يلجأ تلاميذ البكالوريا لمجموعات المراجعة الشاملة الافتراضية، سواء عبر صفحات فيسبوك أو مجموعات المحادثة على تطبيق الماسنجر أو التيك توك، للتحضير لمختلف المواد، بتبادل حلول التمارين وأسئلة امتحانات سابقة، كما يقدمون شروحات لدروس مع اقتراح طرق بسيطة للحفظ وتذكر المعلومات، ويطلبون في الغالب انضمام أساتذة للاستفادة من التوجيه والتأطير الجيد، وهي مبادرة ثمنها أساتذة، فيما دعا آخرون لتجنبها في الأيام الأخيرة التي تسبق الامتحان الرسمي.
تصفحنا عددا من المجموعات الفيسبوكية الخاصة بالمراجعة للبكالوريا، المغلقة منها والمفتوحة والتي تضم آلاف المتمدرسين من مختلف الثانويات والولايات عبر الوطن، بهدف المراجعة العامة والتحضير النفسي والعلمي الجيد للمواد، وجدنا أن بعضها يحمل أسماء ذات طابع تحفيزي على غرار «باك 2024 yes we can»، « أضمن الباك في شهرين»، و» الباك في الجيب»، وأخرى تعطي انطباعا للراغب في الانضمام عن محتويات المجموعة على غرار «كل ما يخص المراجعة للباك»، «مواضيع بكالوريا للسنوات السابقة» وغيرها.
شعارات تحفيزية للمثابرة
كما لاحظنا خلال عملية التصفح، أنه هذه المجموعات مقسمة ومصنفة حسب التخصصات، ويتضح ذلك من خلال تسمياتها، نذكر منها «باك 2024 علوم تجريبية»، «بكالوريا آداب وفلسفة 2024، وجدنا أيضا مجموعات مغلقة أنشأها أساتذة يقدمون فيها دروسا خصوصية ونصائح لتلاميذ السنة ثالثة ثانوي وتوجيهات حول كيفية التعامل مع أسئلة الامتحانات، ومقترحات تمارين مرفقة بحلول، مع إتاحة المجال لطرح الأسئلة من خلال التعليقات للإجابة عنها سواء بتعليق أو برسالة نصية على الخاص، إن كان الجواب يستدعي شروحات وتفاعلا مع التلميذ، كما ينشرون ملخصات وخرائط ذهنية والكلمات المفتاحية لكل درس، لتسهيل وتبسيط عملية المراجعة، وتتخذ هذه المجموعات شعارات تحفيزية، كما تحتوي على قصص وتجارب ملهمة لتلاميذ فشلوا في الامتحان في المرة الأولى، واستغلوا ذلك كحافز قوي لتحقيق النجاح بمعدلات ممتازة.
و ثمنت أستاذة العلوم الطبيعية والحياة، في الطور الثانوي، ندى شيخ بوقال، مبادرة إنشاء مجموعات المراجعة الشاملة، لدورها الفعال في تحفيز المتمدرسين، وترى بأنه من الأفضل الانضمام إليها مع بداية السنة الدراسية، وليس عند اقتراب موعد الامتحانات الرسمية، إذ تتحول حينها خاصة بالنسبة للتلاميذ المتأخرين لعامل تشويش.
مشاركة الدروس وإنشاء محادثات جماعية للمناقشة العلمية، يرفع معنويات المترشح للبكالوريا ويقلص نسبة الخوف لديه، كما يحفزه ذلك على بدل جهد إضافي للإلمام بمحتوى كل ما قُدم في المقرر الدراسي، إذا انضم التلميذ إليها في وقت مبكر أي مع بداية السنة الدراسية، وليس كما نلحظه الآن، حيث يرتع عدد المنضمين إليها بشكل قياسي في الأيام الأخيرة التي تسبق الامتحان الرسمي، وهنا، تقول محدثنا، تصبح المراجعة بها بلا جدوى،
اذ يسيطر عامل الخوف والقلق على ذهن التلميذ، ويصبح مشتتا بين المجموعات، لاختيار المجموعة الأنسب، التي تمكنه من تدارك كل الدروس التي لم يراجعها.
* الأخصائية النفسانية نوال مكيد
مجموعات المراجعة الافتراضية تشجع على بذل جهد إضافي
و ترى الأخصائية النفسانية نوال مكيد، أن فتح مجموعات افتراضية تعليمية على منصات التواصل الاجتماعي كفيسبوك، مبادرة حسنة جدا، نظرا للدور الإيجابي الذي تلعبه، في تحفيز الممتحن وغرس روح الأمل والمثابرة لديه، على أن تبقى تستعمل في الإطار الذي أسست لأجله، والمتمثل في تحقيق الإفادة والاستفادة ومشاركة الدروس والملخصات وتقديم بعض الشروحات وحتى مشاركة الخبرات.
خصوصا وأن التلميذ اليوم أصبح يعاني من مشتتات عديدة على غرار الانترنت، الألعاب الإلكترونية، مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها ..و التي تشغله عن أولوياته، وبالتالي فإن هذه الصفحات والمنشورات الإيجابية هي بمثابة الدفعة الإيجابية له في هكذا أوقات.
كما تحدثت مكيد عن مجموعة الطرق التي قد يلجأ إليها التلميذ أثناء مراجعة الدروس في شكل مجموعات أو حلقات دون وعي منه، وينصح بها الخبراء لدورها الفعال في تسهيل عملية الحفظ لديه وتعميق فهمه للدروس، وعلى رأسها طريقة «نيردر» أو طريقة لعب دور الأستاذ، والتي هي من أشهر الطرق التي يلجأ لها تلاميذ البكالوريا خلال المراجعة، ويحققون من خلالها هدف الإفادة والاستفادة –حسبها-، حيث يتقمص التلميذ دور المعلم ويشرح لزملائه المادة التي يرى بأنه متمكن منها، ويجيب عن أسئلتهم المتعلقة به، وهذا ما ينم على التمتع بروح المسؤولية اتجاه بعضهم البعض.
ووجهت في الختام جملة من النصائح للمترشحين، مشددة على ضرورة الالتحاق بمركز الامتحان قبل ربع ساعة على الأقل من موعد الامتحان لتجنب التأخر والإقصاء، الإطلاع المسبق على منهجية الإجابة على الأسئلة، وقراءة السؤال جيدا وفهمه قبل الشروع في الإجابة، وتوزيع الوقت بحيث يكفي للإجابة على كل الأسئلة، مطمئنة المترشحين لنيل البكالوريا بأن أسئلة الامتحانات الرسمية تكون في الغالب في متناول الجميع.
رانيا بوفاس