تعد الزوجة في نظر الإسلام شريكة داخل الأسرة وليست أجيرة؛ لها من الحقوق مثل عليها من الواجبات؛ فقال الله تعالى: ((وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ)) (البقرة 228)؛ لذلك أوصى الإسلام الزوج بإكرام الزوجة وتكريمها توطيدا لدعائم الرابطة الزوجية وضمانا لديمومتها واستقرار الأسرة المنبثقة عنها؛ لأن الزوجة أمانة الزوج وكاتمة أسراره ومحضن أبنائه ومستقره ومسكنه الأدبي في دروب الحياة ومسالكها، تقاسمه الحلو والمر؛ السعادة والشقاء، قال الله تعالى: ((فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ)) وقال تعالى: ((وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)). [الروم: 21].
إعداد: د .عبد الرحمان خلفة
ولئن أعطى الإسلام القوامة للزوج في قوله تعالى: ((الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ )) (النساء34) فإن ذلك لا يعني تأسيسا لأي نوع من أنواع الاستبداد الدافع للتسلط والظلم والإهانة؛ بل محض تقسيم للأدوار والمسؤوليات الأسرية وأعباء الحياة؛ فقد أمر الله تعالى الزوج بالمعاشرة الحسنة لزوجته والصبر على ما قد يبدو له منها مكروها فقال الله تعالى: ((وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوف{النساء:19}.).
ومن أبرز واجبات الزوج الشرعية والعرفية إكرام زوجته بتوقيرها واحترامها وعدم إهانتها بأي وسيلة من وسائل الإهانة قولا أو فعلا أو رد فعل، فلا يسبها ولا يشتمها ولا يهينها ولا يسخر منها ولا يستهزأ بها ولا يخدش كرامتها أو ينتقص من عمل أنتجته يداها؛ بل يمد يد المساعدة لها في يوميات الحياة وشؤونها؛ لاسيما في أوقات كثافة الأشغال؛ لأن الواجبات كثيرة وقد تفوق الأوقات، ويضفي على حياتها أجزاء البهجة والفرح والأمل والسعادة، حتى يحاصر الملل والقنوط واليأس، فيتحين أيام الأعياد والمناسبات ليهدي لها ما يوطد دعائم المودة بينهما، سواء بالهدايا المادية أو الكلمة الطيبة. وقد يرى منها شيئا يكرهه فيكون فيه خير كبير لذلك قال الله تعالى: «وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا» (النساء: 19).))، قال ابن كثير في تفسيره: أي طيبوا أقوالكم لهن، وحسنوا أفعالكم وهيئاتكم بحسب قدرتكم كما تحب ذلك منها، فافعل أنت) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ» (رواه مسلم ) وفي الصحيحين أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: استوصوا بالنساء خيراً.)
وإكرام الزوجة لا يعني أبدا انتقاصا من مكانة الزوج وشهامة رجولته؛ بل ينم عن تمدن وتحضر ودماثة خلق ونبل نفس وسمو قدر ورفعة شأن ووفاء وود؛ لذلك جاء في الحديث: (خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي) ، وورد في أثر من أقوال من سلف: (ما أكرمهن إلا كريم ولا أهانهن إلا لئيم). وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يعد أسوتنا كثير الإكرام لزوجاته ومن مظاهر ذلك ما روي عن عائشة –رضي الله عنها- أنها قالت: «كُنْتُ أَشْرَبُ فَأُنَاوِلُهُ النَّبِيَّ r، فَيَضَعُ فَاهُ عَلَى مَوْضِعِ فِيَّ, وَأَتَعَرَّقُ الْعَرْقَ فَيَضَعُ فَاهُ عَلَى مَوْضِعِ فيَّ».و «كَانَ النَّبِيُّ r إِذَا كَانَ بِاللَّيْلِ سَارَ مَعَ عَائِشَةَ يَتَحَدَّثُ».وكان يمدح عائشة -رضي الله عنها- قائلاً: «إِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيد ِعَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ). ع/خ
حظر ختان الذكور في أيسلندا يثير استياء المسلمين واليهود
خلف مشروع قانون يجرى مناقشته في أيسلندا حاليا، لحظر ختان الذكور استياءً واسعا بين الأوساط الدينية الأوروبية، لاسيما لدى المسلمين واليهود. ونقلت النور نيوز عن شبكة “يورونيوز” الأوروبية، في موقعها، أن مسلمين ويهود انتقدوا بشدة القانون الذي في حال أقرّه البرلمان، ستصبح أيسلندا أول بلد أوروبي، يعتمد هذا القانون المثير للجدل.
