سيعمل الناخب الوطني جمال بلماضي، خلال الاستحقاقات المقبلة على الاستنجاد ببعض اللاعبين الجدد، القادرين على منحه حلولا فنية، على غرار عوار وعدلي وآيت نوري وشعيبي، خاصة وأنه واجه الكثير من المتاعب سنة 2022، بعد أن أصبحت طريقة لعب الخضر معروفة لدى جُل المنافسين.
وخسر الخضر في آخر سنة رهان التأهل لمونديال قطر، كما مروا جانبا خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا التي جرت فعالياتها بالكاميرون، وهو ما جعل بلماضي يفكر في استدعاء أسماء جديدة قادرة على بعث المنافسة داخل المجموعة، التي لم تستعد بعد مستوياتها السابقة في غياب عامل المفاجأة، بعد أن أصبحت كل الأوراق التي كانت بالأمس القريب تصنع الفارق، مكشوفة لدى الخصوم.
ومما لا شك فيه، هو أن غلق المنافذ على الأطرف طريقة أصبح ينتهجها أغلب المدربين، عند مواجهتهم للمنتخب الوطني، وهو ما أضحى يسبب متاعب فنية كبيرة لبلماضي، في ظل غياب لاعبين في وسط الميدان بإمكانهم القيام بعملية البناء بطريقة سلسة، على اعتبار أن راميز زروقي عاجز عن تقديم أي حلول إبداعية، إضافة إلى محدودية العناصر البديلة، في صورة زرقان وبوداوي.
ونجح الخضر في الفوز بكأس أمم إفريقيا 2019 بمصر، بفضل الأدوار الرائعة التي كان يقوم بها الثنائي رياض محرز ويوسف بلايلي على مستوى الأروقة، فضلا عن إبداعات الثنائي الآخر في وسط الميدان سفيان فغولي وإسماعيل بن ناصر، دون نسيان عدلان قديورة الذي كان موفقا في عملية الاسترجاع.
ومع ابتعاد فغولي وقديورة عن المنتخب مؤخرا، وتكليف بن ناصر بالعديد من الأدوار قل مردود وسط ميدان الخضر، ما أثر على مستويات بلايلي ومحرز، خاصة مع الرقابة اللصيقة التي يفرضها المنافسون على هذين اللاعبين.
ومع قدوم عوار وعدلي، سيكون خط وسط ميدان الخضر أكثر تنوعا وتكاملا، خاصة وأن نجم نادي أولمبيك ليون من نوعية اللاعبين الذين يجيدون التحرك بالكرة نحو الأمام، ويمكنه المراوغة والصناعة والتسجيل، شأنه في ذلك شأن لاعب ميلان ياسين عدلي، الذي سينتقل إلى ناد جديد على سبيل الإعارة لاستعادة أجواء المنافسة.
وبالإضافة إلى الثنائي سالف الذكر، سيستفيد الخضر من ظهير أيسر عصري، سيمنح الكثير من الحلول التكتيكية لبلماضي، ويتعلق الأمر بريان آيت نوري الذي غيّر جنسيته الرياضية، وسيكون متاحا في تربص مارس، ومع التحاق آيت نوري سيطمئن بلماضي على هذا المركز الذي جرب فيه عديد الأسماء دون جدوى، بداية بعبد اللاوي وخاسف، مرورا بشتي ولعوافي، وصولا إلى حماش.
ويمتلك موهبة نادي ولفرهامبتون الانجليزي ميزات خاصة، فهو يجيد الأدوار الهجومية، ويكون أكثر عطاء في نظام 3/5/2، حيث يمنح الكثير من الحلول والكرات السانحة للاعبي الخط الأمامي، كما أن التحاقه سيخلق التوازن بين الأروقة، حيث ستصبح لنا أظهرة عصرية في وجود يوسف عطال في الجهة اليمنى، وهذا دون الإنقاص من دور بن سبعيني الذي قد يحول إلى محور الدفاع.
وفي غياب مهاجمين من الطراز الأول في تشكيلة المنتخب، منذ تراجع مستوى بغداد بونجاح وإسلام سليماني، ستكون الأنظار موجهة صوب موهبة نادي تولوز الفرنسي فارس شعيبي المرتقب انضمامه إلى المنتخب الوطني، بداية من تربص شهر مارس المقبل، خاصة وأن صاحب 20 ربيعا يجيد اللعب في العديد من المراكز الهجومية، بداية من لاعب رواق أيسر، وصولا إلى قلب هجوم، ويكفي أن أرقام شعيبي جد رائعة إلى حد الآن في "الليغ 1"، حيث يمتلك هدفين وأربع تمريرات حاسمة، مع اختياره أفضل لاعب شاب في شهر أكتوبر الفارط.
سمير. ك