كشف مصدر جد مقرب من المكتب الفيدرالي الجديد للنصر، بأن شرف الدين عمارة لم يتقبل خرجة إعلامية لأحد أعضاء طاقمه، والذي ذهب إلى حد انتقاد نظرة الرئيس الجديد للفاف للسياسة التي كانت منتهجة في سلك التحكيم، وخارطة الطريق التي رسمها للقيام بثورة في هذا السلك، سعيا لرد الاعتبار للصفارة الجزائرية، وتمكينها من استعادة مكانتها على الصعيدين القاري والعالمي، وعليه فقد تمسك الرئيس الجديد للاتحادية بموقفه بشأن هذا الملف، وأصر على منح الاستقلالية للجنة الفيدرالية للتحكيم، وإبعادها عن المكتب الفيدرالي، من خلال إعفاء كل أعضاء الهيئة التنفيذية من تولي منصب رئاسة لجنة التحكيم.
قرار عمارة، وإن أسقط الكثير من الحسابات في الماء، خاصة في الشق المتعلق بالأسماء، التي كانت مرشحة لتولي رئاسة اللجنة الفيدرالية للتحكيم، فإنه بالموازاة مع ذلك أجبره على تأجيل الشروع في مخطط العمل، الذي رسمه بشأن ملف التحكيم إلى غاية دخول مشروع تكييف القوانين حيز التطبيق، لأن القانون الأساسي الساري المفعول حاليا يشترط إسناد رئاسة هذه اللجنة لعضو منتخب من المكتب الفيدرالي، وعليه فإن تسيير المرحلة المتبقية من الموسم الجاري سيسند للمديرية التقنية الوطنية للتحكيم برئاسة بلعيد طاهير، على أن يتم إعداد أرضية للمشروع الجديد، والذي سيكون بداية من الموسم المقبل، وهو المشروع الذي ينطلق من إعادة هيكلة المديرية الوصية، وضبط تركيبة جديدة تزاول مهامها على مستوى قسم فرعي تابع للفاف، لأن الإشكال الذي ظل قائما يكمن في عدم وجود «ميداني» للهيئة المسؤولة عن التحكيم، في ظل تكليف طاهير بالتعيينات عن «بعد»، والاكتفاء بالتواصل عبر البريد الإلكتروني، وهذه الإستراتيجية أبقت النوادي في رحلة بحث عن الجهة، التي يمكن أن تقدم لها الشكاوى بشأن الحكام، وهذا الجانب ألح شرف الدين عمارة على ضرورة أخذه بعين الاعتبار، من خلال ضمان التواجد الفعلي لأعضاء مديرية التحكيم على مستوى الفاف.
وفي سياق منفصل، سارعت الفيفا إلى الاعتراف بشرعية عمارة كرئيس للفاف، بمجرد انتهاء أشغال الجمعية العامة الانتخابية المنعقدة سهرة الخميس الفارط، بدليل أنها أدخلت تعديلا على المعطيات الخاصة بالاتحاد الجزائري عبر موقعها الرسمي، وأدرجت اسم شرف الدين عمارة في منصب رئيس للفاف، لكن دون شطب خير الدين زطشي من اللائحة الرسمية، في انتظار تعديل كل القائمة، بعد تلقي مراسلة رسمية من الاتحادية، وفقا للمناصب التي سيوزعها الرئيس الجديد شرف الدين عمارة، لأن الاتحاد الدولي يسجل في منصة رقمية عبر موقعه الرسمي، معطيات خاصة بكل فيدرالية وطنية، مع تحديد أصحاب بعض المناصب «الحساسة» والثقيلة، انطلاقا من الرئيس ونائبه الأول مرورا بالأمين العام ورئيس اللجنة المالية، وصولا إلى رئيس اللجنة الفيدرالية للتحكيم، والأعضاء المكلفين بكرة القدم النسوية والكرة الشاطئية، فضلا عن الناخب الوطني، وهي المعطيات الخاصة بالاتحاد الجزائري تبقى بحاجة إلى تحديث، وفقا لما سيقوم به الرئيس الجديد من تعديلات في توزيع المهام على الهيئة التنفيذية.
ص / فرطــاس