تعيش الاتحادية الجزائرية لكرة اليد مرحلة مفصلية، حيث ستُعقد الجمعية العامة الانتخابية يوم الخميس 6 مارس 2025 لاختيار قيادة جديدة ستشرف على تسيير شؤون الكرة الصغيرة الجزائرية، خلال الفترة الأولمبية الممتدة من 2025 إلى 2029.
وتأتي هذه الانتخابات في سياق تغييرات عميقة شهدتها الهيئة الفيدرالية، عقب استقالة الرئيسة السابقة كريمة طالب، التي غادرت منصبها على خلفية الأداء الباهت للمنتخب الوطني في بطولة العالم الأخيرة، ونتيجة لهذا الوضع، تم تعيين عبد القادر قاضي رئيسا مؤقتا للاتحادية يوم 11 فيفري الماضي، بعد اجتماع استثنائي للمكتب التنفيذي، في خطوة تهدف إلى ضمان استمرارية العمل التنظيمي حتى انتخاب قيادة جديدة.
ومع اقتراب موعد التصويت، تشهد الأوساط الرياضية المهتمة بكرة اليد الجزائرية حالة من الترقب، حيث ينتظر الجميع هوية الرئيس القادم للاتحادية، وسط تطلعات كبيرة لإعادة هيكلة اللعبة، وتحقيق نتائج مشرفة على الصعيدين القاري والدولي.
وكان أمس آخر موعد لتقديم ملفات الترشح، ليتم اليوم (4 مارس) مباشرة أعمال لجنة الطعون، فيما سيُكشف عن القائمة النهائية للمترشحين غدا (5 مارس)، أي قبل يوم واحد فقط من موعد انعقاد الجمعية العامة الانتخابية.
وإلى جانب انتخاب رئيس جديد، وضعت الاتحادية استراتيجية لتعزيز الطاقم الفني للمنتخب الوطني، حيث أعلنت سابقا عن فتح باب الترشح لمناصب محورية مثل المدير الفني الوطني ومدير المنتخبات الوطنية، ومدرب المنتخب الأول، وقد أُغلق باب الترشح لهذه المناصب أمس، في خطوة استهدفت استقطاب كفاءات محلية ودولية قادرة على قيادة المشروع الفني الجديد، والنهوض بمستوى كرة اليد الجزائرية.
وضمن مساعي التحضير لهذه الانتخابات، عقدت الجمعية العامة العادية اجتماعها يوم الجمعة 28 فيفري 2025، بالمدرسة العليا لعلوم وتكنولوجيا الرياضة بالعاصمة، حيث تم انتخاب أعضاء اللجان المكلفة بتنظيم العملية الانتخابية، وشملت هذه اللجان لجنة الترشيحات، التي تضم كلا من عز الدين بن سبع وحروز بوعمامة ودجلول بن حميدة، ولجنة الطعون، التي تتألف من يوسف بن عمار وعيسى بن قدور وعبد القادر
بن عامر، ولجنة تسليم واستلام المهام، لضمان انتقال سلس للإدارة المقبلة دون عوائق تنظيمية.
وتُعقد هذه الانتخابات في ظل تحديات كبرى، تفرض على القيادة المقبلة مسؤوليات جسيمة، أبرزها إعادة هيكلة المنتخبات الوطنية بمختلف فئاتها، ووضع استراتيجية جديدة لتطوير الأداء الفني وتحسين مستوى التكوين والتدريب، من خلال الاستثمار في الكفاءات الفنية والإدارية، وتعزيز حضور المنتخب في المنافسات الإقليمية والدولية، خاصة في البطولات الإفريقية وكأس العالم.
ويأمل عشاق كرة اليد الجزائرية أن تفرز هذه الانتخابات قيادة قادرة على إعادة أمجاد اللعبة محليا ودوليا، بعد سنوات من التذبذب في النتائج والأداء الإداري.
سمير. ك