وقال إمام المركز الثقافي الإسلامي في أيسلندا، أحمد صديق إن مشروع القانون يتعارض مع الحرية الدينية.وتابع الختان يمارس منذ قرون طويلة، وهو متجذر بعمق في التقاليد الثقافية والدينية ، وفق المصدر ذاته.
ويقترح مشروع القانون، فرض عقوبة بالسجن لمدة تصل إلى ست سنوات بحق أي شخص يقوم بعملية الختان لطفله، باستثناء الحالات التي تمليها أسباب طبية.وينص مشروع القانون أيضًا على أن ختان الأولاد الصغار ينتهك حقوقهم ويتنافى مع اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل لما فيه من تشويه للأعضاء التناسلية”.ويخشى المسلمون واليهود الذين يطبقون ختان الذكور وفق تعاليم دينية من أن تصبح قضية منع الختان مقدمة لممارسات دينية على غرار التضييق على اللباس الديني والذبح الحلال للمواشي.
قد تكون عاقبة الخطأ قاسية
يقول الله تعالى: ((وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ)) الأعراف:19-22
إن الخطأ الذي ارتكبه آدم عليه السلام كان قاسيا عليه وعلى ذريته، حيث أخرجه من الجنة إلى الأرض دار الشقاء والتعب، فرغم توبة أدم وقبول التوبة من ربه تعالى، فلم يعفه ذلك من تحمل تبعات فعله في الدنيا.
فبعض الأخطاء قد تبدو بسيطة أو هينة، لكن قد تكون لها تداعيات وتبعات تكون قاسية على النفس.
فليراقب الإنسانُ نفسَه في نطقه وسلوكه، وليحذر من الزلات والأخطاء، فهناك من يتابع تحركاته من شياطين الإنس، وهو متخصص في اصطياد الهفوات والعثرات، فيضخّمُها ويشهّر به، ويشوّه سمعتَه، فينسى الناس محاسنَه، ولا يذكرون إلا ذلك الخطأ. فالإنسان بطبعه ضعيف، فقد تضعف نفسه أمام شهوة المال أو شهوة النساء أو شهوة الشهرة والظهور، فتصدر منه أخطاء. أو قد تضعف نفسه فيغضب فيصدر منه سلوك غير سوي، أو يتسرع ويستعجل في أمر ما، أو يبدي رأيا دون تفكير، أو يتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالا، أو يتخذ موقفا دون النظر في عواقبه .... فالخطأ قد يكلفُ صاحبَه سمعته أو مستقبله أو منصبه أو علاقاته الإنسانية أو مركزه الاجتماعي. فالتوبة من الخطأ لا يعني دائما عدم تحمّل المخطئ لبعض التبعات المرة والمحرجة في الدنيا.
جيوش الحلفاء فى الحرب العالمية الأولى ضمت 2.5 مليون مسلم بينهم 200 ألف جزائري
العثور على رسالة مقاتل جزائري يقسم بالله أن يحافظ على دينه وصلاته
نشرت صحيفة الأوبزرفر مؤخرا تقريرا عن المسلمين الذين قاتلوا في الحرب العالمية الأولى ضد ألمانيا، ودفنوا في مقابر مع قتلى الحلفاء، وبقيت قصصهم مجهولة.وأضافت أن مؤسسة تدعى «مؤسسة الأبطال المنسية 14-19» عكفت على توثيق مساهمات جميع المسلمين الذين قاتلوا وعملوا لصالح قوات الحلفاء خلال الحرب العالمية الأولى، يقول معد التقرير حسب بعض المواقع الالكترونية فيفيك تشاوداري إن باحثين قضوا الأعوام الستة الأخيرة في فحص وثائق من الأرشيف العسكري وعددا كبيرا من المذكرات الشخصية لمحاربين في الحرب العالمية الأولى من 19 بلدا، فضلا عن مئات الصور، وخلص البحث إلى أن 2.5 مليون مسلم شاركوا فى صفوف جيوش الحلفاء بصفة مقاتلين أو عاملين. ووجد الباحث، حسب تشاوداري، أن هؤلاء المقاتلين جلبوا من أفريقيا والهند وروسيا وحتى من أمريكا، فعاشوا وماتوا مع المسيحيين واليهود .وتروي الوثائق أيضا قصص الجنود المسلمين وهم يقتسمون طعامهم مع المدنيين الجياع. كما اندهش الضباط الفرنسيون والبلجيكيون والكنديون من معاملة الجنود المسلمين الإنسانية للأسرى الألمان، ولما سئلوا عن ذلك ذكر لهم الجنود المسلمين أن هذه طريقة معاملة الأسير وفق تعاليم الإسلام.
