نجاحات اسبانيا أحدثت ثورة والإخفاقات عجلت بمراجعات: المونديال يمضي شهادة وفاة "التيكي تاكا"

دفع تتويج المنتخب الإسباني عام 2010، بكأس النسخة التاسعة من بطولة كأس العالم، العديد من المدارس الكروية في أوروبا إلى فتح نقاش مستعجل، سرعان ما تحول إلى "مراجعات" على غرار ما قام به الاتحاد الفرنسي سنة 2011، عندما خلصت عملية تحليل بيانات نهائيات كأس العالم التي أقيمت بجنوب أفريقيا، إلى أن الكرة الفرنسية تحتاج إلى "ثورة"، ولو أن انغماس الفرنسيين في تحليل التفوق الاسباني أسقطهم في فضيحة أخلاقية، اصطلح على تسميتها لاحقا بنظام" الحصص العنصرية"، في حين شكل مرة أخرى الظهور الاسباني في مونديال قطر مادة دسمة لوسائل الإعلام، وقدم معطيات وبيانات خلصت نتائج تحليلها إلى "جلد" أسلوب لعب "التيكي تاكا"، الذي لم يعد فعالا وكان سببا رئيسيا في خروج منتخب "الماتادور" من ثمن نهائي مونديال "العرب".
بعد تتويج إسبانيا بكأس العالم للمرة الأولى في تاريخ هذا البلد، الموصوف بقبلة عاشقي الكرة، بفضل ما يقدمه قطبا "الليغا" ريال مدريد وأفسي برشلونة، تغنى العالم بنظام لعب "التيكي تاكا" وهو أسلوب لعب ابتكره المدرب غوارديولا، ويرتكز في الأساس على استحواذ الفريق على الكرة وحرمان الفريق المنافس من الحصول عليها، اعتمادا على التمريرات القصيرة والسريعة، فيما لفتت مورفولوجيا بيدرو وتشافي وإنييستا وبقية رفاقهم، انتباه الأوروبيين وخاصة الفرنسيين الذين لم يعد يؤمنون بضرورة تواجد لاعبين ذوي بنية جسمانية كبيرة للفوز بالألقاب، ليخلصوا إلى أن منتخب اسبانيا تربع على عرش الكرة العالمية بلاعبين قصار القامة ونحيفي الجسد، يتحركون سريعا فوق أرضية الميدان وقوتهم في احتكار الكرة، وليتبنوا مشروعا قدمه الفرنسي فرانسوا بلاكار مدير المنتخبات بالاتحادية الفرنسية (مطلع العقد الماضي)، لكن سرعان ما تحول إلى فضيحة بسبب المقترحات العنصرية المقدمة من قبل ذات المسؤول، الذي رافع لتحجيم نسبة الأفارقة والمغاربة في المدارس التكوينية، كون منتخب فرنسا لم يعد بحاجة إلى "قوتهم البدنية" !.
تغير المنهجية والنظرة عند وضع أساليب العمل المؤدية إلى منصات التتويج بعد عام 2010، وجنوح الكثير من التقنيين إلى تقليد نظام اللعب الإسباني أو "البرشلوني" وتصنيف ما حدث بثورة كرة القدم"  لم يدم طويلا رغم ما تم جنيه بفلسفة "بيب"، لما احتكر جميع الألقاب مع برشلونة ومن بينها التتويج بالسداسية التاريخية، حيث ومع تطور المستديرة وفق عدد من المدربين في إيجاد حلول لوقف "التيكي تاكا"، أبرزها إغلاق المنطقة وتضييق المساحات، والاعتماد على الهجمات المرتدة، وهي طريقة أصابت هذا النظام في مقتل، قبل أن يأتي الإقصاء المبكر لمنتخب إسبانيا من الدور ثمن النهائي لمنافسات كأس العالم  ليمضي شهادة وفاة هذا الأسلوب، خاصة وأن "الاستحواذ" على الكرة لم يعد مرادفا لتسجيل الأهداف وخطف الانتصارات، بل بالعكس فقد تحولت إلى مصدر "أذى"، كما قال الدولي الاسباني السابق سالغادو.            كريم - ك