اكتست مدينة عنابة منذ أول أمس الحلة العربية، بوصول 3 منتخبات معنية بتنشيط منافسات كرة القدم في دورة الألعاب العربية، لأن «بونة» ستحتضن مباريات الفوج الأول، والذي يضم إلى جانب المنتخب الوطني كلا من السودان، لبنان وعمان، وهي المنتخبات التي حطت رحالها على دفعات يوم الخميس، مع إجراء منتخب السودان حصة تدريبية خفيفة للاسترجاع مباشرة بعد وصوله.
وكان المنتخب السوداني أول من وصل إلى مدينة عنابة، صبيحة الخميس، قادما من قسنطينة، لأن مخطط التنقل «داخليا» كان على مرحلتين، برحلة جوية إلى مطار محمد بوضياف بقسنطينة، ثم على متن الحافلة إلى عنابة، وقد أدخلت اللجنة المحلية للتنظيم تعديلا على مخطط الإقامة، بتجميع المنتخبات الأربعة في فندق صبري، مقابل تخصيص فندق الشيراطون لممثلي الإتحاد العربي، وكذا الفاف، لأن المنافسة التي ستجرى في الجهة الشرقية من التراب الوطني، تخص رياضة كرة القدم فقط.
إلى ذلك، فقد اضطرت لجنة التنظيم إلى اعتماد نفس المخطط في استقبال منتخب عمان، لأنه حط الرحال بمطار قسنطينة، قبل أن يتنقل برا إلى عنابة، في الوقت الذي كان فيه منتخب لبنان ثالث ضيف يصل «بونة» في ساعة جد متأخرة من سهرة الخميس، لتقيم الوفود الثلاثة في نفس الفندق، في إجراء يجسد البعد الرئيسي من مثل هذه التظاهرات الرياضية، والرامي بالأساس إلى تجسيد صور التآخي بين الشعوب العربية، في بلد يبقى دوما يحافظ على مبدأ الأمن والسلام في جميع القضايا.
هذا، وقد كانت الإشادة بحفاوة الإستقبال كبيرة من طرف ضيوف الجزائر، حيث نوه مدرب المنتخب السوداني محسن السيد بما حظي به وفد السودان بمجرد حطه الرحال بالأراضي الجزائرية، وصرح في هذا الصدد قائلا: « هذه ثالث مرة أزور فيها الجزائر، ولم أتفاجأ إطلاقا بالحفاوة الكبيرة التي لقيناها من طرف لجنة التنظيم أو حتى مجموعة من الأنصار، لأن العلاقة بين الجزائر والسودان لها أبعاد تاريخية، ولا يمكن أن تقترن بالشأن الرياضي، وعليه فإننا لا نحس ولو لحظة واحدة بأننا غرباء في بلدنا الثاني، وكرم الضيافة ليس بالشيء الجديد على الشعب الجزائري».
وفي رده عن سؤال بخصوص طموحات تشكيلته في هذه الدورة قال محسن السيد: « لقد قصدنا الجزائر بنية البحث عن مكانة فوق «البوديوم»، وعليه فقد سطرنا أهدافا على مراحل، لكن طموحنا الأساسي يبقى بلوغ الدور النهائي، لأننا في سابق المشاركات نجحنا في انتزاع فضية واحدة، الأمر الذي يجبرنا على المراهنة على نفس الإنجاز، مع الإيمان بكامل حظوظنا في القدرة على التتويج بالذهب».
من جهته، لم يتردد مدرب المنتخب العماني أكرم حبريش في الإشادة بالظروف المميزة التي وجدها أشباله عند الوصول إلى الجزائر، واستطرد في هذا الشأن بالقول: « كنا نتوقع الاستقبال بحفاوة كبيرة من طرف الأشقاء الجزائريين، لأن العلاقات بين البلدين وطيدة، والجزائر كسبت خبرة كبيرة في تنظيم مختلف المنافسات الرياضية، ودوما تنجح في كسب الرهان، لذا فإننا نتوقع نجاحا باهرا في تنظيم هذه الطبعة من الألعاب العربية، وما تم تسخيره لنا في عنابة من مرافق الإقامة، وملاعب للتدريبات يجسد الاستعدادات الحثيثة التي قامت بها الدولة الجزائرية للعمل على إنجاح هذه الدورة، لأن ظروف الإقامة مريحة جدا، وتركيزنا يبقى منصبا على العمل الميداني، والسعي للذهاب إلى أبعد محطة ممكنة في هذه التظاهرة، لأن كل المنتخبات ستدخل الدورة بحظوظ متساوية، وأرضية الميدان كفيلة بتفجير مفاجآت مدوية، وهذا رهاننا الأول في هذا الفوج».
صالح / ف