تحسّر كثيرا لاعب المنتخب الوطني مختار بلخيثر، على فقدانه لصديقه المقرب الفكاهي محمد جديد المدعو «بوضو»، وقال إنه يفتقده وخاصة خلال شهر رمضان الحالي، مشيرا في حوار للنصر بأن بطل سلسلة ثلاثي الأمجاد، تمنى رؤيته قبل وفاته بأيام قليلة، غير أن التزاماته مع النادي الإفريقي حرمته من التواجد بوهران، كما تحدث بلخيثر عن حلمه بمواجهة لاعبه المفضل في العالم كريستيانو رونالدو، الذي سيكون على موعد رفقة منتخب بلاده البرتغال لمواجهة الخضر شهر جوان الداخل.
حـاوره: مروان/ب
• كيف تقضي أيام الشهر الفضيل ؟
كنت متواجدا رفقة فريقي النادي الإفريقي التونسي، الذي انتقل إلى المملكة العربية السعودية قبل أزيد من أسبوع، من أجل المشاركة في التصفيات المؤهلة إلى البطولة العربية المرتقبة الموسم المقبل، وقد قضيت أولى أيام الشهر الفضيل بعيدا عن عائلتي.
«بوضو» انتظر زيارتي قبل وفاته وأفتقده في رمضان
• منذ متى وأنت تقضي شهر رمضان بعيدا عن العائلة ؟
قبل أن أجيبكم عن هذا السؤال، يجب أن أتحدث عن صعوبة الصوم بالسعودية، في ظل الارتفاع المحسوس للحرارة، ولكن لحسن حظنا أننا نخوض المباريات في السهرة، وإلا لكانت الكارثة، أنا سعيد بالتواجد في البقاع المقدسة، غير أنني عانيت كثيرا خلال الأيام الأولى من رمضان، وكدت أفطر من قساوة الظروف المناخية (يضحك)، وعن تواجدي بعيدا عن العائلة خلال الشهر الكريم، فلقد تعودت على هذا الشيء، بحكم عملي كلاعب كرة قدم محترف، فأنا لم أصم بوهران منذ خمس سنوات كاملة، وبالتالي أنا مشتاق للمأكولات اللذيذة التي تعدها الوالدة العزيزة، إلى جانب الزوجة الكريمة، دون أن أنسى لمة الأحباب والأصحاب خلال السهرة، في انتظار الانتهاء من التزاماتي مع الإفريقي لكي أعود إلى وهران، التي أحن لأجوائها خلال الشهر الفضيل.
• ما هي وجبتك المفضلة خلال هذا الشهر الكريم وماذا عن البرنامج التلفزيوني الأقرب إلى قلبك ؟
أعشق طبق الحريرة الذي تعده الوالدة العزيزة، ولا أفرط في «الفريت أوملات»، كما أنني متابع جيد للبرامج التلفزيونية، خاصة تلك التي يكون بطلها الفكاهي القدير الحاج لخضر، الذي أكنه له كل الاحترام، بالنظر إلى الأعمال الراقية، التي يتحفنا بها خلال كل شهر رمضان، دون أن أنسى المرحوم العزيز إلى قلبي هواري ثلاثي الأمجاد، الذي وافته المنية قبل عدة أسابيع فقط بعد معاناة طويلة مع المرض، أنا مشتاق كثيرا لصديقي "بوضو"، وأدعو له بالرحمة والمغفرة خلال كل صلواتي.
فخور بانتمائي إلى مدينة صدرت النجوم في مختلف المجالات
• يقال بأن علاقة صداقة قوية كانت تجمعك بالنجم الفكاهي المرحوم «بوضو»...
أجل هو صديق مقرب لي، ولقد طلب رؤيتي قبل وفاته بأيام قليلة فقط، ولكن التزاماتي مع النادي الإفريقي حرمتني من تحقيق أمنيته، أنا أعتذر منه، ولقد تأثرت كثيرا لرحيله دون أن ألتقي به، لقد خسرنا قبل الفكاهي المميز إنسانا رائعا بأتم معنى الكلمة، كونه سخّر حياته ومشواره الفني لرسم الابتسامة على وجوه الجميع، بفضل أعماله الراقية، دون أن ننسى روحه المرحة، وعلاقته الطيبة مع كافة الناس، إلى درجة جعلت جنازته تشهد حضورا كبيرا لمحبيه والشغوفين بأعماله.
