يعتبر مشروع بلدنا المشترك بين الجزائر و قطر، لتربية الأبقار و إنتاج الحليب و مشتقاته بالجنوب، واحدا من بين المشاريع الاقتصادية العملاقة التي أطلقتها الجزائر لتطوير قدراتها الاقتصادية، و إنشاء الثروة و مناصب العمل، و تحقيق الأمن الغذائي و الحد من الاستيراد المنهك لخزينة البلاد.
فريد .غ
و قد دخل المشروع مرحلة التنفيذ الفعلي على أرض الواقع، وسط تحديات بيئية جديرة بالاهتمام و الدراسة، حتى لا يتحول هذا المشروع إلى خطر على بيئة المنطقة حيث موارد المياه الجوفية و مكونات الوسط البيئي الصحراوي الغني بالتنوع، و المعرض للهشاشة تجاه المؤثرات الصناعية و الزراعية الناجمة عن تنفيذ المشروع، الذي يغطي مساحة واسعة من الأراضي التي ستتحول مستقبلا الى مزارع للأبقار، و مركبات تنتج اللحوم و الحليب المجفف و مشتقاته، معتمدة على مصادر المياه الجوفية و الأعلاف الخضراء المسقية.
و تولي وزارة البيئة و خبراء البيئة الجزائريين و الشركة القطرية «بلدنا» الشريكة في المشروع أهمية كبيرة للجانب البيئي، لتحقيق الاستدامة و الجدوى الاقتصادية و المحافظة على طبيعة المنطقة و مواردها الطبيعية حتى تبقى للأجيال القادمة.
و قد بدأت تدابير حماية البيئة على أرض الواقع، مع انطلاق أحد أضخم المشاريع الاقتصادية التي تطلقها الجزائر لإنتاج الغذاء بالجنوب الكبير، حيث الأراضي الشاسعة القادرة على إنتاج الأعلاف و المحاصيل الزراعية الاستراتيجية كالقمح و الذرة، غير أن طبيعة المنطقة تبقى في حاجة إلى تدابير صارمة لحمايتها من تأثير النشاطات الزراعية و الصناعية المكثفة، و هو ما يعمل عليه الطرفان الجزائري و القطري عشية انطلاق مشروع «بلدنا» الذي تعول عليه الجزائر لسد احتياجاتها من الحليب و الأجبان اللحوم.
وزارة البيئة تحضر لنصوص قانونية خاصة بالمشروع
و قالت وزارة البيئة و الطاقات المتجددة، بأنه و في إطار الشراكة الجزائرية القطرية من أجل تجسيد مشروع إنتاج مسحوق الحليب في ولاية أدرار استقبلت الوزيرة فازية دحلب بمقر الوزارة الأحد الماضي، السيد علي العلي مستشار بشركة « بلدنا « القطرية لإنتاج الحليب معربة عن استعداد دائرتها الوزارية للمرافقة التقنية لجميع مراحل هذا المشروع خاصة في شقه المتعلق بالبيئة و التنمية المستدامة، حيث طلبت من الجانب القطري إفادتها بتفاصيل أكثر حول مختلف النشاطات المزمع إنجازها، و ذلك لتمكين مصالحها من تصنيفها وفقا للقوانين الجزائرية سارية المفعول قصد استصدار مختلف القرارات و التراخيص الخاصة بقطاع البيئة في آجالها المحددة.
و قد استمعت وزيرة البيئة الجزائرية باهتمام كبير الى العرض الذي قدمه ممثل شركة «بلدنا» حول مختلف الجوانب المتعلقة بالمشروع و مدى أهميته الاستراتيجية، مؤكدة بان قطاعها الوزاري يولي أهمية كبيرة لهذا المشروع الضخم كونه يساهم في تنويع الاقتصاد خارج المحروقات و يعزز قدرات بلادنا في مجال إنتاج هذه المادة الأساسية.
