حققت جمعية الخروب انتصارا على قدر كبير من الأهمية، على حساب أمل بوسعادة، بعد أن عادت من بعيد ونجحت في قلب الموازين، خلال الدقائق 12 الأخيرة التي وصفت بالمجنونة، طبعها الاندفاع البدني والإثارة، حتى وإن كان مستواها الفني لم يتعد حاجز المتوسط، بفعل البحث عن النتيجة وقلة التركيز، مع كثرة فرص التهديف، سيما من جانب المحليين الذين دخلوا المقابلة بقوة، ما سمح لهم بالتحكم في مجريات اللعب، وفرض ضغط مكثف على دفاع الأمل، الذي بدا منظما ومنضبطا، بحيث لم يجدوا الثغرة المؤدية إلى شباك الحارس قحة، فيما اعتمد الضيوف على المقاومة وتجميد اللعب، الأمر الذي جعلهم يتحملون عبء اللقاء، ولو أن ذلك لم يكن كافيا لتجسيد سيطرة أصحاب الأرض، في غياب النجاعة الهجومية، رغم الفرصة المبكرة لعباس بعد توزيعة من أكرور(د6)، قبل أن يلاحق سوء الطالع ذيب في مناسبتين (د12 و 18).
ورغم ضيق هامش المناورة، إلا أن المحليين حملوا مشعل المبادرات، وخاضوا سلسلة من الهجمات عن طريق عباس وبولعينين وأوكال، غير أنها كانت تفتقد في كل مرة للنضج المطلوب، ما تجسده الفرص الضائعة لذيب (د22 و27)، وقذفة بجاوي(د29).
الزوار الذين لم يتبنوا النزعة الهجومية، بعد أن فضلوا التجمع في منطقتهم، وتحصين مواقعهم الخلفية، قاموا بغلق كل المنافذ والممرات المؤدية إلى شباك قحة، قبل أن ينجح المدافع بن يحيى في خطف هدف السبق ومخادعة الحارس عيساني عند الدقيقة (37)، وسط دهشة الأنصار.
إرادة المحليين في إعادة الأمور إلى نصابها كانت أقوى، إلى درجة أنهم جانبوا التعديل في ثلاث مناسبات عن طريق بوالعينين وعباس بفعل نقص الفعالية.
دفاع أشبال بلعريبي الذي عانى الأمرين في 45 دقيقة الأولى، وجد صعوبات كبيرة في صد الهجمات المتتالية لرفقاء زلامي خلال الشوط الثاني، الذي دخلوه بكثير من العزم على تدارك تأخرهم، حيث سجل انتعاش قاطرتهم الأمامية، خاصة بعد التغييرات التي أحدثها بلشطر، حيث لم تمر 6 دقائق حتى أهدر بولعينين فرصة سانحة لهز شباك قحة، عقب تمريرة محكمة من البديل علوان.
تراجع الضيوف إلى الخلف واكتفائهم بتشتيت الكرة وتضييع الوقت، صعب من مهمة الخروبية الذين أهدروا أهدافا محققة، بواسطة بولعينين الذي أدار له الحظ ظهره في هذا اللقاء، قبل أن يتمكن من رد الاعتبار لنفسه، بتعديله النتيجة بطريقة ذكية (د80)، محررا زملائه، ثم صنع الفارق في الدقيقة (87).
بعدها انكسرت شوكة الزوار الذين استسلموا لإرادة لايسكا، ما جعلهم يتلقون هدفا ثالثا وقاتلا، حمل توقيع البديل بزاز (د90 +2) لتحقق بذلك الجمعية أول فوز لها ولو بعد عملية قيصرية.
م ـ خ