• ما سر تألق أبناء وهران الذين يصنعون الحدث في الرياضة والفن ؟
مدينة وهران أنجبت العديد من النجوم، ويكفي أن نتحدث عن كرة القدم التي تقدم الآن عديد الأسماء اللامعة، على غرار بلقروي وبونجاح وبلايلي وبن عيادة وبلخير وبلجيلالي والقائمة تطول، دون أن ننسى الفن الذي قدم لنا عدة نجوم، في صورة بعض المطربين والممثلين كالشاب بلال وبلال الصغير والفكاهي خساني وثلاثي الأمجاد، وغيرهم ممن شرفوا الباهية وهران ونجحوا في إيصال أعمالهم إلى خارج الوطن.
• ماذا كنت تحلم أن تكون في الصغر ؟
لم أكن أفكر في شيء سوى كرة القدم التي سلبتني عقلي، وجعلتني أغادر مقاعد الدراسة في سن مبكرة، حيث التحقت بمحل والدي، الذي كنت أساعده في عمله المتعب والمضني، مع عدم التفريط في كرة القدم، التي كنت أؤمن بمقدرتي على التألق فيها، في ظل امتلاكي للموهبة والرغبة، الحمد لله وقفت إلى جانب الوالد، الذي بفضل دعواته ودعوات الوالدة، تحولت إلى لاعب كرة قدم محترف، حظي بفرصة الدفاع عن الألوان الوطنية.
• هل ندمت على شيء في حياتك ؟
لم أندم على شيء، وحتى ما حدث لي خلال الميركاتو الشتوي الماضي مع فريق شباب قسنطينة تجاوزته، بدليل أنني باركت لكافة أصدقائي القسنطنيين اللقب الذي ظفروا به عن جدارة واستحقاق، أنا إنسان طيب، وأمقت كل من يسيء للآخرين.
أعمال الحاج لخضر الراقية تزيد من حلاوة شهر رمضان
• بماذا تشعر عند رؤية تونس في المونديال في وقت ستضطر جماهير الخضر لمتابعته خلف شاشات التلفزيون ؟
مؤسف عندما ترى بأن منتخبات عربية قد تأهلت إلى المونديال المقبل، في وقت عجزنا فيه عن المرور إلى نهائيات كأس العالم لثالث مرة على التوالي، يجب أن نقول الحقيقة، نحن نمتلك منتخبا أفضل بكثير عن تونس، التي أعرف غالبية لاعبيها بحكم احترافي مع النادي الإفريقي، ولكن المشاكل الداخلية فعلت فعلتها بالمنتخب الوطني، الذي يجب أن يعود إلى الواجهة في أقرب وقت ممكن، ونحن نعلق آمالا عريضة على الطاقم الحالي المشكل من ماجر وإيغيل ومناد، في ظل معرفتهم الجيدة بظروف الكرة الجزائرية، أنا أستغل الفرصة من أجل الاعتذار من الجماهير الجزائرية، التي كانت تود رؤية منتخبها الوطني في نهائيات كأس العالم بروسيا.
• ما هو المنتخب الذي ستشجعه في روسيا، ولماذا؟
أعشق الماكينات الألمانية، وأتمنى أن تحافظ على اللقب الذي ظفرت به خلال مونديال البرازيل 2014، كما أمني النفس في تألق المنتخبين المغاربيين، وأعني بالذكر تونس والمغرب، اللذين سأقف إلى جانبهما في روسيا، بحكم معرفتي ببعض لاعبيهم الدوليين، دون أن أنسى المنتخب السعودي، الذي أتمنى له حظا موفقا خلال هذه التظاهرة العالمية الكبرى.
• ما هو ناديك المفضل محليا وخارجيا ؟
أشجع مولودية وهران محليا، بحكم أنني من أبناء هذا الفريق العريق، كما أعد مناصرا «شوفينيا» لريال مدريد الإسباني، الذي كتب التاريخ بعد نجاحه في الفوز بنهائي رابطة الأبطال الأوروبية أمام ليفربول الإنجليزي، وحقيقة ما فعله الريال وزيدان يبقى أمرا خارقا ومن الصعب إعادته.
غادرت مقاعد الدراسة مبكرا ولن أنسى أنني كنت بائعا في محل
• من هو قدوتك في عالم الساحرة المستديرة ؟
لاعبي المفضل هو نجم ريال مدريد داني كارفخال، الذي يعد أحسن مدافع أيمن في الوقت الحالي، أنا معجب للغاية بالأدوار التي يقوم بها فوق أرضية الميدان، خاصة وأنني ألعب في نفس منصبه، لكنني حزين لما لحق به في نهائي كييف وأتمنى فقط أن لا يضيع منافسة المونديال.
