تضع مباريات الجولة الرابعة والثلاثين لبطولة الرابطة المحترفة، شباب بلوزداد في رواق الأفضلية من أجل تعزيز مركزه الريادي، ومد خطوة عملاقة نحو المحافظة على التاج، بحكم أن الشباب متواجد فوق بساط حريري، بينما سيكون الوصيف وفاق سطيف على صفيح ساخن بالشلف، في سفرية الخروج منها بنتيجة إيجابية أمر صعب التجسيد، وكذلك الشأن بالنسبة لكوكبة المطاردة في صورة شبيبة الساورة، اتحاد ومولودية الجزائر وكذا مولودية وهران، في الوقت الذي ستكون فيه الأندية المعنية بحسابات السقوط على المحك، بتنشيطها لقاءات «حاسمة»، إثنان منها بطابع «نهائي النجاة»، في كل من تلمسان وغليزان.
حسابات اللقب والسقوط، تجعل أنظار المتتبعين تتجه صوب ملعب بومزراق بالشلف، أين ستستقبل الجمعية وفاق سطيف في قمة “النقيضين”، التي لا تقبل نقاطها القسمة على اثنين، لأن وضعية أهل الدار تحتم عليهم عدم التفريط في أي نقطة، وإلا فإن مصيرهم سيكون السقوط، بينما يبقى لزاما على “السطايفية” وضع حد لنزيف النقاط والسقوط الحر، بعد الإخفاق في السفريات الأربعة الأخيرة، وعدم القدرة على تذوق نشوة الانتصار في آخر 5 مباريات.
ولعّل ما زاد من فرض ضغط على “النسر الأسود”، تواجد الرائد شباب بلوزداد في فسحة، وذلك باستقباله أهلي البرج، في مقابلة غير متكافئة، لأن أصحاب الضيافة يسعون لتعزيز الرصيد النقطي، ومواصلة رحلة الدفاع عن لقبهم من موقع قوة، خاصة وأن الزوار استسلموا مبكرا لأمر السقوط، بدليل عجزهم عن حصد أي نقطة أو حتى هز شباك المنافسين في آخر 4 لقاءات، وهي معطيات أولية تجعل سعيود ورفاقه يخوضون هذه المواجهة ثم ترقب هدية من الشلف.
كسب شباب بلوزداد أفضلية على الورق في هذه المحطة، مستمد أيضا من التنقلات المحفوفة بالمخاطر التي تنتظر الملاحقين، لأن فريق شبيبة الساورة مهدد بحرق آخر أوراقه في التتويج، بالنظر إلى المهمة العسيرة التي تنتظره ببسكرة، في ظل حاجة “خضراء الزيبان” للإنتصار، بغية الخروج من حسابات السقوط، والوضعية ذاتها تنطبق على رحلة اتحاد الجزائر إلى مقرة، بحكم أن النجم المحلي لم يعد يملك أي خيار سوى عدم التفريط في أية نقطة بملعبه لضمان البقاء، وبالتالي فإن تشكيلة المدرب عباس تسعى لتكرار “سيناريو” لقاء نصف نهائي كأس الرابطة أمام أبناء “سوسطارة”، رغم أن أشبال زغدود لم ينهزموا في آخر 5 جولات، بينما ستكون مولودية الجزائر على موعد مع “الكلاسيكو” الذي ستلاقي فيه شبيبة القبائل، بحسابات مشتركة، لأن حلم حجز مقعد فوق “البوديوم” يبقى القاسم المشترك بينهما.
ما قيل عن الصدارة يمكن استنساخه على القاعدة الخلفية، لأن اتحاد بلعباس متواجد في طريق مفتوح لتدعيم الرصيد بانتصار خارج الديار، على اعتبار أن الرحلة إلى سكيكدة تبقى “مبدئيا” مجرد إجراء شكلي، بمراعاة الظروف التي تتواجد فيها الشبيبة، الأمر الذي يضع أبناء “المكرة” في رواق جيد لحصد النقاط.
بالموازاة مع ذلك، فإن باقي الأندية المعنية بالسقوط ستكون على صفيح ساخن، بخوضها امتحانات عسيرة، انطلاقا من جمعية الشلف، نجم مقرة واتحاد بسكرة، والتي ستستقبل ضيوفا من العيار الثقيل، مرورا بوداد تلمسان الذي سينشط مقابلة “حاسمة” بطابع “نهائي”، وذلك باستضافته لجمعية عين مليلة، في قمة المؤخرة، والتي يسعى فيها “الزيانيون” لإحراز الانتصار الثالث تواليا، وتكرار الانجاز المحقق في موقعة الذهاب، رغم أن وضعية “لاصام” تحتم عليها البحث عن نتيجة إيجابية، للخروج مبكرا من حسابات السقوط، لتبقى مقابلة غليزان من أهم المواعيد المقترحة في هذه الأمسية، لأن المحليين يبحثون عن فوزهم السادس تواليا، والذي سيسمح لهم بالاطمئنان بنسبة كبيرة على مقعدهم في الرابطة الأولى، وتجسيد هذا الأمر ميدانيا سيعقد من وضعية الضيف نصر حسين داي، الذي أصبح يصنف في خانة أكبر المهددين بمرافقة سكيكدة والبرج.
إلى ذلك، فإن هذه المحطة ستعرف إجراء لقاءين دون أهمية، بحكم تواجد طرفيهما بمنأى عن حسابات نهاية الموسم، الأول سيجمع شباب قسنطينة بأولمبي المدية، والفرصة مواتية لتجريب عناصر شابة، في حين سيستضيف نادي بارادو مولودية وهران، في مباراة بطابع “استثنائي” للمدرب شريف الوزاني، الباحث عن انتصاره الرابع تواليا مع “الباك”.
ص / فرطــاس