و تندرج تقنيات استخراج المياه، و النفايات الناجمة عن نشاط تربية الأبقار، و إنتاج مسحوق الحليب المجفف و اللحوم و مشتقات أخرى، في صلب اهتمامات خبراء البيئة الحريصين على ضرورة ملاءمة هذه الأنشطة مع الوسط الذي تتواجد فيه، سواء كان وسطا طبيعيا أو وسطا ديموغرافيا يتسم بالهشاشة تجاه الأنشطة الصناعية و الزراعية المكثفة.
القطريون حريصون على البيئة و استدامة مشروع «بلدنا»
و يتقاسم الشريك القطري نفس الاهتمام بقطاع البيئة مع الطرف الجزائري، حيث نقلت وكالة الأنباء القطرية «قنا» عن مسؤولي شركة «بلدنا» قولهم أن أعمال حفر الآبار تهدف إلى دراسة طبيعة المياه الجوفية والوصول إلى التصميم الأمثل لها وذلك بهدف ضمان استدامة المياه والحفاظ عليها لفائدة المشروع وللأجيال القادمة، وأكدت الشركة أنها تعتزم استخدام أفضل التقنيات لرصد وتعزيز كفاءة استخدام المياه الجوفية، عن طريق دمج البيانات من محطات الأرصاد الجوية وصور الأقمار الصناعية.
و قد أعرب علي العلي ممثل شركة بلدنا عن سعادته ببدء الأعمال التمهيدية للمشروع، قائلا «هذه الصحراء سوف تتحول إلى منارة للتميز والابتكار، باحتضانها أكبر مزرعة رأسية متكاملة في العالم، تضم أكثر من 270 ألف رأس من الأبقار، وتنتج نحو 1.7 مليار لتر من الحليب سنويا، وأضاف: «سنقوم باستخدام أحدث التقنيات الزراعية وأساليب تربية الأبقار وصناعة الألبان، مع الالتزام بأعلى معايير الجودة والاستدامة البيئية».
و لفت إلى أن شركة بلدنا ستقوم بتطبيق أفضل طرق الري، للحد من الاستخدام الجائر للمياه خلال جميع مراحل المشروع، واستكمالا لجهودها في وضع آليات متكاملة لترشيد استهلاك المياه، سوف تقوم شركة بلدنا باستخدام المجسات التي تقوم بقياس رطوبة وملوحة التربة، وذلك لتحديد كميات المياه اللازمة لكل محصول.
ومن جهته أكد السيد رامز الخياط، عضو مجلس إدارة شركة بلدنا على أهمية المشروع الاستراتيجي قائلا «هذا المشروع السباق هو حلقة جديدة تعزز أواصر الترابط والتعاون بين البلدين، ونتاج لشراكتنا مع الصندوق الوطني للاستثمار، مضيفا «نحن إذ نشهد اليوم انطلاق الخطوات التمهيدية الأولى للمشروع، نؤكد على أهميته الاستراتيجية للشركة، حيث نقوم من خلاله بنقل خبراتنا و ريادتنا في قطاع إنتاج الألبان ومشتقاتها، تجسيدا لرؤية الحكومة الجزائرية في تحقيق الاكتفاء الذاتي».
وكانت شركة بلدنا قد أعلنت في وقت سابق من العام الجاري عن توقيعها اتفاقية مع الحكومة الجزائرية ممثلة في الصندوق الوطني للاستثمار لتنفيذ المشروع الذي يتوقع أن يغطي 50 بالمئة من حاجة الجزائر للحليب المجفف، وهو مشروع من ثلاث مراحل أولها استصلاح مزارع للأعلاف، ثم إنشاء مزرعة لتربية قطيع الأبقار، ثم إنشاء مصنع لإنتاج الحليب المجفف، للحد من اعتماد الجزائر على استيراد معظم احتياجاتها من الحليب المجفف وتوفير أكثر من 5000 فرصة عمل، والإسهام في زيادة الإنتاج المحلي من اللحوم الحمراء، وتوطين إنتاج الحليب وصولا إلى الاكتفاء الذاتي.
وكان المشروع قد تم توقيعه في 24 أفريل الماضي بين وزارة الفلاحة والتنمية الريفية الجزائرية وشركة بلدنا لإنتاج الحليب المجفف بقيمة 3.5 مليار دولار.