• ماذا عن أحسن لاعب جزائري في الوقت الحالي ؟
دون أدنى شك رياض محرز أفضل لاعب جزائري، بالنظر إلى إنجازاته الفردية الكثيرة في السنتين الماضيتين، حيث ظفر بلقب أحسن لاعب إفريقي، كما كان اللاعب الإفريقي والعربي الأول الذي ينال جائزة أفضل لاعب في الدوري الانجليزي الممتاز، لقد لعبت إلى جانبه في المنتخب الوطني، وهو يمتلك إمكانات رهيبة، وأتمنى له الانتقال إلى إحدى الأندية الأوروبية الكبيرة.
• هل صحيح أن مزدوجي الجنسية مغرورون ويفتعلون المشاكل وسط المجموعة؟
كل ما يقال عن المغتربين كذب وافتراء، فلقد لعبت إلى جانب عدد معتبر منهم، على غرار براهيمي ومحرز وماندي وغلام، وكلهم لاعبون متواضعون، ويحترمون المحليين، ويساعدونهم في كل شيء، كما أنهم يحبون بلدهم الجزائر، ولا يبخلون بشيء على المنتخب.
كل ما يقال عن المغتربين كذب وافتراء
• هل أنت من هواة تبذير الأموال كجل اللاعبين المحترفين ؟
يجب أن نعترف بأن لاعبي كرة القدم في الجزائر ينفقون أموالا كثيرة على «البريستيج»، غير أنني مختلف عنهم تماما، كوني لا أحب التبذير والمبذرين، فأنا مولوع بالألبسة فقط، ولا أهتم كثيرا بالسيارات الفاخرة، وغيرها من الأمور التي لا تسمن ولا تغني من جوع، لقد تربيت بسيطا، ولن أنسى بأنني كنت بائعا في محل.
• تلقيت مؤخرا دعوة ماجر، تحسبا للمشاركة في مباراتي جزر الرأس الأخضر والبرتغال، ما هو شعورك؟
فخور للغاية بدعوة الناخب الوطني، التي أتت في وقتها، خاصة وأنني مررت بأيام جد عصيبة منذ العودة من نهائيات كأس إفريقيا بالغابون، أين دفعت رفقة بعض العناصر ضريبة الإقصاء المبكر، لقد تجاوزت كل تلك المحطات الأليمة، وأنا سعيد لعودتي إلى الخضر، وأتمنى أن أكون حاضرا في مباراتي الرأس الأخضر والبرتغال، كونها فرصتي من أجل التأكيد على أحقيتي بالمشاركة في «الكان» القادم.
• كما قد تكون أمامك فرصة مواجهة نجم ريال مدريد والمنتخب البرتغالي كريستيانو رونالدو..
اللاعب الجزائري ينفق أموالا كثيرة على "البريستيج"
ستكون لحظات لا تنسى لو تتاح لي فرصة المشاركة كأساسي أمام المنتخب البرتغالي، وألاقي نجم ريال مدريد كريستيانو رونالدو، الذي اعتبره الأفضل في العالم دون منازع.
• هل أنت إنسان عصبي أم هادئ في رمضان ؟
أنا إنسان هادئ بطبعي، كما أنني أزداد اتزانا خلال الشهر الفضيل.
• ما هو البلد الذي تحلم
بزيارته ؟
زرت عدة بلدان، ولكني أحلم بقضاء عطلتي القادمة بالعاصمة الانجليزية لندن.
• ماذا عن وجهتك القادمة ؟
أنا في نهاية عقدي مع الإفريقي التونسي، غير أنني لن أتسرع في حسم مستقبلي، حيث سأحاول دراسة كافة العروض التي وصلتني بروية، على أمل اختيار الوجهة الأنسب.
كدت أفطر من قساوة الظروف المناخيةفي السعودية !
• ماذا تقول في ختام هذا الحوار ؟
رمضان مبارك لكافة الشعب الجزائري، وأتمنى خلال هذا الشهر الفضيل أن تكون عودتي للمنتخب الوطني موفقة، لأنني لا أود الابتعاد عنه مجددا كما حصل معي بعد “كان” الغابون.
م. ب