالواجب حسب ما علمناه، وتكفلت بهم إلى غاية عودتهم لأرض الوطن، أنا متضامن معهم، لأن الابتعاد عن العائلة والوطن لخمسة أشهر كاملة، ليس بالأمر السهل، حتى وإن كان الجميع قد استغل تلك الفترة من أجل الاستعداد الجيد للمواعيد المقبلة، وفي مقدمتها الألعاب الأولمبية طوكيو 2021.
صدقوني نداءات الرياضيين، الذين يستنكرون عمل اتحادية ألعاب القوى أسمعها كل عام، وعن نفسي لا زلت أتألم لمعاملتهم السيئة لي، ففي عام 2016 عندما استبعدوني من الألعاب الأولمبية، من خلال تزييف نتائج المسابقات، أدركت بأن الأمور تسير بطريقة هاوية، ولا أحد مهتم برياضي النخبة، ولدي انطباع أكثر من ذلك أنه بعد ألعاب ريو وما قاله بورعدة ومخلوفي الأمور ازدادت سوءا.
• ما الذي يفتقر إليه الرياضيون الجزائريون للصعود إلى منصة التتويج في طوكيو؟
الاتحاد الحالي يعمل بطريقة غريبة وبنظام لا يساعدك على النجاح، لكن بالمقابل يدعمك عندما تنجح بوسائلك الخاصة، وهذا تناقض كبير، ولكن للأسف الأمر كذلك!، نأمل في اتحادية يكون برنامجها تكويني يصقل مهارات الشباب ويهتم بإعداد مدربين أكفاء، مع وضع خطة عمل طويلة المدى، خاصة وأنه لدينا الكثير من الأمثلة على الاتحادات التي تعمل بشكل جيد للغاية، ويمكننا أن نستلهم منهم، إذا ما أردنا حصد الثمار، نحن نأمل في الأفضل، لأن الجزائر مليئة بالمواهب الشابة القادرة على رفع الراية الوطنية عاليا.
• بماذا تريد إنهاء الحوار؟
أريد أن أخصص كلمتي الأخيرة لتوجيه نداء والتعبير عن الاستياء والامتعاض، لما يحدث على مستوى رياضة ألعاب القوى، خاصة في غياب البنى التحتية، وعلى سبيل المثال الملحق الخاص بملعب الجزائر العاصمة، لا يمكنه احتضان التدريبات فأرضية المضمار أتلفت بالكامل، كما أنها صلبة للغاية ما يتسبب في التهابات حادة للرياضيين، كما أتمنى حدوث تغييرات على مستوى الاتحادية، ليس لأني على خلاف مع بعضهم
بل لأني أقترب من وضع حد لمشواري، ولكن للجيل القادم وهو جيل ذهبي بحاجة لمسؤولين أكفاء قادرين على وضعهم في أفضل الظروف من أجل البروز.
م. ب