* خبير البيئة الجزائري كريم وامان
مشروع «بلدنا» نموذج للتنمية المستدامة
قال كريم وامان، خبير البيئة الجزائري و المدير العام السابق للوكالة الوطنية للنفايات متحدثا للنصر، بأن مشروع «بلدنا» يعد نموذجا جيدا للتوجه التنموي المستدام الذي أرصاه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، مضيفا بأن هذا المشروع الجزائري القطري لتربية الأبقار وإنتاج الحليب في ولاية أدرار، يعد مبادرة جريئة وواعدة، سواء من الناحية البيئية أو الاجتماعية أو الاقتصادية حيث يجسد هذا النوع من المشاريع خطوة استباقية نحو الاستدامة والاكتفاء الذاتي والانفتاح على المحيط الإفريقي للجزائر.
و حسب الخبير كريم وامان، يمثل دمج تربية الأبقار في الأنظمة الزراعية الصحراوية رؤية مستقبلية تجسد التناغم بين الإنسان وبيئته، كأحد أهم الأهداف، معتبرا المشروع الطموح بمثابة فرصة لتعزيز التحول من الممارسات الزراعية التقليدية إلى أساليب أكثر تكاملا، حيث إن الاستفادة من مخلفات الأبقار كسماد طبيعي لا تساهم فقط في تحسين خصوبة التربة، بل تقلل أيضا من الاعتماد على الأسمدة الكيميائية، ما يعزز الزراعة المستدامة والصديقة للبيئة.
علاوة على ذلك، يضيف المتحدث، فإن اعتماد تقنيات تربية مبتكرة وإدارة المراعي بشكل مسؤول، سيمكن من الحفاظ على موارد المياه، وهو أمر حيوي إذا أخذنا بعين الاعتبار الشح في الأمطار وضرورة ترشيد استعمال الموارد المائية، كما يمكن أيضا للمشروع أن يحمي ويعزز التنوع البيولوجي المحلي.
و من الناحية الاقتصادية، يرى الخبير الجزائري بأن هذا المشروع يعد محركا للتنمية المحلية والإقليمية، من خلال خلق فرص عمل وتطوير النشاطات التجارية الوطنية ومع دول الجوار.
و خلص المتحدث إلى القول بان هذا المشروع يقدم منصة مثالية لزيادة الوعي وتثقيف المجتمع بشأن الممارسات المستدامة، والإدارة المسؤولة للموارد الطبيعية. بالإضافة إلى ذلك، من خلال هذا النوع من الاستثمارات في المناطق الصحراوية، نسعى للتكيف مع التحديات الجديدة التي يفرضها التغير المناخي.
تحذيرات من خطر انقراضها
الثعابين غير السامة مهمة للتوازن البيئي
تنتشر في العالم 85 بالمائة من الثعابين غير السامة، أو التي تمتلك سما ضعيفا بحسب الدراسات، ويتحدد الفرق بينها وبين الأفاعي السامة من خلال الشكل وكذا سلوكها في البيئة التي يُعثر عليها فيها، وهي لا تشكل ضررا كبيرا على الإنسان، بحسب أخصائيين فضلا عن مساهمتها في تنقية البيئة، والمحافظة على توازن السلسلة الغذائية.
إيناس كبير
وقد ساهمت الخرافات المنتشرة حول الثعابين، خصوصا الواردة في بعض الأساطير، في تشكيل معتقدات خاطئة عن هذه الكائنات لدى الإنسان، تدفعه مباشرة إلى التفكير في اصطيادها وقتلها خوفا على حياته من لدغاتها الخطيرة السامة دون دراية بنوعها خصوصا عند العثور عليها في الحقول والمزارع، ما جعلها مهددة بالانقراض وبالتالي حرمان البيئة من منافعها، ناهيك عن اختلال السلسلة الغذائية وفقدان بعض الأنواع سواء التي تتغذى على الثعابين، أو التي تكون مصدرا لغذائها.
