افترق أمس، الجاران مولودية باتنة والكاب على نتيجة التعادل في الديربي الأوراسي رقم 39، الذي وفى بكامل وعوده بعد أن طغى عليه الاندفاع البدني والتنافس الكبير والجانب التكتيكي، بالإضافة إلى الحيطة والحذر، مع كثرة فرص التهديف من الجانبين، ما يعكس الرغبة في صنع الفارق وحدة الصراع، ولو أن المولودية دخلت المباراة بقوة، حيث كانت السباقة إلى الأخذ بزمام المبادرة وفرض ضغط مكثف على دفاع الكاب، الذي بدا منظما ومنضبطا، حيث كاد شرارة يهز شباك الحارس بن شيخ مبكرا بعد أن ارتطمت رأسيته بالعارضة الأفقية (د2)، ليسير على خطاه حجيج الذي تلقى تمريرة من بزاز (د6) لم يستغلها بالشكل المطلوب. رد فعل الشباب كان قويا عن طريق زرمان، الذي توغل على الجهة اليسرى، غير أن محاولته الفردية لم تشكل خطرا على مرمى براهيمي(د9)، قبل أن يجانب زميله علواني التهديف بتسديدة قوية عند الدقيقة (12).
ورغم ضيق هامش المناورة وضغط المنافس، إلا أن أشبال ترعي لم يفقدوا الثقة بالنفس، حيث حملوا مشعل المبادرات، مع اللجوء إلى المرتدات التي كادت أن تثمر إحداها، لولا تدخل كركود لوقف محاولة حجيج الذي كانت كرته في طريقها لشباك بن شيخ(د19)، ليعود الشباب إلى التصعيد بواسطة بركاني في مناسبتين (د27 و 32)، ثم بومعيزة إثر كرة ثابتة مرت جانبية على مرمى براهيمي (د36). ومع مرور الوقت، ارتفع الضغط النفسي للمباراة، تزامنا مع اشتعال المدرجات بحماس الجمهور الحاضر، حيث واصل الكاب إقلاق سكينة حارس البوبية الذي تصدى لتسديدة زرمان عند الدقيقة (41)، في وقت أبدى رفقاء قوميدي حالة من الصمود، مفضلين اللعب بعقلانية، وتحصين مواقعهم الخلفية، للحد من حرارة المنافس، إلى غاية نهاية الشوط الأول دون أهداف.
المرحلة الثانية، دخلها الشواية بكثير من العزم على إحداث التفوق خاصة بعد إقحام المخضرم ناجي مكان ريغي، وتغيير الرسم التكتيكي، إلى درجة أنه لم تمض (6) دقائق حتى ضيع بركاني فرصة التسجيل، وهو إنذار حقيقي للمولودية التي خرجت من قوقعتها وصعدت من هجماتها بعد أن رمت بكامل ثقلها في الجهة المقابلة، في محاولة لاختراق دفاع الشباب، لكن، قلة التركيز فوتت على غضبان فرصة أخذ الأسبقية، بعد أن أخرج المدافع بومعيزة كرته إلى الركنية في الدقيقة(54). وبمرور الدقائق، انخفض ريتم الأداء رغم دخول خنفري وبن مرزوق لأول مرة من جانب المولودية، إلى غاية الدقيقة (71) التي كادت أن تبتسم لبركاني عقب تنفيذ ركنية، ثم مخالفة لكرميش تصدى لها الحارس براهيمي(د81)، ليبقى الفريقان يتبادلان الهجمات، قبل أن يتعرض مدافع البوبية بن عبدة إلى إصابة، أدت إلى توقف اللقاء لبعض الدقائق. ورغم محاولات الفريقين في اللحظات الأخيرة للوصول إلى الشباك، إلا أن الأمور ظلت على حالها حتى نهاية المواجهة، بتعادل لا يخدم الطرفين، وفي روح رياضية عالية. م ـ مداني