ـ مجموعة الشرق ـ
قمة النجاة بقالمة والإثارة في مواعيد "البقاء"
توحي القراءة الأولية في معطيات الجولة 26 لبطولة ما بين الجهات، ببقاء دار لقمان على حالها على مستوى قمة هرم ترتيب المجموعة الشرقية، وذلك بالنظر إلى تواجد الثنائي المتنافس على تأشيرة الصعود على نفس الموجة، بالاستفادة من فرصة اللعب داخل الديار، في الوقت الذي ستكون فيه كوكبة المهددين بالسقوط على صفيح ساخن، إنطلاقا من «قمة النجاة» التي سيحتضنها ملعب سويداني بقالمة، مرورا بالمهمة العسيرة لشباب ميلة بالخروب، وصولا إلى تنقل شباب قايس إلى عين البيضاء، لأن مخلفات هذه المباريات، ستوضح الرؤية أكثر على مستوى القاعدة الخلفية.
مؤشرات تكريس الوضع القائم في الصدارة، تنطلق من استفادة الرائد نجم بني والبان من فرصة اللعب داخل الديار، وهذا عند استقبال نصر الفجوج في مباراة أحادية الأهمية، تصب كل حساباتها في رصيد النجم، الذي لم يفرط سوى في نقطتين بملعب بوقفة منذ انطلاق الموسم، فضلا عن بلوغه محطة اللارجوع، لأن وضعيته الحالية تجبره على حصد الزاد كاملا داخل الديار، قبل التفكير في الرحلتين المتبقيتين إلى قايس والخروب، وهشاشة «النصرية» خارج القواعد منذ انطلاق النصف الثاني من البطولة، ترجح كفة أشبال المدرب نيبوشة لكسب الرهان، وشحن البطاريات، تحسبا لآخر منعرج من سباق الصعود.
من جهته، سيكون الوصيف فريق جمعية الخروب أمام فرصة ضخ 3 نقاط إضافية في الرصيد، وذلك بتوظيف ورقة الأرض في مباراتها مع شباب ميلة، في قمة النقيضين، لكن كل المعطيات تمنح «لايسكا» الأفضلية للظفر بكامل الزاد، مادامت الوضعية الحالية تحتم على «الخروبية» الفوز باللقاءات الخمسة المتبقية لخطف تأشيرة الصعود، رغم أن شباب ميلة لن يدخل هذه المواجهة في ثوب الضحية، لأن يتواجد ضمن كوكبة المهددين بالسقوط، ويسعى لتفجير مفاجأة مدوية لإثراء حظوظه في النجاة، ولو أن «السيبيام» لا تجيد التفاوض في السفريات، بدليل أن حصادها في التنقلات السابقة اقتصر على 3 تعادلات، وكانت كلها في مرحلة العودة من المشوار.
صعوبة مأمورية شباب ميلة بالخروب، تلقي بظلالها على حسابات القاعدة الخلفية، لأن أبناء «ميلاف» يعدون من أبرز أطراف معادلة السقوط، ولو أن أنظار المتتبعين ستكون مشدودة إلى ملعب سويداني بوجمعة بقالمة، أين ستجرى قمة واعدة تضع الترجي والجار شباب الذرعان وجها لوجه، في «ديربي» لا تقبل نقاطه القسمة على اثنين، لأن «السرب الأسود» سيلعب فرصة الحظ الأخير، وأي مكسب غير النقاط الثلاث، سيكلفه تذكرة على متن القطار المؤدي إلى الجهوي، خاصة بعد التراجع الرهيب، وتلقي 4 هزائم متتالية، بينما سيدافع الشباب عن آماله في النجاة، بالسعي لتفادي الهزيمة، على اعتبار أنه مقبل على تنقلين متتاليين، سيرسمان المعالم الأساسية لمستقبله في هذه الحظيرة.
على صعيد آخر، سيكون شباب قايس على المحك بعين البيضاء، وأمامه خيار وحيد، يتمثل في ضرورة النجاح في تذوق طعم الانتصار خارج الديار لأول مرة منذ بداية المشوار، وذلك بالاستثمار في وضعية أهل الدار، على اعتبار أن «الحراكتة» رسّموا سقوطهم، ومع ذلك فإنهم لم يفرطوا في أي نقطة بملعبهم في مرحلة الإياب، الأمر الذي من شأنه أن يصعب من مأمورية الشباب في تحقيق المبتغى، بينما سيلعب أولمبي الطارف ورقة الحظ الأخير، لأن استضافة مولودية باتنة تبقى للتمسك ببصيص من الأمل، في رحلة البحث عن ثاني فوز في النصف الثاني من الموسم. ص / فرطــاس