وينبه أخصائيون، إلى أهمية الوعي بنوعية الثعابين وتجاوز الشائعات والمعتقدات الخاطئة المنتشرة حولها، خصوصا وأن خبراء يوظفونها في دراسات علمية وصيدلانية للتعرف على سلوكها واستخلاص أدوية منها.
* مراد حرز الله عضو الجمعية الوطنية لتوثيق الحياة البرية
يوجد 22 نوعا من الثعابين في الجزائر
يبدأ التعرف على هذه الكائنات بحسب موثق حياة البرية، وعضو الجمعية الوطنية لتوثيق الحياة البرية في الجزائر، مراد حرز الله، من تصحيح الخطأ الشائع في التفريق بين الأنواع الموجودة، موضحا، بأن «الأفاعي والحيات» تعد النوع الذي يشكل خطرا على حياة الإنسان لأنها سامة، بينما تُسمى غير السامة أو ضعيفة السم «بالثعابين»، وتكون ذات أنياب داخلية لا تسبب لدغتها أية خطورة.
ويوجد في الجزائر نوع آخر لا يلدغ أساسا، يعيش تحت الأرض ويتغذى على الحشرات، ووثق حرز الله صورا لحوالي 15 ثعبانا من أصل 22 نوعا موجودا في كامل الجزائر، وذلك بحسب ما جاء في موقع «ايناتيراليسث العالمي».
وذكر، بأن الأنواع التي تنتشر بكثرة هي الخضيري، ثعبان حدوة الحصان، النطريق ثعبان الماء، وكلها مسالمة لا تشكل خطرا على الإنسان وفقا لما أفاد به.
وقال عضو الجمعية الجزائرية لتوثيق الحياة البرية، إن دراسات عديدة تُجرى على الثعابين غير السامة، وتتنوع أغراضها بين علمية وبيئية. وتهدف الدراسات الإيكولوجية إلى فهم دور الثعابين في النظم البيئية، كونها جزءا من السلسلة الغذائية، خصوصا لدى طائر العُقاب الذي يزور المنطقة صيفا وتمثل الثعابين غذاء أساسيا له. وذكر المتحدث أيضا، الدراسات السلوكية، وهي التي تراقب سلوك الأفاعي والثعابين في بيئتها بغرض فهمها من أجل المحافظة عليها، وكذا الدراسات الوراثية التي تهتم بجيناتها، لفهم قدراتها في تحمل الظروف البيئية.
أما في الدراسات الطبية والصيدلانية، فيمكن للخبراء من خلال التعامل مع سم الثعابين، استخلاص مركبات كيميائية منه، تستخدم في علاج أمراض ضغط الدم وجلطات دموية، وحتى صناعة مسكنات ومهدئات.
وتوجد أيضا وفقا لذات المتحدث، دراسات متعلقة بالسموم والتسمم، تُعنى بفهم تأثير السم على الكائنات الحية، ومعرفة آليات التسمم مما يساهم في توفير مضادات السموم وزيادة الوعي بكيفية التعامل مع اللدغات.
هكذا نفرق بين الثعابين غير السامة والأفاعي السامة
وبحسب حرز الله، يمكن التفريق بين الأفاعي السامة والثعابين غير السامة من خلال ميزاتها الشكلية وكذا حركتها في الطبيعة، يقول، هناك صفات تساعد على التمييز بين النوعين، موضحا بأن الأفاعي والحيات يكون شكل بؤبؤ عينيها بيضويا طويلا، والعكس عند الثعابين يكون ضئيلا.
أما شكل رأس الأولى، فيكون مثلثا وهو أشهر معيار يميزها عن غير السامة، بالإضافة إلى الطول، حيث يكون طول الثعبان غير السام حوالي مترين أو متر، بينما لا يتعدى طول الأفاعي عموما 60 سنتيمترا.
