اختار الناخب الوطني جمال بلماضي، في مواجهة المنتخب المصري التي انتهت على وقع تعادل لم يرض كثيرا محبي الخضر، تثبيت ثنائية محور الدفاع المكونة من لاعب بوروسيا دورتموند رامي بن سبعيني وزميله عيسى ماندي من فياريال الاسباني، على الرغم من إشكالية غياب آيت نوري عن التربص بسبب الإصابة وعدم استدعاء جوان حجام لنقص المنافسة، إضافة إلى الالتحاق المتأخر لياسر لعروسي الوافد الجديد على بيت الخضر، وهي العوامل التي رجحت إمكانية تحويل ابن مدينة قسنطينة إلى الجهة اليسرى، التي شغلها على مدار السنوات الخمس الماضية أي منذ قدوم الطاقم الفني الحالي للمنتخب.
وكانت عدة خيارات مطروحة قبل موعد المواجهة، بخصوص تركيبة الدفاع ككل، من أجل سد «ثغرة» الجهة اليسرى، أولها مواصلة الاعتماد على توبة مثلما فعل بلماضي، رغم أنه لم يقدم ما يمنح الاطمئنان، في حين أسقط مسؤول العارضة الفنية، ورقة إدخال تغيرات على التركيبة، بتغيير منصب بن سبعيني وتوظيف توقاي إلى جانب ماندي في المحور، مثبتا ثنائية «بن سبعيني – ماندي»، قبل الاستحقاق القاري.
وبات جليا أن مدرب الخضر، يبحث عن منح المزيد من الوقت للثنائي ماندي وبن سبعيني من أجل رفع درجة التنسيق والانسجام بين اللاعبين ومن ثمة تقوية هذا المنصب الحساس، الذي تأثر كثيرا بعد ابتعاد بلعمري عن المنتخب وقبله عدلان قديورة الذي كانت طريقة توظيفه في التشكيلة الأساسية تعطي تماسكا كبيرا للمنظومة الدفاعية، ومن ثمة حل إشكالية استقبال شباك المنتخب للأهداف بطريقة ساذجة ومن أخطاء يتحمل في غالبيتها محور الدفاع المسؤولية مثلما كان الشأن أمس، لما تلقى ماندريا هدفا مصريا يسأل عنه كثيرا عنصرا المحور بن سبعيني وماندي، فالأول أهمل مراقبة جبر عند إرجاعه الكرة للمحور، في حين سهل ماندي من مهمة حمدي فتحي، الذي وجد نفسه حرا طليقا في مواجهة الشباك الفارغة، وهي تقريبا نفس الأخطاء التي سمحت لبعض منافسي الخضر من أخذ الأسبقية في مواعيد سابقة، منها لقاء تونس الودي وقبله لقاء السد الفاصل في تصفيات المونديال أمام منتخب الكاميرون، دون نسيان سبب الخسارة أمام منتخب غينيا الاستوائية في «الكان».
وقبل أسابيع عن انطلاق دورة كوت ديفوار، فإن الناخب الوطني يبقى مطالبا بتصحيح أخطاء تموقع المدافعين، بعدما أبانت مواجهة مصر الودية مرة أخرى، أن الكرات الثابتة باتت هاجسا ونقطة ضعف يستغلها منافسونا، لأن أنصاف الفرص تمنحهم فرصا كبيرة لزيارة مرمانا.
كريم - ك