ضبط الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش "دفتر شروط" للراغبين في حجز مكانة دائمة في المنتخب الوطني، عقب الإشراف على تربصين تحضيريين، خاض خلالهما أربع مباريات، كانت كفيلة له بتشخيص "الداء"، ومباشرة رحلة البحث عن الوصفة المثالية لقيادة الخضر إلى مونديال 2026، بعد غياب عن النسختين الماضيتين، الأمر الذي جعله يدون بعض الملاحظات والنقاط الواجب توفرها في العناصر المعنية بالمعسكرات القادمة، بداية من تربص سبتمبر، الذي قد يعرف انطلاق تصفيات "كان 2025"، بناء على الأخبار الواردة من الاتحاد الإفريقي، وكل شيء، سيتحدد على هامش القرعة المبرمجة يوم 4 جويلية المقبل.
وأكدت مصادر موثوقة للنصر، أن بيتكوفيتش يعتبر التنافسية أهم عامل، لضمان مكانة في المنتخب، إضافة إلى تفضيله اللعب في المستوى العالي، خاصة بالنسبة للاعبين في مختلف المناصب، باستثناء حراسة المرمى، بدليل عدم استدعائه في التربص الأخير أي عنصر ينشط في القسم الثاني، رغم تواجد بعض الأسماء في القائمة الموسعة، ولعل أبرزها عبد اللي الصاعد الجديد إلى القسم الأول الفرنسي مع فريقه أنجي، لكنه من ناحية الترتيب يتواجد خلف كل من عوار وبراهيمي وبن زية وغويري، وجميع الأسماء المذكورة، يمكنها تقمص دور صانع الألعاب.
وأما بالنسبة للعامل الثاني، بالنسبة ليتكوفيتش، يتمثل في المردود مع المنتخب، وذلك بعد الحصول على فرصة المشاركة مع الخضر، إضافة إلى أهم نقطة، والتي يراها أكثر من مهمة لنجاح أي منتخب، وهي كيفية التأقلم والمعايشة مع المجموعة، ويحبذ العناصر التي تطبق التعليمات ولا تثير المشاكل مثلما حدث مع عوار، الذي لازم في هدوء كرسي الاحتياط في مواجهة غينيا، قبل أن يعتمد عليه في موقعة كامبالا، وكان من بين أحسن العناصر، ما سمح له بكسب عديد النقاط، قد تشفع له بحجز مكانة في تربص سبتمبر المقبل.
وجه رسالة واضحة وهذا ما يتمناه
استغل بيتكوفيتش التربص الأخير، لتوجيه رسالة واضحة للاعبين، سيما العناصر التي تعاني من مشاكل مع فرقها، على شاكلة عوار المرشح للانتقال إلى الدوري الفرنسي (عبر بوابة نيس)، أو اللاعبين الذين يتواجدون في نهاية عقودهم مع فرقهم، في صورة الظهير الأيمن يوسف عطال، بضرورة العمل على اختيار النادي الذي يسمح لهم بضمان منصب أساسي، إضافة إلى الأسماء المتواجدة على رادار عديد الأندية، بعد التألق في الموسم المنقضي، في صورة عمورة وآيت نوري وغويري، أين يمني مدرب الخضر النفس بانتقال ثلاثة إلى أربعة لاعبين إلى أندية من المستوى الأول في أوروبا، وهو ما سيساهم بشكل مباشر في ارتفاع مستوى المنتخب.
وما يتوجب الإشارة إليه، هو أن العديد من العناصر قد فهمت رسالة بيتكوفيتش جيدا، بدليل ما قام به قيتون الذي طلب من وكيل أعماله، مباشرة البحث عن فريق جديد يسمح له بالبقاء في الدرجة الأولى الفرنسية، وذلك بعد سقوط فريقه ميتز إلى الدرجة الثانية، أين يوجد مدافع الخضر محل اهتمام نادي لانس، والحال كذلك بالنسبة لبلعيد الذي يرغب في خوض تجربة في أوروبا عبر بوابة بلجيكا، رغم أنه يعتبر المطلوب رقم واحد، لدى العملاق المصري النادي الأهلي.
يريد منافسا لماندريا ولكن..
وحسب ذات المصادر، فإن الناخب الوطني قد اقتنع بضرورة تعزيز منصب حراسة المرمى، من خلال توجيه الدعوة لمنافس فعلي للحارس ماندريا، بعدما وقف على بعض النقائص لدى حارس نادي "كون"، الذي تلقت شباكه ثلاثة أهداف في التربص الأخير، وقبل ذلك هدفين في ودية بوليفيا، مع تحمله جزء من المسؤولية في بعض الأهداف، إضافة إلى عدم استعداد مدرب الخضر المجازفة بكل من بن بوط (لم يشارك ولو لدقيقة واحدة في عهد بيتكوفيتش)، وزغبة الذي تلقت شباكه ثلاثة أهداف كاملة في ودية جنوب إفريقيا، الأمر الذي جعل التقني البوسني يضع قائمة مصغرة بأسماء بعض الحراس، تحسبا لإمكانية الاستنجاد بواحد منهم، وقد يكون أوكيدجة الأقرب، لسببين الأول كون الناخب الوطني استفسر قبل تربص مارس، عن العوامل التي جعلت حارس ميتز يقرر الاعتزال، رغم أنه يعتبر من بين أفضل الحراس في الدوري الفرنسي، إضافة إلى تلميحه مؤخرا للتراجع عن الاعتزال الدولي في حال تلقي استدعاء من طرف بيتكوفيتش، وهو ما وصل مسامع المسؤول الأول على العارضة الفنية للمنتخب.
وأما الاسم الثاني الموجود في القائمة المصغرة لحراس المرمى، هو حامي عرين شباب بلوزداد ألكسيس قندوز، الذي أعجب كثيرا بيتكوفيتش بإمكاناته، وقد يوجه له الدعوة مستقبلا، في حال المواصلة بنفس المستوى.
تربص سبتمبر سيكون حاسما
ويتواجد الناخب الوطني في الوقت الحالي في عطلة، وذلك بعد نهاية تربص جوان، الذي خرج منه بأخف الأضرار، من خلال حصد 3 نقاط، بعد العودة بكامل الزاد من سفرية أوغندا، سمحت للخضر باحتلال صدارة الترتيب، وتدارك الخسارة المسجلة أمام غينيا، على عكس ما كان يتمناه التقني البوسني، الذي خطط للخروج من أول مواجهتين رسميتين له على رأس المنتخب الوطني بست نقاط، غير أن الأمور لم تسر معه بالشكل المطلوب، الأمر الذي جعل التقني البوسني يحول اهتمامه إلى تربص سبتمبر، والذي سيكون حاسما بالنسبة للعديد من العناصر، تزامنا مع إمكانية عودة الركائز، وفي مقدمتهم القائد رياض محرز، مثلما صرح به رئيس الفاف وليد صادي، وقبله بيتكوفيتش، في انتظار جلسة الحسم المرتقبة بين الطرفين في الأيام المقبلة، وذلك بعد نهاية العطلة الصيفية للرجلين، دون أن ننسى احتمال عودة بلايلي الذي بصم على موسم مميز مع مولودية الجزائر، وبدرجة أقل سليماني الذي يبقى أحد الحلول الممكن اللجوء إليها، في حال انتقل إلى فريق يسمح له بالمشاركة بانتظام، ويستعيد مستوياته المعهودة، في ظل تراجع أداء بونجاح مع المنتخب، واستعداده لخوض تجربة جديدة مع فريق الشمال القطري.
حمزة.س