وأضاف، بأنه وجبت الإشارة إلى أصناف خاصة موجودة في ولايات خنشلة و باتنة و تبسة و بسكرة، أين يكون طول الأفعى السامة في حدود مترين، ويُطلق عليها «كوبرا دونيل» أو كوبرا الأطلس، وفي هذه الحالة أفاد موثق الحياة البرية، بأن الإنسان يمكنه التعرف على النوعين من خلال اللون، فإذا كان لون الأفعى أسود داكنا فهي «كوبرا»، فضلا عن الحركة، فحركة الأفاعي ، تكون بطيئة عموما، عكس الثعابين التي تتحرك بسرعة.
التصور الخاطئ عن الثعابين زاد من خطر انقراضها
والثعابين غير السامة في الجزائر مهددة بخطر الانقراض، واعتبر حرز الله، بأن الإنسان هو السبب الأول في ذلك، بسبب استخدام مبيدات الحشرات والقوارض، حيث أدت هذه المواد الكيميائية إلى تدني أعداد هذه الكائنات، وأتبع المتحدث، بأنه كموثق للحياة البرية فقد دق ناقوس الخطر مرارا، وبادر إلى نشر مقالات علمية حول هذا الموضوع، وكذا إبلاغ محافظة الغابات والجامعات.
وتتسبب التغيرات المناخية كذلك، في تهديد هذا النوع وتراجع أعداده، كما ذكر أيضا، اختلال السلسلة الغذائية بتناقص أعداد الكائنات التي تعد مصدر غذاء للثعابين غير السامة، وكذا مهاجمتها من طرف القطط المنزلية، وأشار حرز الله، إلى دراسات ذكرت، بأن القطط تقضي على آلاف الثعابين سنويا.
بالإضافة إلى الصيد والقتل العشوائي للثعابين، إما بسبب الخوف من لدغاتها أو لاستخدامها في أمور الشعوذة، وقد أرجع عضو الجمعية الجزائرية لتوثيق الحياة البرية، هذه الممارسات إلى نظرة المجتمع الخاطئة للثعابين والأفاعي والتي غذتها الخرافات والمعتقدات القديمة ورسخت صورة سيئة عنها، وقد أثر هذا الجانب على تعامل الإنسان معها وضاعف خوفه منها.
التوعية تبدأ من نفي الخرافات المنتشرة حول الثعابين
وأفاد المتحدث، بأن التوعية بأهمية الثعابين غير السامة في النظام البيئي تبدأ من كسر حاجز الخوف منها، وإبراز قيمتها وفوائدها لدى الفلاح، وأردف بأنهم كأعضاء في الجمعية الجزائرية لتوثيق الحياة البرية أطلقوا مبادرات توعوية في المدارس، لإبراز جمال تلك الكائنات وعرض لوحات فنية جميلة لصورها لمحو التصورات الخاطئة عنها، كما يمكن حسبه، عرض عينات أمام التلاميذ والسماح لهم بلمسها، مثل ثعبان «أصالة الرمال» وهو ثعبان لا يلدغ أصلا كما قال وتحقيقا لهذا الغرض أنشأ مراد حرز الله، صفحة على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، خاصة بعالم الحياة البرية في الجزائر، هدفها التوعية وإبراز جمال الطبيعة للمجتمع، وعلق قائلا :»فيما سبق كنت عندما أنشر صورة لثعبان، أغلبية المتابعين يخطؤون في تحديد نوعه، لكنني استطعت التعريف بعدة أصناف وطريقة التمييز بينها».
وأضاف في هذا السياق:» يمكن استغلال كل الوسائل المتاحة لتوعية الناس والأطفال، من خلال تقديم معلومات علمية عن دور الثعابين غير السامة في النظام البيئي وفوائدها، وتحديد الأنواع السامة منها وغير السامة وكيفية التفريق بينها، فضلا عن تعليم المواطنين بما في ذلك رجال الحماية المدنية ومحافظة الغابات، طرقا صحيحة لإمساكها دون الاضطرار إلى قتلها، وذلك بوضعها في دلو وإرجاعها إلى بيئتها، فضلا عن التعاون مع منظمات بيئية، مثل الجمعية الجزائرية لتوثيق حياة البرية، واستغلال مهارات أعضائها من أساتذة جامعيين، ومختصين في الزواحف وموثقين أكفاء للمحافظة على هذه الزواحف والكائنات البرية بشكل عام».
