عرفت الطبعة الأولى لكأس المواهب الشبانية التي نظمتها المديرية الفنية الوطنية، بروز بعض منتخبات شرق البلاد، على اعتبار أن النهائي كان من تنشيط منتخبي المسيلة وسطيف، وعاد التتويج لأبناء «الحضنة» بركلات الترجيح، بعد انتهاء المباراة في وقتها الرسمي دون اهتزاز الشباك.
هذه المنافسة، والتي احتضن فعالياتها مركب ميلود هدفي بوهران خلال الفترة الممتدة ما بين 8 و12 جويلية الجاري كانت فرصة للمديرية الفنية الوطنية من أجل التنقيب عن المواهب الشابة، بعد حصر المشاركة في مواليد سنة 2010، لأن خارطة الطريق التي رسمها عامر منسول وطاقمه ترمي إلى إعادة هيكلة كل المنتخبات الوطنية للأصناف الشبانية، والانطلاق بها من نقطة الصفر، وفق مشروع يمتد إلى غاية 2030، وهي الاستراتيجية التي استوجبت التكثيف من الملتقيات والدورات الانتقائية لكل فئة عمرية، في ظل تسخير الفاف شطرا من القرية المتوسطية بوهران لتجسيد البرنامج المسطر من طرف المديرية الفنية الوطنية على المدى القصير.
من هذا المنطلق، فإن النسخة الأولى من كأس المواهب الشبانية التي تم اعتمادها في نهاية الموسم الجاري كانت محطة لتجميع 440 شابا من مختلف ولايات الوطن، يمثلون 20 منتخبا ولائيا، وقد سارت المنافسة وفق برنامج مكثف، اضطر على ضوئه كل منتخب لخوض مقابلتين في نفس اليوم، وهذا بمراعاة المخطط التي ضبطته المديرية الفنية، لأن الدورة جرت تحت مجهر المدراء التقنيين الجهويين للرابطات التسعة، والهدف منها تمثل بالأساس في إعداد قائمة أولية موسعة تشكل اللبنة الأساسية لمنتخب هذه الفئة العمرية، تحسبا للاستحقاقات الرسمية التي تنتظر منتخب فئة أقل من 17 سنة خلال المواسم الثلاثة القادمة، وعليه فقد جرت المنافسة في دورها الأول على مستوى 4 أفواج، ضم كل فوج 5 منتخبات، بمشاركة 6 منتخبات من شرق البلاد، ويتعلق الأمر بمنتخبي قسنطينة وسطيف، عن إقليم رابطة قسنطينة الجهوية، وكذا باتنة والمسيلة عن الرابطة الجهوية لباتنة، في حين حمل راية تمثيل رابطة عنابة الجهوية منتخبا قالمة وتبسة، وقد لعب كل منتخب في الدور الأول 4 لقاءات، فكان الإقصاء مصير منتخبات قسنطينة، قالمة وتبسة، رغم أن أنباء الولاية رقم 12 أدوا مشوارا ممتازا، لأنهم دشنوا المنافسة بانتصار بثلاثية على منتخب ورقلة، ثم حققوا 3 تعادلات دون أهداف، مع كل من تيارت، الجزائر الوسطى والمسيلة، الأمر الذي نصبهم في المركز الثالث في المجموعة الرابعة خلف كل من الجزائر الوسطى والمسيلة، فكان المنتخب الوحيد الذي أقصي من الدور الأول دون تلقي أي هزيمة، مع عدم اهتزاز شباكه في 4 مباريات، بينما توقفت مغامرة منتخب ولاية باتنة في هذه التظاهرة عند ربع النهائي، إثر انهزامه أمام منتخب بشار، في الوقت الذي بلغ فيه منتخبا سطيف والمسيلة المباراة النهائية، فكان التتويج لأبناء «الحضنة» بركلات الترجيح، فنال منتخب المسيلة شرف إحراز أول لقب لكأس المواهب الشبانية.
إلى ذلك، فقد اعتمدت المديرية الفنية الوطنية جوائز فردية في هذه التظاهرة، انتزع من خلالها حارس منتخب سطيف براهيمي جائزة أفضل حارس في الدورة، كما أحرز زميله محمد فنينخ لقب هداف الدورة، لأنه سجل 7 أهداف، ووضع بصمته في كل اللقاءات، باستثناء الدور النهائي، والذي كان المباراة الوحيدة التي صام فيها الشاب فنينخ عن هز الشباك، بينما تم اختيار صانع ألعاب منتخب بشار صلاح الدين بونوة كأفضل لاعب في هذه الدورة، وقد تم توزيع الجوائز خلال الحفل الختامي الذي احتضنه مركب ميلود هدفي بوهران سهرة أول أمس، تحت إشراف المدير الفني الوطني عامر منسول، والمنسق العام للجنة التقنية الوطنية رابح سعدان، إضافة إلى المدراء الفنيين للرابطات الجهوية التسعة، بحضور ممثل الفاف رشيد جكاني، باعتباره مكلف بالتنسيق مع الرابطات.
ص / فرطاس