وينقل الكاتب عن فيريي قوله إن «صورة المسلمين في الغرب هي أنهم أعداء، وأنهم وافدون لم يقدموا شيئا لأوروبا، وهدف عملنا هو أن نجعل جميع أوروبا تفهم أن بيننا تاريخا مشتركا، بعيدا عن السياسة والاستعمار، ونحن نقدم وقائع وقصصا حقيقية ينبغي أن تعرفها أوروبا كلها». ومن بين الوثائق الأكثر تأثيرا، الرسائل التي كتبها هؤلاء المقاتلون المسلمون، وذكر منها رسالة مقاتل جزائري كان في جبهة القتال بمنطقة نوتر دام دوي لوريت في عام 1916 يقول فيها: « أقسم بالله العظيم، أنني لن أتوقف عن الصلاة، ولن أتخلى عن ديني، حتى لو وضعت في جحيم أشد من الجحيم الذي أنا فيه».ووضعت صحيفة «الأوبزرفر» قائمة بأعداد وجنسيات المسلمين الذين قتلوا فى الحرب العالمية الأولى، منهم 400 ألف هندى (الجيش البريطانى الهندى) و200 ألف جزائرى، و100 ألف تونسى، و40 ألف مغربى.
فتاوى
فقهاء يتصدون لعادة كتابة الآيات القرآنية على أطباق الكعكات
نُشرت على بعض مواقع التواصل الاجتماعي صور لاحتفالات بمناسبات مختلفة عمد أصحابها إلى طبع آيات قرآنية فوقها بغرض تزيينها قبل أكلها أثناء مراسيم الاحتفال؛ حيث عدوه ضربا من الاستهانة بالقرآن الكريم الذي يطالب المسلمون بتعظيمه وتوقيره وعدم تعريضه لأي نوع من الاستهانة، حيث قال المفتي رئيس هيئة الرقابة الشرعية للبنك الإسلامي الفلسطيني حسام الدين عفانة مفتي، إنه لمن المحزن أن يصل العبثُ والاستخفافُ بالقرآن الكريم إلى هذا الحدِّ من السفاهة، وهذه الفعلةُ المنكرةُ ما هي إلا استمرارٌ في مظاهر العبث بالقرآن الكريم، حيث سبق لبعض الخطاطين والرسامين أن رسم آيةً قرآنيةً على شكل رأس حصان، ورسم آخر جملاً بآية قرآنية، ورسموا بآيات القرآن الكريم أشكال حيوانات، وقام أحد سفهاء العابثين بكتابة عددٍ من الآيات الكريمات على جسده، وغير ذلك من أشكال وصور التلاعب بالقرآن الكريم..... إن طباعة الآيات القرآنية ورسمها في الحالات السابقة وأمثالها يعتبر استخفافاً بالقرآن الكريم، «والاستهانةُ بالمصحف قد تكون أقوالاً، وقد تكون أعمالاً، والاستهانة العملية بالقرآن الكريم أن يفعل عامداً ما يتضمن احتقاراً أو استخفافاً بهذا القرآن.. وأن هذه الفعلة المنكرة ما هي إلا استمرارٌ في مظاهر العبث بالقرآن الكريم، وأن طباعة الآيات القرآنية ورسمها في الحالات السابقة وأمثالها يعتبر استخفافاً وامتهاناً للقرآن الكريم.. وقد أجمعت الأمةُ المسلمةُ على وجوب تعظيم القرآن الكريم، ووجوب تنزيهه وصيانته عن الامتهان والابتذال والعبث... فقد أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن ليكون موعظةً وعبرةً، وشفاءً لما في الصدور، وليهتدي به الناس في عباداتهم ومعاملاتهم، ويطبقونه في جميع أمور حياتهم، ويتلونه حقَّ تلاوته تدبراً وتذكراً، ويسترشدون به في جميع شؤونهم، ويأخذون أنفسهم بالعمل به في كل أحوالهم
كما استنكر الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام المملكة، طباعة شكل القرآن أو بعض آيات منه على الكعكة ‹›الثورثة›› سواء في حفلات المدارس أو العمل أو بعض المناسبات العائلية. وأوضح المفتي في حديث لبعض وسائل الإعلام، أن طباعة شكل القرآن الكريم أو بعض آياته على شيء مخصص للأكل تعد استهانة وغير جائزة، مبيّنا أن تكريم القرآن لا يكون بطباعته وأكله، بل بحفظ آياته وقراءته والاستماع إليه والقيام بما جاء به، وليس بتزيين الكعك ثم أكله.