تمثل التحضيرات الغذائية التي تتنوع بين الأجبان و الشوكولاطة والعصائر، مشكلة صحية حقيقية تهدد سلامة مستهلكين تغريهم أسعارها الزهيدة في مقابل جهل أو لامبالاة بطبيعة مكوناتها و عدم ملاءمتها لشروط الاستهلاك الصحي.
تكفيك جولة بسيطة داخل محل لبيع المواد الغذائية في حي صغير، لتقف على كمية المنتوجات الغذائية التي تتوزع على الرفوف تحت مسمى «تحضيرة» كتبت بخط رفيع يشكل نوعا من التحايل لأجل تسويق هذه المواد دون وعي من المواطن، وبين التحضيرات الجبنية واسعة الانتشار، و الشوكولاطة أو بالأحرى الـ «فيجيكاو» و مختلف أنواع العصائر والصلصات التي تعتمد في الأساس عى المواد المصنعة و الملونات والمضافات بدلا من المواد الطبيعية، يزيد الاعتماد على مختلف هذه المنتجات في النظام الغذائي اليومي تقريبا لعديد الأفراد.
السعر على حساب الجودة
وقد أرجع تجار في حديثهم معنا، التنوع وكثرة هذه المنتوجات، إلى الاستجابة لقانون العرض والطلب، بحيث أوضح أحدهم أنها تلقى رواجا كبيرا من الزبائن ومن مختلف شرائح المجتمع، خاصة فيما يتعلق الأجبان التي تستهلك بشكل كبير في أوساط الأسر الجزائرية، إلى جانب الكاكاو والعصائر التي يستهلكها الأطفال، سواء أثناء الدراسة أو خلال العطل.عامل الأسعار يلعب أيضا دورا أساسيا في زيادة استهلاك هذه المنتجات بحسب أصداء استقيناها من مواطنين أكدوا، أن ارتفاع أسعار المونتاجات الطبيعية مقارنة بالتحضيرات يشجعهم على تغليب كفة السعر على حساب الجودة. لا حظنا أيضا، أن هناك من بين المواطنين من لا يعي الفرق بين النوعين، مؤكدين أنهم لا يقرؤون البطاقة الغذائية ويكتفون بالتحقق من الأسعار و اختيار أحجام العلب.
وعلى الرغم من أن الأصل في هذه المواد واسعة الاستهلاك هو احتوائها على نسب تتراوح ما بين 60 إلى 70 بالمائة من المواد الطبيعية سواء تعلق الأمر بالحليب، الكاكاو أو العصائر، إلا أن توفير «بدائل غذائية اقتصادية» أقل سعرا، فرض أسلوبا جديدا في التصنيع يعتمد بالدرجة الأولى على مواد غير طبيعية، بحيث تؤكد أخصائية الصحة المدرسية الدكتورة خاليصة جايز، أن تصنيعها يرتكز على مواد مصنعة تتمثل في الغالب في نسب عالية من الدهون المهدرجة والمواد الدسمة، إلى جانب السكريات والنشاء ومنكهات وصفتها بغير الصحية.واعتبرت جايز، مكونات هذه المنتجات مسرطنة، وقالت إنها تشكل خطرا كبيرا على صحة المستهلكين، خاصة بالنسبة للأطفال الذين يعتبرون أكبر مستهلك لها، موضحة أن كثرة المضافات المصنعة في المنتج تفقده قيمته الغذائية و تضر بالصحة بشكل كبير.
وفسرت أخصائية الصحة المدرسية، الاستهلاك المتزايد لهذه البدائل بالبحث عن الأسعار الزهيدة في مقابل ارتفاع أسعار المواد الطبيعية، إلى جانب جهل بعض الأفراد بمكوناتها، واكتفائهم بشرائها كبدائل اقتصادية تتماشى مع قدرتهم الشرائية، موجهة نصائح للمستهلكين بضرورة تفادي تناولها لوقاية أنفسهم من أضرارها، مع التركيز على الخضر والفواكه الموسمية، إلى جانب البقوليات التي تعد مصدرا نباتيا للبروتين، مع البيض واللحوم بحسب قدرة كل عائلة، كما تنصح بتهذيب السلوك الاستهلاكي وعدم الانسياق وراء كل ما يتم الترويج له. إيمان زياري