وذكر أيضا، استغلال منصات التواصل الاجتماعي لتمرير رسالة خصوصا للمتجولين والمخيمين في الغابات، مفادها أن الثعبان في الغابة يكون داخل موطنه، والإنسان زائر له، وذلك لا يجوز التعدي عليه عند مصادفته. أما المشكل الأساسي الذي يجب الوقوف عنده بالنسبة لحرز الله، فهو تفنيد الخرافات المتعلقة بالثعابين، والتقليل من أعداد قطط الشوارع من خلال التعقيم باعتبارها تشكل تهديدا لها.
* مسعود زراقنية، طبيب بيطري
عدد الثعابين يتناقص في الجزائر
كشف من جهته، الطبيب البيطري مسعود زراقنية، بأنهم كمختصين لاحظوا تناقصا كبيرا في عدد الثعابين والأفاعي في الجزائر خلال هذه السنة، عكس ما كانت عليه سابقا، إذ تتعدد العوامل وراء أمر وتختلف كما قال.
ويبدأ الأمر من التأثر بفعل الحرارة والرطوبة، إضافة إلى جفاف المسطحات المائية، وكذا الافراط في استخدام المبيدات والتوسع العمراني، وكلها عوامل تتسبب في انقراض هذا الصنف من الزواحف.
كما تحدث زراقنية، عن أهمية الأفاعي في الحفاظ على التوازن البيئي، ما يحتم وفقا له، عدم إيذائها وقتلها وتركها تؤدي الوظيفة التي وُجدت من أجلها في الطبيعة.
الحذر من المواجهة المباشرة مع الثعابين
وحذر المتحدث، من التعامل مع الأفاعي والثعابين بشكل عام موضحا، بأن الصفات التي تفرقها عن بعضها، لا تكون دقيقة أحيانا بنسبة مائة بالمائة، إذ يبقى احتمال أن يكون الصنف ساما واردا.
لذلك يجب تفادي المواجهة المباشرة معها وفقا لزراقنية، ففي الأماكن المفتوحة الأفضل استخدام عصا طويلة لإبعادها ويكون وقوف الإنسان على مسافة بعيدة عنها مهما، أما في الأماكن المغلقة، فأكد على ضرورة الاتصال بأعوان الحماية المدنية، مع تفادي قتلها في كل الحالات كونها تشكل حلقة أساسية في التوازن البيئي، فهي غذاء لبعض المفترسات، كما تتغذى بدورها على كائنات أخرى مثل القوارض والحشرات التي تؤذي الإنسان.
من جهة أخرى، قال الطبيب البيطري، إن الأفاعي غير السامة أيضا يمكن أن تشكل خطورة على الإنسان، مثل إصابته بالتهابات بسبب لدغاتها، أو حدوث رد فعل تحسسي جراء اللدغة، كما أشار إلى ضرورة مرافقة الشخص الملدوغ وطمأنته حتى لا يرتبك أو يهلع، تفاديا لزيادة دقات قلبه الأمر الذي يؤدي، في حالة الإصابة إلى سرعة انتشار السم في الجسم.وحذر أيضا، من ممارسات بدائية وخاطئة يقوم بها البعض عند تعرضهم للدغات الثعابين أو الأفاعي، مثل مص السم وسحبه من العضو الملدوغ، أو الضغط على مكان الإصابة، وأوضح الطبيب البيطري، بأن هذه التصرفات يمكن أن تؤدي إلى نتائج عكسية، فمص السم من شأنه أن يعرض حياة الشخص الآخر إلى الخطر. وينصح في هذه الحالة، بالتوجه إلى أقرب مستوصف لأخذ المصل، وتحديد إذا كانت اللدغة سامة أو غير سامة، ويمكن التفريق بينهما من خلال شكل اللدغة، وفقا للمتحدث، ففي حالة السامة يكون هناك ثقبين لأنياب الأفعى، أما إذا كان ثعبانا غير سام فتكون اللدغة على شكل شق أو تمزق.
إ.ك